طالب المنتدون في الجلسة الحوارية «الأخلاقية والكفاءة في وكالات الأنباء»، بجامعة البحرين، وكالات الأنباء العربية والخليجية بالتواجد بقوة من خلال إنشاء مواقع تواصل اجتماعية، ووكالات الأنباء الرسمية في الدول العربية بالتحول إلى وكالات أنباء اجتماعية يلجأ إليها المواطن الخليجي لأخذ المعلومة الصحيحة وبطريقة حديثة وسلسلة.
وأكد المنتدون أن وكالات الأنباء المحلية في الدول العربية وكالات مؤثرة، ذلك أن عملها ليس محصوراً على القطر أو الدولة التي تعمل فيها، بل تعمل على بث الخبر ونشره في كل دول العالم من خلال الإمكانات التي وفرتها لها الدولة.
وشددت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام سميرة رجب المتحدث الرسمي باسم الحكومة على ضرورة العمل الخليجي العربي المشترك لمواجهة ما تقوم به بعض وكالات الأنباء الأجنبية من تشويه متعمد لصورة الدول الخليجية وفقا لما حدث في البحرين وما عكسته بعض وكالات الأنباء من نشر معلومات غير شفافة وكاذبة وتخلو من المصداقية، مطالبة وكالات الأنباء العربية باتخاذ موقف موحد تجاه هذه الأعمال من خلال رد مؤثر.
من جانبه، أشار رئيس وكالة الأنباء السعودية عبدالله الحسين، إلى مطالبة الاتحاد العام لوكالات الأنباء العربية خلال جلساته في أكثر من مرة بالالتزام بالمبادئ الأخلاقية، وذلك لأهمية دورنا في حماية الناشئة من أبنائنا من الغزو الأخلاقي وكيف تصل بدورها إلى الجمهور، إذا عرفنا أن وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة استحوذت على فئة كبيرة من مختلف الأعمار من 20 - 40 من الشباب العربي.
وطالب الحسين وكالات الأنباء العربية والخليجية الى التواجد بقوة من خلال انشاء مواقع تواصل اجتماعية يستخدمها ابناؤنا لايصال المعلومة الصحيحة والعمل على تطوير للآليات التي تجعل من وكالاتنا المصدر الرئيسي للخبر وكما كانت خلال فترات عملها السابقة.
فيما أكد مدير وكالة الأنباء العمانية د.محمد العريمي أن موضوع الندوة شائك وخطير، مشيراً إلى أن وكالة الأنباء العمانية هي المصدر الرسمي الموثوق لكل الأخبار ولجميع وسائل الإعلام لأنها تتحدث باسم الدولة.
وقال د.العريمي ان وكالات الأنباء العربية توصف بأنها وكالات رزينة ولا تهرول وراء الخبر لأنها لا تهتم بالسبق بقدر ما تهتم بتحري المصداقية، لذلك فحتى ان كانت هناك أخبار منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي فالجمهور يرجع الى وكالة الأنباء للتأكد من صحة الخبر، موضحاً أن وكالات الأنباء المحلية في الدول العربية وكالات مؤثرة لأن عملها ليس محصوراً على القطر أو الدولة التي تعمل فيها بل تعمل على بث الخبر ونشره في كل دول العالم من خلال الامكانات التي وفرتها لها الدولة.
واستعرض د.العريمي تأثير بعض وكالات الأنباء العالمية وعملها بطريقة المحاصصة الاستعمارية على الأخبار لتحريفها بما يتماشى مع مصلحتها وبطريقة تبتعد جدا عن الأخلاقية والمهنية، مشيراً إلى أن خلال الـ50 سنة الماضية حاولت منظمة الأمم المتحدة تهشيم هذه السيطرة التي نتج عنها انتشار وكالات أنباء مثل وكالة أنباء المغرب ومصر.
