الشيخ عيسى يعطي موافقته
ببناء التلغراف في 1912
إيصال سور المحطة بسلك كهربائي
لحمايتها من أي اعتداء
مدير قسم التلغراف بمنطقة الخليج زار البحرين في 1916 لمعاينة
السور المحيط بالمحطة
رسالة الماجور كوكس أول
إشارة لضرورة تأسيس محطة
للتلغراف بالبحرين
تمرد الهند ضد الوجود البريطاني وراء اهتمام الإنجليز بتأسيس التلغراف
شركة سيمنز تدير خط التلغراف من طهران إلى تبريز عبر الأراضي الروسية
الإنجليز قرروا إنشاء خط التلغراف
بعد فشلهم في مد الكابل البحري
بالمحيط الهندي
سفير إيران في لندن يتفاوض
على إنشاء خط التلغراف بدءاً من «خانقين»
الملكة فيكتوريا وقعت على اتفاقية بمد خط التلغراف في 6 فبراير 1863
شركة «جوتا برشا» مدت كابلاً
بحرياً مدرعاً من جوادر ورأس مسندم إلى بوشهر
سلطان مسقط يرغب في ربط بلاده بخط التلغراف عن طريق محطة الفنستون
الماجور كوكس يؤكد رغبة حكومة الهند في إنشاء محطه للتلغراف بالبحرين
شركة وينكهاوس الألمانية طلبت إنشاء محطة هاتف بين المنامة والمحرق
12000 روبية الكلفة المبدئية لإنشاء
المحطة بحسب رئيس دائرة الأشغال



كتب - عبدالرحمن صالح الدوسري:
يصل بنا الحديث مع د.عيسى أمين إلى بناء أول محطة تلغراف بالبحرين بمنطقة « التيل» وكيفية ربطها بالمحطات التي تستخدم خارج منطقة الخليج، ويتحدث بتفاصيل أكثر ليؤكد لنا أن الوثائق البريطانية تتحدث عن وجود شعب يتقبل التطور والتقدم في كل المجالات العلمية وعن المنطقة والسور الذي يحيط بها وتوصيله بالكهرباء لكي يكون حامياً لها من أي اعتداء خارجي، ويواصل في حديثه عن إمكانية مد هاتف ما بين المنامة والمحرق من خلال إحدى الشركات الألمانية «وينكهاوس»:



التلغراف واللاسلكي
ويبدأ د.عيسى أمين حديثه حول التلغراف واللاسلكي بالبحرين، قائلاً «في دراسة تاريخ الاتصال اللاسلكي بالبحرين ودخول هذا البلد الصغير في منظومة الاتصالات العالمية، وفي فترة مبكرة منذ مائة عام تؤكد لنا الوثائق البريطانية وجود شعب يتقبل التطور والتقدم في كل المجالات العلمية، ولذا نجد أن بداية الطب الحديث والتعليم النظامي حصل على تأييد وقبول البحرين، ومنذ أكثر من مائة عام، تلا ذلك البنك والمعاملات المالية وإصلاح الجمارك وتأسيس مؤسسات الدولة المدنية الحديثة من محاكم وأوقاف وتسجيل أراض وبلديات، في هذا البحث نقدم بداية الاتصال التلغرافي واللاسلكي في البحرين، ومثل ما قدمنا عن كل التطورات السابقة والتي كان الفضل فيها لعقول نيرة في البيت الحاكم، وإصرار على التطور من دار الاعتماد السياسي في البحرين نجد مرة أخرى أن كل أحداث البحرين وكل علامات التطور وقراراتها كتبت في دار الاعتماد في البحرين والمقيمية في بوشهر، من هنا نبدأ أول رسالة تؤرخ لإنشاء محطة التلغراف في البحرين.
