«البيت اليهودي» المتطرف صانع الملوك في التشكيل الحكومي الجديد



القدس المحتلة - (وكالات): يخوض رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو سباقا مع الزمن بينما يسعى لتقديم عرض إلى حزب يهودي قومي متشدد لتشكيل ائتلاف حكومي قبل انتهاء المهلة عند منتصف الليل. وفي حال عدم تمكن نتنياهو من تشكيل الائتلاف الحكومي فإن الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين سيكلف نائباً آخر بهذه المهمة. ونجاح أو فشل نتنياهو الحاكم منذ عام 2009 حالياً يعتمد على حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف والذي حصل على 8 مقاعد في الانتخابات الماضية. ولكن الحزب الذي يرفض إقامة دولة فلسطينية سعى لرفع سقف مطالبه، وربما يصبح صانع الملوك في التشكيل الحكومي الجديد.
ولــن يقــدم نتنيــاهــو للرئيس الإسرائيلي تشكيلة الحكومة بل يكفي أن يقوم بتبليغه أنه يملك الأغلبية اللازمة لتشكيل حكومة ثم يعلن عن تشكيلته في وقت لاحق.
وتحولت الساعات الأخيرة إلى حرب بين نتنياهو ونفتالي بينيت زعيم حزب البيت اليهودي الذي لا يتمتع بعلاقات جيدة معه. وتناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن بينيت الذي شغل منصب وزير الاقتصاد في الحكومة السابقة وضع هاتفه النقال في وضع الطيران حتى لا يتمكن نتنياهو من الوصول إليه.
وقال المعلقون ان نتنياهو وبينيت سيتفقان في نهاية المطاف حيث تستمر المفاوضات الائتلافية حتى اللحظة الأخيرة في العادة في إسرائيل.
ويسعى نتنياهو لتشكيل حكومته الثالثة على التوالي والرابعة بالإجمال بعد ولايته الأولى ما بين 1996 و1999.
وقالت صحيفة معاريف إنه بدعم نواب حزب البيت اليهودي فانه سيكون لديه أغلبية 61 نائباً من أصل 120 وسيكون مثل «جنرال بدون جنود». وسيخضع الائتلاف الحكومي لسيطرة أي نائب في الائتلاف الحكومي يستطيع اسقاط الحكومة في حال رغب في ذلك.
وأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي المنتهية ولايته افيغدور ليبرمان أنه لن ينضم وحزبه إسرائيل بيتنا اليميني القومي المتطرف «6 مقاعد في الكنيست» للائتلاف الحكومي الذي يشكله نتنياهو.
وقال ليبرمان إن عدم مشاركته تأتي بسبب خلاف على «المبادىء» وليس على الحقائب الوزارية، لافتاً إلى أنه حصل على وعد من نتنياهو بالاحتفاظ بحقيبة الخارجية كما كان يرغب، لكن ذلك لم يكن كافياً لإقناعه بالمشاركة في الحكومة المقبلة.
وبعدما كان نتنياهو يطمح لتشكيل ائتلاف يحظى بأغلبية 67 نائباً، أتى إعلان ليبرمان ليخفض سقف آمال رئيس الوزراء إلى أغلبية 61 نائباً فقط.
ووقع نتانياهو اتفاقاً مع حزب «شــــــاس» لليهـــــود الشرقييــــن المتشددين يضاف إلى اثنين آخرين وقعهما نتنياهو الأسبوع الماضي مع حزبي «يهودية التوراة» المتطرف وحزب يمين الوسط «كلنا»، ليصبح عدد النواب المنضوية أحزابهم في الائتلاف الجاري تشكيله 53 نائباً من أصل 120 يتشكل منهم الكنيست.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في الليكود قولها إن «خيانة» ليبرمان أدت إلى «الابتزاز» و»الإنذارات»التي وجهها بينيت لنتنياهو.
وطالب بينيت نتنياهو بان يمنح النائب ايليت شاكيد منصب وزيرة العدل.
وايليـــت شاكيــد قــدمت العــام الماضي مشروع قانون في البرلمان الإسرائيلي لتقويض صلاحيات المحكمة العليا في إسرائيل.
وبموجب مشروع القانون فإن الكنيست يستطيع بتصويت 61 نائباً إعادة تفعيل قانون رفضته المحكمة العليا، في خطوة لقيت معارضة شديدة من المدعي العام للدولة.
وقالت معاريف إنه لو طالب بينيت بذلك قبل أيام لكان مبعوثو نتنياهو «انفجروا من الضحك». ولكن يبدو بأن نتنياهو سيقبل بذلك بحسب المعلقين.
وأضافت الصحيفة «هناك احتمالات جيـــدة أن يقـــوم نتنياهــو بإبــلاغ الرئيس أن لديه حكومة. حكومة لا يتمناها حتى لإعدائه».