كتبت - سلسبيل وليد ونورهان طلال:
قال رئيس بعثة البحرين للحج الشيخ عدنان القطان، إن 3800 حاج بحريني عبر 47 حملة يغادرون إلى الأراضي المقدسة جواً وبراً لأداء مناسك فريضة الحج للعام الجاري، لافتاً إلى أنه تبدأ حملات الحج البحرينية المغادرة يومي 27/28 الجاري، في حين تعود بعد أداء الفريضة يومي 7/9 المقبل.
وقال القطان، في تصريح لـ«الوطن» إن «مقر بعثة الحجاج البحرينيين الأقرب للمشاعر وعرفات ومنى»، موضحاً أن «مقر البعثة وكادرها الطبي سيكون متواجداً في حي النسيم، الذي يبعد 10 كيلومترات فقط عن الحرم المكي». وأضاف، أن «جميع الحجاج البحرينيين سيتوزعون على النسيم والعزيزية، في حين سيتواجد الكادر الطبي للبعثة في منة وعرفة ومزدلفة»، مشيراً إلى أن «الطاقم الطبي سيتنقل مع البعثة وستكون له عيادة في المعاشر، إضافة إلى أنه مجهز بمستشفى كامل بمقر سكن البعثة في مكة، كما تم الاتفاق مع مستشفى سعودي بالمدينة المنورة لمتابعة الحملات التي ستتوجه إلى هناك».
وأشار القطان، إلى أنه في كل عام تكون هناك استثناءات للبحرين بالسماح لها بزيادة عدد الحجاج، لكن نظراً للتجهيزات والاستعدادات والمشاريع التي تقوم بها السعودية لن يكون هناك استثناء للبحرين، حيث ستلتزم بإخراج العدد المنصوص عليه، وذلك لا ينطبق على دول مجلس التعاون فقط، وإنما باقي دول العالم حيث توجد أعداد يجب الالتزام بها.
وقال إنه، تم إخبار أصحاب الحملات قبل فترة بالأعداد المسموح فيها لكل حملة، مشيراً إلى أن الأعداد تتفاوت بين 70-160 للحملات، واصفاً ارتفاع أسعار الحملات للحج بالأمر الطبيعي فكل حملة تضع الأسعار على حسب الخدمة المقدمة.
طوارئ صحية
من جهته، قال رئيس اللجنة التنسيقية لأعمال بعثة الحج الطبية بوزارة الصحة، د.علي البقارة، إن اللجنة الطبية حددت 500 صنف من الدواء لاصطحابها خلال حملة الحج، وإن اللجنة الطبية المتخصصة للحج تضم في كوادرها 45 متخصصاً، بواقع 11 طبيباً وممرضاً، و6 صيدلانيين، إضافة لموظفي السجلات والمعاونين. وأضاف، أن اللجنة متخوفة من عدم وجود وقاية أو لقاح لمرضى الإيبولا والكورونا، ناصحاً جميع الحجاج بأخذ التطعيمات قبل السفر بأسبوعين على الأقل ليأخذ التطعيم مفعوله، حيث تم فتح المراكز الصحية وتهيئتها مبكراً. وأضاف، أن «المراكز الصحية استقبلت جميع الحجاج لأخذ التطعيمات من أمراض السحايا والأنفلونزا الموسمية، والتوفئيد، إضافة إلى تطعيمات خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة، مشيراً إلى أن التطعيمات مستمرة حتى آخر يوم للسفر صباحاً ومساءً. وأوضح، أن الفريق الطبي مستعد للحج ومتأهب، وتم تجهيزه بعدة ورشات أقيمت لإعدادهم لتحمل المسؤولية وإعدادهم علمياً، إضافة لورشة أخرى لأطباء الحملات لشرح كيفية التعامل مع الأمراض، مشدداً على ضرورة الحفاظ على النظافة الشخصية، سواء أثناء الحملة أو حتى في السكن لتجنب تلك الأمراض، وتجنب لمس العين أو الوجه خصوصاً في الحرم. وقال، إنه رغم الاستعدادات المشكورة التي تقوم بها السعودية بشأن الأمراض، إلا أنه يجب على البحرين أن تأخذ احتياطاتها للتطعيم ضد بعض الأمراض كالسحائي الذي يصيب المخ، حيث إن التطعيم مهم جداً للأمراض الأخرى التي من الممكن أن تنتقل عن طريق الهواء، داعياً الحجاج للتوجه إلى المراكز الصحية وإخطارهم إذا كانت هناك أمراض مزمنة يعانون منها، وتلقي الإرشادات اللازمة، إضافة إلى أخذ التطعيم قبل مدة السفر بأسبوعين وذلك لكي يستطيع أن يأخذ الدواء مفعوله، مؤكداً أن الكادر الطبي مجهز بجميع الأدوية التي قد يحتاجها الحاج أثناء السفر.