الرسالة الأولى
وفي مارس عام 1908 وفي رسالة خاصة يكتب الماجور بيرسي زكريا كوكس المقيم السياسي والقنصل العام في بوشهر «أبريل 1904 – ديسمبر 1913» رسالة إلى بتلر سكرتير وزارة الخارجية في حكومة الهند سيملا يقول فيها:» سيدي.. يطيب لي أن أسترجع معكم الرسالة المرسلة إلى دائرة الخارجية في 23 مارس 1903 والتي ذكرنا فيها موضوع الربط التلغرافي بين بوشهر والبحرين، إنني متأكد أنه بعد مضي خمسة أعوام تطورت فيها الأمور التجارية والسياسية والخاصة بوجودنا بمنطقة الخليج، وكما تعلمون فلقد تم تعيين معتمدين سياسيين في عام 1904 من حكومة الهند في موانئ ومناطق الخليج وخاصة الكويت والبحرين، الأمر الذي تطلب ضرورة إيجاد وسيلة اتصال سريعة وخاصة للأمور الرسمية، إلى جانب ضرورة التبادل السريع للمعلومات المتعلقة بالحجر الصحي في موانئ هذه البلدان، والتي نقوم نحن بإدارتها نيابة عن الحكومة الفارسية، إلى جانب الحاجة للمعلومات عن حركة السفن في الموانئ التابعة للكويت والبحرين، والتي لاحظنا الصعوبات التي تواجهنا فيها من غير وجود واسطة اتصال سريعة، إنني أعتقد ضرورة الربط السريع بين بوشهر والبحرين بالكابل البحري وسوف تقوم السفن الخاصة بعمل ذلك بدعم مالي من حكومة الهند، وأرجو ملاحظة ضرورة الاستجابة لهذا الطلب.. بيرسي كوكس المقيم السياسي في بوشهر.
تأسيس المحطة
ويقول د.عيسى «لقد كانت رسالة الماجور كوكس المقيم السياسي في بوشهر، في 26 مارس 1908 أول إشارة لضرورة تأسيس محطة للتلغراف في البحرين وربطها في ميناء بوشهر، حيث سبقت البحرين في تأسيس محطة للتلغراف من خلال دائرة التلغراف الأوروبية – الهندية والتابعة لحكومة الهند البريطانية، وكان مركز الشركة في لندن، وهي قائمة بذاتها ولها استقلالية كاملة عن شركات مماثلة مثل شركة التلغراف الهندية الأوروبية، والتي تدعمها شركة سيمنز وتدير خط التلغراف من طهران إلى تبريز، وعبر الأراضي الروسية إلى أوروبا والشركة الإيرانية الخاصة بالحكومة الإيرانية، والتي أسست اعتماد السلطنة، وكان يديرها مخبر الدولة، أما شركة التلغراف الأوروبية الهندية فقد كانت مؤسسة خاضعة للمدير العام للتلغراف في الهند « فبراير 1888 – أبريل 1893»، واستمرت في عملها إلى مارس 1931، لقد كان اهتمام الإنجليز في تأسيس شركة للتلغراف ناتجاً عن التمرد الذي حدث في الهند 1857 ضد الوجود البريطاني، والذي كان من الممكن أن تفقد بسببه بريطانيا سيطرتها على الهند قبل أن تعلم الحكومة في لندن عن ذلك لعدم وجود أي اتصال لذا قرر الإنجليز إنشاء خط تلغراف يمد عبر الأراضي الفارسية بعد فشلهم في مد الكابل البحري في المحيط الهندي والبحر الأحمر.
ويواصل د.أمين «في 1861 بدأ سفير إيران في لندن ميرزا جعفر خان مفاوضات إنشاء خط التلغراف في إيران على أن تمتد خطوط التلغراف من مناطق حدود الدولة العثمانية في خانقين عبر الأراضي الفارسية إلى بندرعباس ، كانت هذه المفاوضات تجري بين ميرزا جعفر خان وتشارلزودد سكرتير حكومة الهند في لندن، بعدها بعام قام سفير بريطانيا في طهران إدوارد باكهاوس اسيت ويك بمفاوضات مع أمين الدولة في 17 ديسمبر 1862 حصل بموجبها على موافقة ناصرالدين شاه لإنشاء خط التلغراف، وقامت الملكة فيكتوريا بالتوقيع على الاتفاقية في 6 فبراير 1863، كان الاتفاق يعني أن تقوم إيران بإشراف المهندس الإنجليزي باتريك ستيوارت بمد خط التلغراف من خانقين وقصر شيرين إلى طهران وفي نهاية الخط ميناء بوشهر.
كابل بحري مدرع
وفي 1864 قامت شركة «جوتا برشا»، بعقد اتفاقية مع حكومة الهند بصناعة كابل بحري مدرع -بالاتفاق مع شركة هنلي لصناعة التلغراف- استطاعت الشركة مد كابل بحري طوله 1250 ميل من جوادر إلى رأس مسندم، ومن رأس مسندم إلى بوشهر والفاو في رأس مسندم أنشأت محطة على صخرة في ممر بحري سمي باسم حاكم الهند « الفنستون»، وتبعد ميلاً عن الساحل، وسميت بعدها بجزيرة التلغراف ليكون الدفاع عنها سهلاً في حال أي هجوم، ومن الفاو وخانقين عبر خط التلغراف بعد اتفاق الدولة العثمانية مع العشائر العربية حماية الخط الذي يعبر مناطقهم إلى تركيا ومن ثم إلى أوروبا.
