خليفة العريفي.. مسرح وحده

حداد: كان لدى العريفي إحساس ذاتي بأن مسرحيته لا يتعامل معها مخرج غيره
د.غلوم: «ح.ب» أول محاولة مسرحية واعية حققت امتزاج الرمز بالواقع
الخزاعي: نحن أمام تجربة في التأليف المسرحي
لا يمكن إغفالها
شبانة: الكاتب لا يتورع عن نقد ظاهرة استغلال الدين
في ترهيب الرافضين



كتب - علي الشرقاوي:
يُعد خليفة العريفي واحداً من أهم التجارب المسرحية في البحرين، بل أكاد أقول إنه من المخرجين الذين لم يكفوا عن التجريب والبحث عن شكل جديد يتعامل مع خشبة المسرح أو سينوغرافيا العرض المسرحي، محاولاً الاستفادة من كل المعطيات المتوفرة والمتخيلة، وليس هذا فحسب، إنما اعتبره شخصياً واحداً من الفنانين المنشغلين والمهمومين بالمسرح، لدرجة أنه ترك وظيفته في التدريس، وذهب ليواصل دراسة المسرح في الكويت، وهذه لا يمكن أن يقوم بها إلا إنسان رأى مستقبله فوق خشبة المسرح، كتابة وإخراجاً وتمثيلاً، فالعريفي لم يتوقف عن التجديد والابتكار والدخول في الكثير من المغامرات الإخراجية، من أجل أن يقدم جديداً.
ويقول د.محمد الخزاعي في مقدمة كتاب» 5 تجارب مسرحية من البحرين» الصادر 2000 عن المؤسسة العامة للدراسات والنشر عن مسرحية « صور عارية « : يجدر بنا أن نتوقف عند محاولة العريفي ضمن هذه التجارب التي نتحدث عنها هناـ خصوصاً أنها تتخذ شكلاً درامياً يميل إلى الحداثة فيما يتعلق بالبناء الدرامي للعمل. فالمسرحية تبتعد عن الشكل التقليدي للدراما من حيث البناء تقسيم العمل، البناء إلى فصول ومشاهد، فقد استعاض العريفي عن هذا بما أسماه بالصور، فقسم عمله لتسع صور، إضافة إلى صورة أخيرة. ويمكن للمرء أن يجادل بأن هذه الصور تأكيد لعنوان العمل، ربما هذا ما كان، غير أن هذا لن يغير واقع الحال، فنحن أمام تجربة في التأليف المسرحي لا يمكن إغفالها، فالتشريعات الموضوعية كفيلة بتوزيع الإرث، وليست الوصية، في « ح.ب» لا نكاد نلحظ إضافات جديدة بالنسبة إلى الرؤية الفكرية.
ويقول الشاعر والباحث قاسم حداد في كتابه المهم « المسرح البحريني – التجربة والأفق « الصادر عن مسرح أوال في 1980:» لكي نناقش تجربة الإخراج عند العريفي لمسرحيته «ح . ب « علينا أن نحلل هذا النص، وهو من تأليفه، تحكي قصة « ح.ب « عن ثلاثة إخوة وأخت عانس، يتصارعون للحصول على أكبر كمية من المال، والقضية التي أمامهم هي وصية والدهم التي تحكي عن تقسيم الإرث. وتبدو دهشتهم من ذلك كبيرة لأن التشريعات الموضوعية هي الكفيلة بتوزيع الإرث في مثل هذه الحالات، وليست الوصية تأتي رسالة يدعي صاحبها بحقه في الإرث ويريد الحصول عليه بالتفاهم معهم أو بالقوة. ولكي ينال حسن- الأخ الأكبر- حصة أكبر فإنه يقتل الأخت. وحيث يأتي المحامي المناط به أمر قراءة الوصية، يتعرض للحجز من قبل الإخوة الثلاثة، حتى لا يؤدي مهمته، وبعد ذلك يبدأ التركيز على شخصية حسن وهي تتأزم نفسياً وتتحول إلى الجنون.
