كشفت مديرة إدارة الثروة السمكية إبتسام خلف عن قيام «البلديات» بصنع 2600 بيت مرجاني صناعي، وضعته في أرجاء مختلفة من أعماق البحار، ساهم بتجديد البيئة البحرية، وزيادة الإنتاج السمكي للهامور والربيب والشعري وأنواع عديدة من الأسماك.
وأوضحت خلف -على هامش مهرجان يوم الصياد البحريني، بمرفأ الحد للصيادين- أن جهود الوزارة في دعم الصيادين، تتمثل في الاجتماعات المستمرة معهم، وتوفير مواد البنى التحتية من مرافئ بحرية وقروض من بنك التنمية ومساعدات من تمكين ودعم أسعار الديزل، والسعي لتوفير العمالة وتجديد رخص الصيد بأسعار رمزية، جنباً إلى جنب مع برامج الشعاب المرجانية الصناعية والاستزراع السمكي وإطلاق صغار الأسماك في البحر لزيادة المخزون السمكي.
ولفتت خلف، إلى أن رخصة الصيد تعد رخصة شخصية ولا يجوز التنازل عنها للغير سواء عن طريق التأجير أو الامتلاك بالباطن، لذاك تم تشريع قوانين بعد مناقشة وطرح مشاكل الصيادين بصورة واضحة ومتكاملة من أجل تنظيم عملية الصيد عن طريق منع عملية البيع والشراء والتلاعب والاستغلال لرخصة الصيد.
وبينت أن يوم الصياد البحريني يسلط الضوء على عملية الصيد والإنتاج الغذائي البحري ويعد تقدير للصياد البحريني عبر التاريخ للدور المرموق الذي يلعبه في التنمية المستدامة كون اقتصاد البلاد قائماً في الماضي على عملية الصيد وحدها، قبل اكتشاف النفط العام 1932، فكانت تستخدم فيه الحضور والقراقير غير المؤثرة على عملية استنزاف الثروة السمكية.
ولفتت خلف إلى أن الثروة السمكية واجهت تحديات عالمية طبيعية في الآونة الأخيرة كمحدودية المساحة الجغرافية البحرية، وتزايد عدد السكان وتراجع عملية المد والجزر إلى جانب التوسع العمراني والاحتباس الحراري، الأمر الذي أثر سلباً على المخزون السمكي وقلة الشعب المرجانية، لذلك استحدث الاستزراع السمكي بنوعيه البري والبحري، ويعتمد النوع الأخير على وضع أحواض عائمة في مساحة بحرية محددة تتم فيها تغذية صغار الأسماك على الطحالب ويستغرق الإنتاج من 6 إلى 10 شهور.
وأوضحت خلف أن 50% من سكان العالم يحصلون على حاجتهم السمكية من عملية الاستزراع السمكي وذلك حسب إحصاءات الأمم المتحدة، التي برزت فعالياتها لمواجهة التحديات البحرية المرتبطة بالتوسع العمراني وانحسار المساحات الشاطئية وعوامل التلوث التي أنتجت تدهوراً بليغاً في البيئة البحرية ساهم في تراجع نمو الشعاب المرجانية.
ودعت خلف لدعم الجهود التي تبذلها الوزارة للحد من الصيد الجائر عن طريق التزام ممتهنين الصيد بكافة القوانين والأنظمة البحرية، واستخدام أدوات الصيد القانونية وعدم الاتكال الكلي على العمالة الأجنبية في الصيد، وتقليل كمية الأسماك المصدرة للخارج واستبدالها بالاستثمار المحلي وطرح الأسماك بأسعار معقولة للمواطنين، آملة أن يحافظ الجيل المقبل على هذه المهنة ويتمسك النوخذة البحريني بدوره في قيادة عملية الصيد. من جانب آخر تختتم وزارة البلديات، اليوم مهرجان يوم الصياد البحريني، برعاية نائب رئيس الهيئة العليا لنادي راشد للفروسية وسباق الخيل سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، بإطلاق مسابقة لصيد الأسماك ومسابقة لصيد اللؤلؤ.