الوثيقة الثانية
ويسرد لنا د.أمين تفاصيل الوثيقة الثانية، قائلاً إنها وردت من دائرة خارجية الهند ديسمبر 1904، ويكتب فيها المعتمد السياسي في مسقط بأن السلطان في مسقط يرغب في ربط بلاده بخط التلغراف عن طريق محطة جزيرة « الفنستون»، ويوافق على أن ترفع الأعلام البريطانية على هذه المحطات، وتم إبلاغ السلطان بأنه بعد الالتزام باتفاق 1862، فإن منطقة مسندم لا تتبع مسقط حيث تم تحويل إدارتها إلى القنصلية في بندر عباس، أما في «الوثيقة الثالثة في 1912» يرسل جون جوردن لوريمر «ديسمبر 1912 إلى فبراير 1914» نيابة عن المقيم السياسي الماجور بيرس زكريا كوكس «أبريل 1904 – ديسمبر 1913»، إلى الشيخ عيسى بن علي رسالة تحتوي المعلومات عن رغبة حكومة الهند في إنشاء محطة للتلغراف في البحرين، وفي الوثيقة الرابعة في 7 أغسطس 1909، من الماجور بيرس زكريا كوكس المقيم السياسي في بوشهر إلى السيد بتلر سكرتير حكومة الهند في دائرة الخارجية سيملا يرسل الماجور بيرس كوكس نسخة في رسالة استلمها من المعتمد السياسي في البحرين الكابتن تشارلز فريزر ماكنزي «مايو 1909 – نوفمبر 1910»، يقول المعتمد في الرسالة «لقد زارني بويفر وكيل شركة وينكهاوس الألمانية في البحرين في الثالث من أغسطس 1909 وطلب مني إمكانية استشارة الشيخ عيسى بن علي، والحصول على موافقته لإنشاء محطة هاتف بين المنامة والمحرق، وذلك من أجل الاتصال بفرع الشركة في المحرق والتي يعمل فيها السيد عبدالله بن أحمد، وقد أخبرني بأن الدكتور مايلريا في المستشفى الأمريكي لديه تلفون بين بيته والمستشفى «200 ياردة «، وأنا أدرك أن الشيخ عيسى سوف يرفض مثل هذا الطلب، والذي ربما يؤثر على خدمات العبرة بين المحرق والمنامة»، في اليوم التالي سألت ممثل شركة «جري بول» «كري مكنزي لاحقاً» والتجار الهنود إذا ما كانوا يرغبون في خط تلفون بين المنامة والمحرق ولم يبد أحد منهم أي اهتمام بالموضوع، وبما أنني أعتقد أن طلب وينكهاوس القصد منه الحصول على التأثير والصلاحيات وأنني سوف أنصح الشيخ عيسى برفض الطلب مرة أخرى، طلب من بويفر السؤال عن إمكانية قيام شركته بإنشاء محطة للتلغراف بين البحرين وبوشهر، ومن هذه الرسالة وخوفاً من القوى الأجنبية في الخليج بدأ اهتمام حكومة الهند البريطانية بموضوع التلغراف في البحرين بصوره جدية أكثر.
الماجور كوكس
وفي ما يتعلق بالوثيقة الخامسة، يكشف د.أمين عن تفاصيلها، قائلاً إنها برقية من الماجور كوكس في البصرة «مشفرة» إلى دائرة الخارجية في دلهي 24 مارس 1915، وورد فيها أنه «أصبح معلوماً لدينا بأن مشروع محطة التلغراف في عبادان لم تتم الموافقة عليه وأنه استبدل بالكابل الأرضي بين البصرة والمحمرة، وهناك كم كبير من الأسلاك موجودة لدينا ولذا أقترح إقامة محطة تلغراف في البحرين، حيث إن الحاجة لمحطة تلغراف في موانئ الخليج أصبحت مسألة ملحة».