عن الإخراج يقول حداد، كان لدى العريفي إحساس ذاتي بأن مخرجاً آخر لا يستطيع أن يتعامل مع مسرحيته ويجسدها كما تصورها أثناء الكتابة، وهذا الإحساس ليس غريباً، بل إنه يتوفر لدى أكثر الذين يكتبون نصوصاً مسرحية، إن لم يكن جميعهم. ثم يواصل الباحث حداد « لم يكن تعامل العريفي مع المسرحية ـ تعامل مخرج عليه خلق حياة هذه الشخصيات من جديد، ولكنه تعامل كاتب لا يتجاوز حدود أفق التأليف، لذا فإننا لا نكاد نلحظ إضافات جديدة بالنسبة للرؤية الفكرية، وبالتالي الرؤية المسرحية.
ويرى حداد أن العريفي لم يحاول أن يتفاعل أكثر مع النص ويخلق شخصياته ويحركها حسب مفهومه هو ورؤيته، وهذا أدى إلى جعل إخراجه يتسم بطابع التنفيذ الحرفي للنص.
الجنون غلاف للشخصية
عن الجنون في هذه المسرحية يقول الناقد والباحث إبراهيم غلوم في كتابه « ظواهر التجربة المسرحية في البحرين» : إن حالة الجنون لدى محمد في المسرحية « ح. ب» تستحيل إلى حالة واعية بما تدركه حولها من مواقف، وما تعرفه من أسرار تدور في البيت الذي يحدث فيه الصراع بين الإخوة عن التركة التي خلفها والدهم، وهذا الإدراك جعل الشخصية أقرب إلى الوعي منها إلى الجنون الذي يؤكد بأن الكاتب لم يرد التحليل النفسي لمرض عصبي له توغلاته النفسية، بل أراد أن يضع أمامنا شخصية تمتلك قدرة النفاذ إلى صميم المعاناة بعيداً عن أي قيد أو تحفظ ، وقد وجد في الجنون وسيلة لذلك، فجعله مجرد غلاف للشخصية التي وصفها بذلك في المسرحية.
ويضيف غلوم «إنه في مسرحية « ح.ب» يحاول المؤلف خليفة العريفي أن يستعين بالرمز الفني في الشكل المسرحي أي أن المسرحية من الوجهة الفنية استطاعت أن تدخل الرمز وسيلة لتحليل الشخصيات المسرحية وتعميق أبعادها الإنسانيةـ ولم يسبق للنص المحلي أن عالج الموضوعات الاجتماعية والإنسانية معالجة فنية ناضجة. بيد أن « ح.ب» تعد أول محاولة مسرحية واعية حققت من تلك المعالجة جوانب لها أهميتها في تاريخ الحركة المسرحية، وهي في تقديري ذروة الجهود المسرحية في تطوير معالجة الهم الاجتماعي، ضمن قالب فني متماسك يمتزج فيه الرمز بالواقع «.
علاقة الناس على المسرح
وتحدث الكاتب والشاعر الأردني عمر شبانة عن خمس تجارب مسرحية من البحرين وتحت عنوان « نصوص جادة وجديدة ينقصها بعض تقنيات المسرح «، ويقول عن نص العريفي « يعالج العريفي قضايا الصراع في الدولة، السلطة على مستويات عدة، ضمن معالجة علاقة أصحاب الحكم في القصر في ما بينهم، ثم علاقة القصر بالناس، وأخيراً علاقة الناس في ما بينهم وعلى اختلاف توجهاتهم ومواقفهم من الحياة ومن السلطة قبولاً ومعارضة. ويستخدم المؤلف الكثير من أدوات المسرح وعناصره، ويضع بين يدي المخرج ما يلزم من توجيهات في خصوص الديكور والموسيقى والإضاءة والمؤثرات، تاركاً له إضافات هامشية. وتؤدي فرقة الممثلين دور المسرح داخل المسرح، في موازاة المهرجين الذين يؤدون دور الحاكم الفعلي داخل القصر. ويلجأ إلى توظيف خيال الظل الذي يترجم سخرية الفن من السلطة ومما يجري في القصر. فالممثل يخاطب الجمهور بمقولة أساسية في النص تظهر وظيفة المسرح، يقول الممثل «انتبهوا جيداً، نحن نعرف أنكم تأتون إلينا فقط لتضحكوا. الحياة ليست ضحكاً كلها فشاهدوا وافهموا.. افهموا».