22 ألف طبيب
وأكد نائب وزير الصحة للتخطيط والتطوير السعودي، محمد خشيم، توفير 22 ألف طبيب ومختص خلال موسم الحج المقبل، موزعين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، مضيفاً أن الإجراءات الوقائية ضد الأمراض الوبائية والمعدية في موسم الحج تجري بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، وأن وزير الصحة السعودي وجه بزيادة غرف العزل في المشاعر المقدسة لضمان عدم تسرب أية حالات معدية، وذلك عبر أربعة مستشفيات في منى ومثلها في عرفة تستوعب خمسة آلاف سرير، منها خمسمائة سرير عناية مركزة.
وقال الخشيم، إن الجهود تبذل من أجل تأمين 15 مدخلاً برياً وجوياً وبحرياً للمملكة، حيث تم تزويدها بطواقم طبية مجهزة بالأدوات والمعدات اللازمة، من أجل الكشف على القادمين والتأكد من خلوهم من الفيروس.
وكشف مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة الخليجي، د. توفيق خوجة، أنه تم تجهيز «مركز قيادة وتحكم» تابع لوزارة الصحة السعودية يضم أطباء وعلماء وباحثين وخبراء بالرعاية الصحية والتخطيط لحالات الطوارئ، بهدف تعزيز الأمن الصحي لدى الحجاج وضمان موسم حج سليم خال من الأمراض الوبائية والمعدية.
وقال الخوجة، إن مركز القيادة والتحكم أسهم في تراجع حالات مرضى الكورونا، وإنهاء مشكلة المرض في السعودية، فضلاً عن مساهمته في جاهزية النظام الصحي السعودي وبالأخص الخدمات الصحية الخاصة بالوقاية من الأمراض المعدية التي يأتي الإيبولا على رأسها. أوضح الخوجة أن مركز التحكم يعد الأول من نوعه على مستوى إقليم الشرق المتوسط، ويحوي على 11 منصة أساسية لكل منها عملها الخاص، وهي برج المراقبة، منصة التنسيق الحكومي المشترك، منصة الصحة العامة، منصة المجلس الطبي الاستشاري، منصة المختبرات والتشخيص، منصة دعم مكافحة الأوبئة، منصة مكافحة العدوى، منصة تنمية القدرات، منصة العمليات العلاجية، منصة تحليل البيانات، ومنصة الاتصال.
ارتفاع الأسعار
من جهته، قال مسؤول حملة السلام للحج والعمرة، إن أسعار الحج بالحملة 1500 دينار عن طريق طيران الخليج، شاملة السكن والتنقل الداخلي وبعض الخدمات المقدمة، موضحاً أن الحملة مازال لديها شاغر للحجاج. وذكر، أن الحملة تغادر البحرين 28 الجاري، وتعود إليها بعد أداء الفريضة 8 من الشهر المقبل.
فيما قال الرئيس التنفيذي لحملة السعيدي للحج، صهيب السعيدي، أن الأسعار في الحملة تتفاوت على حسب عدد الأشخاص، حيث إن الرباعي 1250 ديناراً للشخص، في حين الثلاثي 1350 ديناراً، والثنائي 1600 دينار، مؤكداً أن الحملة اكتفت وبلغ عدد الحجاج الملتحقين بها 80 شخصاً، حيث إن الأسعار تشمل السكن والتنقلات والوجبات الثلاث، وخدمات المشروبات الباردة والساخنة، إضافة إلى الفاكهة، موضحاً أن الأسعار زادت بسبب خفض عدد الحجاج، مشيراً إلى أن الحملة تغادر البحرين مساء 28 الحالي عبر الطيران السعودي، وتعــــود من الأراضي السعودية 8 أكتوبر. وقال الرئيس التنفيذي لحملة الصفوة، طه الجنيد، إن أسعار الحملة تتفاوت بين 1290-1790 ديناراً، حيث إن الخماسي 1290 ديناراً والرباعي 1450 ديناراً، في حين أن الثلاثي 1570 ديناراً، والثنائي 1790 ديناراً، شاملة جميع الحملات.