أما بخصوص الكويت أعتقد أن الكابل الأرضي بين الكويت والزبير وبين الزبير والبصرة سوف يفي بالغرض، ويبدو أن المعتمد البريطاني في البحرين استطاع الحصول على موافقة الشيخ عيسى بن علي لتأسيس محطة للتلغراف في البحرين، لذا يرسل الماجور كوكس في الوثيقة السادسة «من البصرة في 7 مايو 1915» برقية إلى دائرة الخارجية بأنه سوف يبدأ في الأيام القادمة مشروع بناء محطة تلغراف في البحرين وسينظر في موضوع الكويت في فترة لاحقة، حيث إن الدائرة العسكرية لا ترغب في الكابل الأرضي بالنسبة لمشروع الكويت، وفي وثيقة أخرى تذكر المصادر البريطانية بأنه تم تخصيص أرض جنوب رأس الرمان وعلى ساحل البحر من شرق رأس الحالة، وهي من أملاك الشيخ عيسى بن علي، وهناك إمكانية بأن بعض الناس يريدون شراء هذه الأرض لبناء مساكن لهم.
لوكهارت روبرتسون
وحول الوثيقة الواردة من المعتمد السياسي في البحرين ديفيد لوكهارت روبرتسون لوريمر «أبريل 1911 – نوفمبر 1912» في 18 يونيو 1912، يقول د.أمين إنه ومرة أخرى يرسل المعتمد في البحرين رسالة يقول فيها «لقد ذهبت أنا وصقر والسيد لوبو إلى الأرض المخصصة لمحطة التلغراف وأخذنا القياسات اللازمة من الشمال إلى الجنوب 700 قدم، من الشرق إلى الغرب 500 قدم، الحدود شمال البحر الغرب منزل الحاجي محمد بن حاجي وعلى الجنوب أرض فضاء ومن الشرق أرض فضاء، وطلبنا من صقر إعداد الأوراق اللازمة والحصول على توقيع الشيخ عيسى بن علي، ولقد أبلغ صقر أصحاب العشش المقامة على الأرض بإزالتها»، وفي 22/12/1912 وفي وثيقة أخرى تبين أن المفاوضات مع شيخ البحرين بدأت في 1914، حيث يرسل المعتمد السياسي في البحرين في 12 أغسطس 1914 رسالة إلى المهندس التنفيذي في كراتشي، يطلب فيها إمكانية الموافقة على استخدام «صخور القبور الأثرية في عالي» لبناء أساسات مبنى التلغراف في البحرين، وتأتي الموافقة على ذلك، ولكن يفضل أخذ الصخور من موقع قلعة البحرين لذلك، وقد أخذت من نفس الموقع سابقاً صخور لوضع أساسات دائرة الجمارك، وبعد الحصول على الموافقة المبدئية من الشيخ عيسى على شراء بالتبرع بالأرض لمحطة التلغراف يكتب المعتمد السياسي في البحرين في 22/12/1912 رسالة يقول فيها «إنني قد حصلت على موافقة صقر على ألا تقام أية مبان في الجهة الشمالية «المواجهة للبحر» في البحر» -أي لا يسمح بأي منشأة في هذه الجهة من قبل الآخرين- وتبدأ تفاصيل البناء والكلفة في مراسلات دار الاعتماد في البحرين والمقيمية في بوشهر وحكومة الهند البريطانية»، وفي 1916 يستلم المعتمد السياسي في البحرين الكابتن ترنشارد كارفن فولي يوليو 1916 – نوفمبر 1916» رسالة من ل.سي – بييرس عن مشروع راديو البحرين «التلغراف» يقول فيها «رافقني مسؤول من دائرة الأشغال العامة وتم حساب طول الجدار الذي سوف يحيط بالمحطة ووجدناه 2406 أقدام وأرفق لكم مرفقاً يحتوي على الكلفة الإجمالية لو تم البناء من الأحجار المحلية»، وفي رسالة أخرى يقول فيها «إنني أقترح عمل سور حديدي يحيط بالمحطة ويتم إيصال سلك كهربائي بالسور على أن يكون ناظر المحطة في غرفة اللاسلكي مستعداً لإيصاله بالكهرباء في حال تعرض المحطة لأي اعتداء خارجي، في نفس الوقت يجب إعداد سطح المبنى للدفاع عنه بواسطة حملة البنادق».
