القدس المحتلة - (وكالات): أظهرت استطلاعات الرأي الاولية لنتائج الانتخابات الإسرائيلية حصول حزب «الليكود» بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على 28 مقعداً متفوقاً على التحالف الصهيوني بفارق مقعد، «27 مقعداً»، بينما أصبحت القائمة العربية الموحدة القوة الثالثة في البرلمان «الكنيست» بـ 13 مقعداً، وبلغت نسبة المشاركة في الاقتراع قبل غلق مراكز الاقتراع بساعتين نحو 65.7%. وأدلى الإسرائيليون بأصواتهم أمس في انتخابات تشريعية تبقى نتائجها مفتوحة على كل الاحتمالات وسيعبرون من خلالها عما إذا كانوا يريدون بقاء نتنياهو رئيساً للوزراء أم أن وقت التغيير حان بعد 6 سنوات، فيما أعرب رئيس القائمة العربية المشتركة أيمن عودة عن ثقته بحصول القائمة على 15 مقعداً في «الكنيست»، حيث صوت «عرب 48» بكثافة للأحزاب العربية الموحدة للمرة الأولى، أملاً في زوال حكم نتنياهو.
وبضغط من استطلاعات الرأي التي أظهرت عدم تقدمه أو الذعر كما يقول منافسوه، قام نتنياهو بانعطافة أقوى نحو اليمين مع إعلانه قبل ساعات من الانتخابات أنه لن يكون هناك دولة فلسطينية في حال فوزه. ودعي 5.88 ملايين ناخب إسرائيلي لاختيار 120 نائباً في أكثر من 10 آلاف مكتب تصويت أقيمت في المدارس والمستشفيات وحتى في السجون عبر جميع أنحاء الأراضي المحتلة. وسيوكل الرئيس رؤوفين ريفلين إلى أحد النواب مهمة تشكيل ائتلاف حكومي، سواء إلى نتنياهو أو منافسه الرئيس إسحق هرتزوغ الذي سيصبح في حال فوزه أول رئيس حكومة عمالي منذ نهاية حكم إيهود باراك في 2001 أو حتى شخصية أخرى أوفر حظاً لتشكيل ائتلاف حكومي. وسيعرف الإسرائيليون ملامح تشكيلة برلمانهم العشرين مع ظهور نتائج استطلاعات الرأي الأولى عند خروج الناخبين من صناديق الاقتراع، في وقت لاحق فجر اليوم. لكن المشاورات التي ستبدأ بعد ذلك قد تستمر لأيام أو حتى أسابيع. وتوجه الإسرائيليون للتصويت اعتباراً من ساعات الصباح الأولى في اليوم الانتخابي الذي أعلن يوم عطلة رسمية. وتشكل الانتخابات استفتاء على شخص نتنياهو «65 عاماً» رئيس الوزراء اليميني الذي يحكم إسرائيل منذ مارس 2009. وكان نتنياهو قبل ذلك رئيساً لوزراء إسرائيل في الفترة ما بين 1996 و1999. ونتنياهو هو الذي دعا إلى هذه الانتخابات التشريعية المبكرة قبل سنتين من استحقاقها بعدما حل في نهاية 2004 الائتلاف الحكومي الذي شكله قبل أقل من سنتين بعد مفاوضات شاقة، إثر تعرضه لانتقادات من الوسطيين في حكومته. وكان نتنياهو يعتقد في حينه أنه في موقع قوة في مواجهة جميع خصومه بدءاً بهرتزوغ «54 عاماً» المحامي الذي سبق أن شغل عدة مناصب وزارية ويبدو على النقيض تماماً منه غير أنه يفتقد للشعبية.
غير أن آخر استطلاعات الرأي أشارت إلى تقدم قائمة الاتحاد الصهيوني بزعامة هرتزوغ والوسطية تسيبي ليفني بأربعة مقاعد «25 أو 26 من أصل 120» على قائمة حزب الليكود.
وفي النظام الإسرائيلي ليس بالضرورة أن يشكل زعيم اللائحة التي تأتي في الصدارة الحكومة بل شخصية من بين النواب الـ 120 قادرة على تشكيل ائتلاف مع الكتل الأخرى في البرلمان، بما أن أي حزب أو تكتل لن يكون قادراً على الحصول على الغالبية المطلقة.
وسيواجه رئيس الوزراء المقبل عدة تحديات مع تعزز التوتر في الشمال خشية من اندلاع حرب أخرى. وهناك قلق إزاء تقدم التنظيمات الجهادية وتصاعد النفوذ الإيراني. كما تبدو الاحتمالات ضئيلة للتوصل إلى اتفاق دائم مع الفلسطينيين بالإضافة إلى توتر العلاقات مع الحليف الأمريكي.
وطرح نتنياهو نفسه خلال الحملة في موقع الضامن لأمن بلد خاض 8 حروب منذ قيامه عام 1948 غير أن خطابه التهويلي وخطابه الاستثنائي أمام الكونغرس الأمريكي حول الملف النووي الإيراني لم يكفيا لوقف تقدم خصومه. وركز هرتزوغ وليفني هجماتهما على نتنياهو على صعيد غلاء المعيشة وكلفة المساكن والفوارق الاجتماعية. ومع اقتراب الانتخابات ضاعف نتنياهو مساعيه لإعادة تحفيز أتباع حزبه الذين خاب أملهم والفوز بتأييد المترددين. وقد يتجه ناخبو الفئتين إلى القوائم الوسطية مثل قائمة حزب «يش عتيد» بزعامة الوسطي العلماني يائير لابيد أو قائمة حزب «كلنا» اليميني الوسطي بزعامة موشيه كحلون الذي قد يكون في موقع الحكم حيث تقول الاستطلاعات إنه سيحصل على 8 إلى 10 مقاعد نيابية.
وفي مدينة حيفا الساحلية شمال الأراضي المحتلة، أعرب رئيس القائمة العربية المشتركة أيمن عودة عن ثقته بحصول القائمة على 15 مقعداً قائلاً في مدينة حيفا «هذا يوم تاريخي للجماهير العربية. سنرد على العنصرية وعلى من أراد إقصاءنا وإخراجنا بأن نكون القوة الثالثة في الكنيست». وأضاف «سيستيقظ نتنياهو، ورئيس حزب البيت اليهودي نفتالي بنيت ليجدا نفسيهما في المعارضة». وعرب 48 هم أحفاد 160 ألف فلسطيني لم يغادروا أراضيهم بعد قيام إسرائيل في عام 1948 ويشكلون 20% من السكان.
وقال نتنياهو في وقت سابق «اليمين في خطر، الناخبون العرب يتجهون بشكل حاشد إلى صناديق الاقتراع». بدوره دعا وزير الخارجية افيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا اليميني القومي المتطرف الناخبين الإسرائيليين للتصويت إلى «أي لائحة صهيونية».