وبين، أن الحد المسموح به للحملة 80 شخصاً، وذلك لكون لديها شاغر لـ200 شخص، وبعض الحملات التي لديها 300 شخص مسموح لها 160 شخصاً، بينما الحملات التي لديها شاغر 150 شخصاً، يسمح لها بـ70 حاجاً فقط.
وقال إن الحملة تغادر مساء 27 الجاري، موضحاً أن الحملات ستغادر على دفعات، في حين تتخلف مواعيد عودة الحملات بين 7-9 الشهر المقبل بحسب كل حملة، مشيراً إلى أن بعض الحملات تتوجه للمدينة قبل أداء فريضة الحج والبعض الآخر بعد الحج، ولا توجد متطلبات سوى تصريح لكل حاج.
وكانت المديرية العامة للجوازات، أنهت إجراءات قدوم 535.510 حجاج منذ بدء القدوم، بواقع 529.540 حاجاً عن طريق المنافذ الجوية، و141 حاجاً عن طريق المنافذ البرية، و5.829 حاجاً عن طريق المنافذ البحرية.
استنفار سعودي
وأطلقت السلطات السعودية، حملات تشمل تحذيرات بشأن عدم الحصول على تصاريح رسمية، بينما تتسارع الاستعدادات لتنظيم تدفق الأشخاص والمركبات في مكة المكرمة، وكان الشعار الأكثر تداولاً في مختلف شوارع المحافظات السعودية «الحج الصحيح يبدأ بالتصريح»، مع سيل من الرسائل النصية القصيرة على الهواتف النقالة تفصِّل تبعات مخالفة قوانين المملكة، والعقوبة بالنسبة للمقيمين هي الترحيل ومنع دخولهم الأراضي السعودية لعشر سنوات، كما تشمل السجن والغرامات المالية على المواطنين.
وخيمت الاستعدادات الأمنية، على خطة السلطات السعودية، لضبط حركة الدخول والخروج ومنع الاختناقات والحوادث المرورية في ما يشبه «الاستنفار الأمني» لأي طارئ قد يقع بالمشاعر المقدسة التي تُحظر فيها أي أنشطة سياسية أو حزبية.
التوسعة في الحرم
وفي السياق نفسه، كشف مدير عام المشاريع في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، سلطان القرشي، أن العمل في جميع المشاريع التطويرية في المسجد الحرام ستتوقف مؤقتاً، مع استمرار أعمال الصيانة الطارئة.
ونقلت صحيفة «عكاظ» السعودية، عن القرشي، إن العمل في تلك المشاريع سيستأنف بعد موسم الحج بانطلاقة المرحلة الثالثة لمشروع رفع الطاقة الاستيعابية لصحن المطاف وإزالة باب الملك عبدالعزيز.
وقال، إن الإيقاف يتم تدريجياً مع توفير المتطلبات التشغيلية اللازمة لخدمة قاصدي المسجد الحرام، مثل توفير مشارب سقيا زمزم وتأمين الأنظمة كالصوت والإنارة والتكييف وعناصر الحركة من سلالم كهربائية ومصاعد وجسور.
وأوضح، أن الإيقاف يأتي ضمن حرص الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، على سلامة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج، وإيجاد المزيد من الراحة والطمأنينة في توفير المساحات والساحات، التي تخدم الحجاج والخدمات الأساسية كدورات المياه والمواضي.
وقال القرشي، إن العام الجاري سيشهد اكتمال المرحلة الثانية بربط دور السطح «سقف الدور الأول» مع توسعة الملك فهد، وبذلك تكتمل الحلقة شمال غربي المسجد الحرام من خلال سطح المرحلة الأولى والثانية مع سطح الحرم القديم وتوسعة الملك فهد.
