دبي - (العربية نت): وجه الكاتب المصري فتوح الشاذلي رداً موسعاً على الصحافي محمد حسنين هيكل في عدة مقالات نشرتها صحيفة «الوفد» المصرية، لم تقف عند تصريحاته الأخيرة التي أدلى بها في حواره بصحيفة «السفير» اللبنانية، بل استعرض مجمل تجربة هيكل الصحافية منذ الخمسينات.
وكشف الكاتب الشاذلي أن هيكل الذي يعاني من «الخرف السياسي يكن مشاعر سلبية للخليج وحكامه لأسباب نفسية محضة»، حيث يقول «إن المؤثر النفسي أو بمعنى أدق ما يكنه الأستاذ هيكل في قلبه من مشاعر سلبية تجاه حكام الخليج، وكلمة سلبية هي أخف تعبير يمكن استخدامه لوصف ما يكنه هذا الرجل لقادة وزعماء هذه الدول».
وفي مقابل هذه الكراهية النفسية والأحقاد الشخصية فيما يتعلق بالخليج، يغدق هيكل كلمات المديح والإطراء على ملالي إيران على الرغم من كل التدخلات الإيرانية في البلاد العربية وسياساتها التوسعية في المنطقة. ويوضح الشاذلي معلقاً على هوى هيكل الإيراني «وعلى النقيض جعل من حكام إيران من الخميني حتى خامئني قادة لا يتكررون في قوة الشخصية وموهبة الحكم، حتى إنه يتباهى بأنه حاور الخميني، وأنه على علاقة وثيقة برفسنجاني وخاتمي الذي زاره في القرية التي يملكها «ببرقاش»، ويضيف «فلم يخف هيكل انبهاره بإيران، حيث قال في حوار جريدة «السفير» اللبنانية «في إيران هم قادرون على أن يفهموا ما يجري في العالم ومن حولهم، وأن الثورة الإيرانية استطاعت أن تأخذ ثوابت الثقافة والحضارة الفارسية، هناك أمة كانت تتقدم واستمرت في ذلك». ويشير الكاتب في معرض رده بأن أحقاد هيكل على الخليج تنسجم مع سياق كتابات عديدة لهيكل تقلل من شأن العرب أمام «التفوق» الفارسي كما يزعم، حيث يشير إلى أنه «ذهب ليطعن العرب ويمجد الفرس ويرسخ لنظرية جديدة وهي نظرية الخوف والاستسلام العربي.. ويبني هيكل نظريته على خضوع العرب واستسلامهم لإيران بعد توقيع الاتفاق النووي».
ويعلق الكاتب في صحيفة «الوفد» المصرية بأن «نظرية الاستسلام العربي أمام التفوق الفارسي وأحقاده النفسية، جعلته يتناسى انتصارات قوات التحالف العربي المتواصلة في اليمن على الانقلابيين الحوثيين المدعومين إيرانياً، كما يتجاهل استعدادات قادة الخليج لمواجهة السلاح النووي الإيراني التي كان آخرها الاتفاق السعودي الروسي لبناء 16 مفاعلا نووياً للأغراض السلمية، وذلك بعد اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمر بوتين بولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في روسيا في يونيو الماضي.
ويختم الكاتب الشاذلي رده بالإشارة إلى أمنيات ونظريات هيكل منذ الخمسينات أثبتت فشلها ولم يتحقق منها شيء على أرض الواقع، وطالبه بالخروج من عالم الأوهام إلى أرض الواقع والحقائق التي يتجاهلها. ووجه رسالته الأخيرة بقوله «إن البداية يا أستاذ هيكل كانت في «عاصفة الحزم» ومن بعدها تحرير عدن، وغداً ستكون سوريا، أما البرنامج النووي السعودي فسيكون صدمة لك ولمثلك العلي حسن نصر الله وحكام الملالي».