وأوضح أن الاستعمار الجديد يعود اليوم من خلال عدة معايير لا تنتمي الى الاخلاقية او المهنية في نقل اخبار دول مجلس التعاون او الدول العربية كما في نقل اخبار فلسطين او الاحداث في سوريا والعراق، مشددا على ان لوكالات الأنباء العربية والخليجية دوراً خطيراً ومهماً في إقناع الشباب العربي بأن الحكومات والدول تعمل لصالح البلد وان تعزز من وجود الانتماء والمواطنة في ظل الغزو الاخباري البعيد عن المهنية والاخلاقية.
أما مديرة الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية لور سليمان فبينت أن وكالات الأنباء هي إعلام السلطة الحاكمة لأنها وكالات أنباء رسمية، مشيرة إلى أن هناك 18 طائفة في لبنان وكل وكالة الأنباء اللبنانية استطاعت الوصول إلى الجمهور وإلقاء الضوء عليه وعلى مشاكله، من خلال مكاتب منتشرة في مختلف أنحاء لبنان، مشيرة الى ان الأخبار الأمنية هي الأكثر أهمية لدى الوكالة في ظل الواقع المعاش والتي تقوم الوكالة برصدها ونشرها بأخلاق ومهنية كبيرتين ونشرها دون أي تحريف، وقد نجحت في عملها هذا.
من جانبه أكد مدير وكالة الأنباء اليمنية طارق الشامي أن اي مواطن يستطيع أن يكون صحافياً في الوقت الحاضر، وهو ما يضع مسؤولية كبيرة على وكالات الأنباء الرسمية، داعياً كالات الأنباء الرسمية في الدول العربية إلى التحول لوكالات أنباء اجتماعية يلجأ إليها المواطن الخليجي لأخذ المعلومة الصحيحة وبطريقة حديثة وسلسلة.
وقال الشامي: يجب أن تكون لدينا إرادة سياسية حتى ننافس الآخرين، ونتجاوزهم ونفضحهم ممن ينقلون عنا أخبار محرفة وغير صحيحة، مشيراً إلى أن هناك 8 % من وسائل الإعلام في اليمن ومنها وسائل التواصل الاجتماعي تعود لأشخاص يبثون من خلالها معلومات مضللة ولا تمتلك اي مصداقية ولا تخدم الا مصالحهم الشخصية. وأضاف الشامي أن الدول تنفق المليارات على الجيوش والأمن وتسخر إمكانات هائلة من أجل ذلك، لكنها لا تنفق ربع ذلك على الإعلام، رغم أنه وسيلة من وسائل الحفاظ على الأمن، وأحياناً قد يكون الرصاصة الأولى التي تنطلق لتفجر الحروب أو الكلمة الأولى لتعيد الوئام والسلام.
على هامش الجلسة، تساءل طلبة الجامعة هل هناك خطة لإنشاء وكالة انباء عربية موحدة، وتعمل بآليات متطورة في ظل ثورة الإعلام الحديثة، على ان تتواصل هذه الوكالة مع كل وكالات الأنباء العربية والخليجية والتي تجاوز عددها 22 وكالة، وهل هناك نية لاتجاه كالات الأنباء العربية الى العالمية في ظل الانفتاح الذي نعيشه وحول دور الإعلام في تعزيز الدور العربي في مواجهة الإعلام الغربي وتظليلاته، مطالبين خلال اسئلتهم بإنشاء مزيد من كليات ومؤسسات ومراكز تدريب في عالمنا العربي تستوعب الطلبة الخريجين من طلبة الإعلام والذي يتزايد عددهم سنوياً، وتأمين البحوث والدراسات الحديثة التي يحتاجه الطلبة، واعادة النظر بالمناهج التي يدرسونها في مناهجهم لأن الدهر أكل عليها وشرب.
وطالب الطلبة بتنظيم مزيد من الدورات التدريبية في وكالات الأنباء في الجهات المتخصصة لإعداد جيل إعلامي خليجي وعربي يستطيع مواجهة المرحلة المقبلة.