وعبر أمين سر جمعية الصيادين في قلالي خالد راشد عن الفرحة العامرة التي اجتاحت الصيادين البحرينين لتخصيص يوم سنوي للاحتفال بهم تقديراً لجهودهم وإخلاصهم المتفاني في هذه المهنة التي تمتد عراقتها لمئات السنين والتي اشتهرت فيها البحرين منذ القدم، وأصبحت مجداً تتباهى فيه أمام الدول الأخرى، كونها هي السباقة في هذا المجال بسبب موقعها الاستراتيجي الجغرافي في المواصلات البحرية، وكونها جزيرة تحيط بها المياه من كافة الجهات.
وأشاد راشد بالمساعي الحثيثة لوزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني والتي تدعم الصياد البحريني وتحد من عملية الاستغلال السيئ لرخص الصيد وتحد من عملية الصيد الجائر الذي يؤدي إلى استنزاف الأسماك في البحر ويؤدي إلى تراجع المخزون السمكي.
من جانبه قال الصياد جاسم الفردان أن تكريم وزارة شؤون البلديات والتخطيط والعمراني يعد فخراً لكل صياد بحريني، وهو مصدر عزه أن يتم التكريم برعاية كريمة من سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، مشيراً إلى أن الحفل احتضن مجموعة متنوعة من الجهات والشركات ذات العلاقة بالبحر ومهنة الصيد، وهو الأمر الذي أضاف مزيد من الأهمية لرواد البحر والمهتمين بالاطلاع على آخر التطورات الحاصلة في عالم البحار.
وذكر الفردان أنه امتهن البحر منذ كان يبلغ الـ12 عاماً من عمره، وخدم هذه المهنة من ذلك الوقت إلى الآن، مطالباً بوجود تأمين لمهنة الصيد من أجل ضمان حياة كريمة للصياد البحريني بعد تقاعده.
وأوضح أن البحر لم يعد كالسابق، فقد تقلصت مساحته بسبب عوامل خارجية كثيرة الأمر الذي أثر على معدل الإنتاج السمكي في المملكة، مطالباً وزارة البلديات أن تعيد النظر في مسألة منع الصياد البحريني من بيع رخصة الصيد أو تعيدها مقابل مكافأة مالية يكون بمثابة نهاية الخدمة.
وتمنى الفردان أن يقوم المسؤولين في إدارة الثروة البحرية بالتشاور والتباحث مع الصيادين ممثلة في جمعية الصياديين البحرينين قبل الشروع لتطبيق القوانين والتشريعات الخاصة بالبحر، لتستمع إلى وجهات نظرهم كونهم الإداري بمعرفة البحر وأسراره.
من جهته، قال الصياد عيسى الكعبي أن المهرجان المخصص للاحتفال بالصياد البحريني، ذكرنا بالأيام الجميلة الماضية وأيام الغوص، تلك الأيام الرائعة، كما أن الأوبريت الغنائي الذي قدمته مجموعة من الفتيات الصغار، أدمع أعيننا وسرد الذكريات أمامنا وكأننا نعيشها في الوقت الحاضر.
وأضاف الكعبي أن البحرين هي الأصل في مهنة بناء وإصلاح السفن والبوانيش، وكانت تمتلك خبرات كثيرة في هذا المجال، الأمر الذي جعل الدول المجاورة كقطر والإمارات العربية المتحدة تقصد بحريننا لتتعلم هذه المهنة وتصل بها إلى درجة الاتقان، مشيراً إلى أن تكريم الصياد البحريني في حفل بهيج يقام بهذا المستوى المحلي يؤكد مكانة الصياد وسعي الحكومة للحفاظ على هذه المهنة العريقة، وتوفير كافة الأسباب التي تدعم استمرارها على مر العصور المقبلة.
يشار إلى أن فعاليات المهرجان تشتمل على معرض تجاري ومعرض للصيادين ومقاهٍ بحرية ومنطقة تعليمية وترفيهية للأطفال، وسيكون مفتوحا للجمهور الكريم ابتداءً من العاشرة صباحاً إلى التاسعة مساء. ويعود المهرجان بالناس لأيام الغوص، ويشارك فيه حوالي 100 حرفي لعرض مهنة الغوص، بالإضافة إلى الأدوات المستعملة فيها، وعرض لأسماك الزينة والحيوانات البحرية.
وتعمل وزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني بناء على توجيهات الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء على تعزيز التعاون مع الصيادين وتلبية احتياجاتهم والارتقاء بالثروة البحرية، وقد عملت على ترجمة هذه الرؤية الاستراتيجية الطموحة إلى واقع ملموس من خلال منظومة متكاملة من البرامج والمشاريع المحققة لهذه الرؤية.