قال رئيس وزراء البرتغال الأسبق والرئيس السابق للمفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو إن ما يلحق المؤتمرات الصحافية للرؤساء والمسؤولين من تفاعل شعبي على مدار الساعة يضع المزيد من الضغوط على صناع القرار بل وفي أحيان كثيرة يسرع من اتخاذ قرارات معنية في عدد من القضايا. وأشار خوسيه مانويل باروسو، خلال أولى جلسات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2015 أمس بالشارقة، إلى أن «التواصل بين الحكومات والشعوب أصبح أكثر تعقيداً من عصر ما قبل تكنولوجيا المعلومات، بل حتى المجتمع أصبح أكثر تعقيداً بسبب تعددية المؤسسات الإعلامية وتوجهاتها إلى جانب التأثير من خلال تقنيات المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعية. والتغير الحاصل كبير للغاية فلم تكن المؤتمرات الصحفية في زمن مارجريت تاتشر وفرانسوا ميتران بذات مستوى تعقيد مؤتمرات المسؤولين اليوم. واستشرفت أولى الجلسات مستقبل الاتصال الحكومي عالمياً وإقليمياً، ودوره الرئيسي في تحفيز التواصل وتعزيز الشراكة بين الحكومات والشعوب، مستعينة بالتجربتين الأوروبية والإقليمية كمثال على واقع العلاقة الحالية بين الحكومات والجمهور ووجوب إجراء تغييرات في أساليب الاتصال، محددة الإجراءات الواجب تبنيها اليوم لضمان أداء مستقبلي أفضل للاتصال الحكومي.
وأدار الجلسة محرر شؤون الشرق الأوسط في هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» الإعلامي جيرمي بوين، مستعيناً بخبرات كلا من رئيس وزراء البرتغال الأسبق والرئيس السابق للمفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، ونائب القائد الأعلى لقوات حلف الناتو في أوروبا الجنرال سير ريتشارد شيريف، والنائب الأول لرئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز. وحول استراتيجيات الاتصال التي يستخدمها حلف الناتو قال النائب السابق للقائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي في أوروبا خلال الفترة ما بين 2010 و2014 ريتشارد شيريف «أرى ضرورة فهم البيئة الإعلامية والمتغيرات في طريقة العمل مع حكومة أو مؤسسة أو منظمة دولية. ويجب أن نأخذ في الاعتبار أن الناتو ليس جهازاً متفرداً بل هو حلف يضم 28 دولة، ويراعي مصالح جميع الدول الأعضاء ومنها المصالح الإعلامية، وهنا فإن الإفصاح عن المعلومات يجب أن يراعي أهمية الاستراتيجية الاتصالية لكافة الأعضاء ولكن مع ضرورة أن تتوفر بها المصداقية لتلقى الصدى اللازم على المستوى الدولي».