الأوروبية الهندية
وفي 26 نوفمبر 1916 تصل رسالة من دائرة الخارجية في الهند إلى المقيم السياسي السيد بيرس زكريا كوكس تحتوي على معلومات عن وصول مدير قسم تلغراف منطقة الخليج من شركة التلغراف الأوروبية الهندية، وذلك لمعاينة كيفية بناء الجدار المحيط بمحطة تلغراف البحرين وذلك من الناحية الدفاعية، وكانت هذه الزيارة ضرورية من أجل وضع تصور نهائي للسور المحيط بالمحطة، حيث كان من المفروض أن تكون كلفة السور 12000 روبية حسب الرسالة الصادرة من رئيس دائرة الأشغال، والذي كان مسؤولاً عن بناء المبنى بالكامل بعد مناقشة الموضوع مع السيد بيرس رئيس دائرة الأشغال اقترح إحاطة مبنى الموظفين وغرفة ناظر المحطة وقسم الخدم بالأسلاك الشائكة، وإحاطة أعمدة التلغراف بأسلاك شائكة مكهربة، وترسل حكومة الهند مبالغ إلى المعتمد السياسي في البحرين من أجل اعتمادها لكلفة البناء أول دفعة منها في 28 يوليو 1916 مبلغ 3600 روبية عملة ورقية و1400 روبية فضة.
كانت أول دفعة يتم استلامها من بيرس المدير في دائرة الأشغال المسؤولة عن بناء المحطة، والمبالغ تم تحويلها بعد الاعتماد على دراسة كاملة، وذلك بعد زيارة قام بها مسؤول في حكومة الهند في 20 أغسطس 1912، وطلب قبل زيارته من القائم بأعمال المقيم السياسي تقديم تقرير عن المبنى من حيث نوعية الأساسات وإذا ما كانت الأيدي العاملة متوفرة وعمل حفرة تجريبية في الأرض لدراسة نوعية الأساسات، إلى جانب معرفة سعر الحجارة والرمل والطين والجص، وتكاليف البنائين والنجارين على أن تكون الدراسة جاهزة عند وصول المسؤول إلى البحرين، وتبدو الصورة واضحة أكثر في رسالة إلى السيد بيرسي كوكس المقيم السياسي في بوشهر والمؤرخة 12 نوفمبر 1912، والتي أرسلت من المعتمد السياسي في البحرين ويسأل فيها المقيم عن مشروع محطة التلغراف ويذكر في رسالته بأن السادة تونزاند وكمبلي زارا البحرين وأن الأرض سوف تكون هدية من الشيخ عيسى بن علي ويطالب المقيم بالإسراع في اتخاذ قرار بناء المحطة قبل موسم الغوص القادم حيث لن تتوفر الأيدي العاملة.
المعتمد السياسي، آرثر برسكوت تريفور «نوفمبر 1912 – مايو 1914».
وتستجيب دائرة الخارجية في الهند 7 مايو 1915 وترسل رسالة إلى السيد بيرسي كوكس في البصرة تذكر فيها أن بناء محطة تلغراف البحرين سوف يبدأ في أسرع وقت ممكن في طور الإنشاء، يرسل المعتمد السياسي في البحرين الماجور هيوستيوارت «مارس 1916 – مايو 1916» القائم بأعمال المعتمد السياسي رسالة إلى الشيخ عيسى بن علي يخبره فيها عن الحاجة إلى «47 ذراعاً أرض زيادة»، وذلك بسبب تقوية أعمدة التلغراف في البحرين عن تلك التي في الخطة الأصلية، وحاجة المحطة القوية إلى مساحة أوسع، ويسمي المعتمد عمود التلغراف «بالدقل»، ويستجيب الشيخ عيسى بن علي لهذا الطلب ويمنح المحطة الأرض اللازمة.
افتتاح المحطة
ويشير د.أمين إلى أنه في النهاية تفتتح المحطة ويرسل المقيم السياسي في بوشهر برقية في يونيو 1916 إلى رئيس الكتاب في دار الاعتماد، ويطلب منه أن ينقل للشيخ عيسى وتجار اللؤلؤ وعموم تجار البحرين سعادته لبدء تشغيل محطة التلغراف في البحرين، ويجيب الشيخ عيسى على برقية التهنئة ويرسل برقية أخرى إلى المقيم السياسي السابق بيرس كوكس، وعن التجار يرسل التاجر الوجيه يوسف كانو برقية إلى المقيم السياسي في بوشهر آرثر برسكوت تريفور «أبريل 1915 – نوفمبر 1917» ، يشكره فيها نيابة عن تجار البحرين، ويقوم بالتوقيع على البرقية كل من حافظ خان بهائي، وعلي بن إبراهيم الزياني، وكوثلداس، ودمنداس، ويوسف خنجي، وج ج مكرجي.
السبت المقبل يتواصل الحوار
مع د.عيسى أمين حول «ادب الرحلات»