الحركة المرورية
ورغم، أنه تشكل السيطرة على الحركة المرورية في شوارع مكة المكرمة، أحد معايير نجاح موسم الحج من عدمه، لاسيما أن المواسم السابقة شهدت بعض الاختناقات المرورية والحرائق التي تسببت في وفيات وإصابات، إلا أن السلطات السعودية تركز في خطتها على «السير الطبيعي والمنتظم» لانتقال الكتل البشرية الكبيرة والمركبات بين مختلف المشاعر بكل سلاسة.
وفي السياق، خصصت إدارة المرور، أكثر من ثلاثة آلاف فرد، وما يقارب 300 دراجة نارية، و400 مركبة لتنفيذ الخطة المرورية في مكة المكرمة مع حظر أي استثناء لدخول السيارات للمنطقة المركزية وقت الصلوات بما فيها الدوريات الأمنية.
وكشفت إدارة المرور، أن الجديد في خطة العام الجاري يشمل توحيد الاتجاهات يومي 12 و13 من شهر ذي الحجة في المنطقة المركزية على كافة المحاور، لمنع حدوث الاختناقات المرورية، مشيراً إلى أنه تم توجيه الطرق إلى الخط السريع مباشرة. ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية، سيتم لأول مرة إشراك فرق دراجات نارية ذات أربع عجلات ومجهزة بوسائل الإطفاء والإنقاذ ضمن تشكيلات قوات الدفاع المدني، والتي ثبت نجاحها في الفترة التجريبية خلال رمضان الماضي للتغلب على مشكلات الزحام في الحج، وما قد ينتج عنه من صعوبات تؤخر وصول فرق الدفاع المدني لمواجهة حوادث الحرائق خاصة.
خدمات إلكترونية
وتوفر الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، لأول مرة، خدمات معلوماتية لزوار بيت الله الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة، وهي عبارة عن بث إنترنت في بعض أرجاء الحرم المكي يُستفاد منها في الخدمات الإلكترونية، كالاستبيان الإلكتروني لتقييم الخدمات، والدخول على المواقع التي تهم الحاج، ونظام المفقودات، وملفات الوسائط المتعددة التوعوية، والخرائط الإرشادية، وتفعيل إرسال رسائل توعوية عبر تقنية البلوتوث.
كما أعلنت لجنة الحج المركزية أن تطبيق «المسار الإلكتروني» سيكون في حج الموسم المقبل لحين انتهاء تجهيزات المشروع التي تعول عليها السلطات السعودية كثيراً، وسيتيح المشروع للحجاج والمعتمرين إنهاء إجراءاتهم من خلال السفارات في الخارج لتسهيل وتسريع عملية دخولهم إلى المملكة في المواسم الدينية.
إجراءات احترازية
وعلى الصعيد نفسه، كشف مدير عام مصنع كسوة الكعبة المشرفة، د.محمد باجودة، أنه جرياً على العادة السنوية، وحسب الخطة المعتمدة لموسم الحج للعام الجاري تم رفع الجزء السفلي من كسوة الكعبة المشرفة بمقدار3 ثلاثة أمتار تقريباً، ويتم تغطية الجزء المرفوع بإزار من القماش القطني الأبيض بعرض مترين تقريباً من الجهات الأربع.
وأوضح باجودة أن الإجراء من باب الاحتراز، ومنع العابثين بالكسوة، حيث يشهد المطاف أعداداً كبيرة من الحجاج تحرص على لمس ثوب الكعبة، ورغم مما في ذلك من بعض الاعتقادات غير الصحيحة، إلا أن كسوة الكعبة تتعرض جرّاء ذلك لبعض الضرر، كما يُقدم بعض الحجاج على قطع بعض أجزاء من ثوب الكعبة، ومنهم من يتبرك بالكسوة ويعتقد فيها ما يعتقد، ولأجل ذلك تم رفع كسوة الكعبة المشرفة، ووضع قطع من القماش البيضاء وبمحيط 47 متراً.
من جهة أخرى، توقعت دراسة نشرتها «العربية نت»، أن السعودية تحقق عائدات تصل إلى 8.5 مليار دولار من موسم الحج للعام الجاري، وقالت الدراسة، التي أعدتها غرفة التجارة في مكة، إن عائدات موسم الحج المقبل سترتفع بنسبة 3% مقارنة بالسنة الماضية.