وبمقدار ما يستغل المؤلف المواقف التراجيدية، يلجأ إلى الكوميديا الهادفة في نقد سلطة القصر حيناً، وفي السخرية من انتهازية التجار حيناً آخر. كما لا يتورع عن نقد ظاهرة استغلال الدين في ترهيب الرافضين، خصوصاً استغلاله من قبل غير المؤمنين أصلاً، كما جرى في المواجهة بين «بائع 2» والتاجر الذي يهدد البائع أن يشكوه إلى القاضي لأنه لا يؤمن «بالمعجزات الإلهية» وليست المعجزات هذه سوى إشاعة شاعت عن عاصفة ستجتاح المدينة.
يرى العريفي أن تبدل الوجوه في السلطة لا يعني بالضرورة تبدل السياسات للأفضل، بل قد يعني المزيد من الظلم والقهر وإفقار الناس، وهذا يتضح في البيان الذي يلقيه المنادي في نهاية النص، وكان قد ألقى مثله في بدايتها، لكنه أضاف «قررنا هذا العام أن نرفع الضرائب والمكوس، وأسعار السلع من الخبز إلى العرق سوس»، وتتأكد حدة السخرية عبر قلب المطلوب في جملة النهاية «هذا بيان واضح وظاهر، فعلى الغائب أن يعلم الحاضر».
مسرحية «سبع ليال»
مسرحية « سبع ليال» من تأليف راشد المعاودة وإخراج خليفة العريفي والنص يسلط الضوء على الظروف التي عاشت فيها مملكة البحرين إبان الحرب العالمية الأولى منوهاً بالمستوى المتميز الذي ظهر به العرض المسرحي تمثيلاً وإخراجاً مما يعكس الإمكانات التي يتمتع بها الفنانون البحرينيون والسمعة الطيبة للمسرح البحريني على مستوى المنطقة، أتت المسرحية بصورة رجال الحي، وهم يجتمعون في المقهى الشعبي يشتكون همومهم، ويلومون الظروف المحيطة بهم من اشتداد الفقر، وظلم النواخذة، وهم كبار رجالات الحي، والمحكمين على موارده من الطعام والأمور الأساسية للحياة، لتتطور الأحداث بعرض الصراع الأزلي بين فقراء الحي، والنوخذة « حجي سالم» الذي أدى دوره الفنان حمد عتيق، والذي يحتكر كميات التمر الموجودة في المنطقة لديه، ويرفض توزيعها على المحتاجين من أبناء حيه.
الطريف في المسرحية توظيف الكاتب في إطار هذه القضايا الثلاث لشخصيتين كانتا شائعتين آن ذاك، وهما لمجنون ومجنونة، يقدمان في قالب المسرحية الكلي بتصرفاتهما وكلامهما المضحك، الخالي من المعاني، عبرة يدفع بها الكاتب من خلال حوارات باقي الممثلين، إذ يمثلان ضحيتي الأذى النفسي الذي يتعرضان له من النواخذة، والانعكاس السلبي عليهما، والذي يقود « حبيبي» لفقد داليته إلى الجنون، والمجنونة « لطيفة» لفقد ابنتها للحال ذاتها.
مسرحية «تعالوا ننتظر»
و«تعالوا ننتظر» إخراج طاهر محسن، تأليف خليفة العريفي، تمثيل مجموعة من الممثلين الشباب والوجوه الجديدة بالإضافة لعنصرين نسائيين. سينوغرافيا عبدالله يوسف.
مسرحية «(1+1)»
وهي إعداد عن نص السلطان الحائر لتوفيق الحكيم قبل حوالي خمسين عاماً (تحديداً 1960)، في مرحلة المد الوطني والقومي العربي، وصدرت في نفس التوقيت بالفرنسية تحت عنوان «الاختيار».ولعلها من أهم أعمال «الحكيم» التي لا تزال محتفظة بسخونتها حيث كتبها منتصراً للديمقراطية والقانون، ومندداً بمنطق السيف في وقت وقفت فيه حركة التحرر العربي على أعتاب مفترق خطير.
وتدور أحداث المسرحية حول سلطان من سلاطين المماليك علم أن الناس في مدينته يلغطون أنه لم يزل عبداً، وأن سيده السابق لم يعتقه، ولهذا لا يحق له أن يحكم ويكون سلطاناً على الناس قبل أن يُعتق ويصير حراً. ويتحيّر السلطان بين استعمال القوة لإسكات الناس « وهذا رأي الوزير» ، والاحتكام إلى القانون « وهذا رأي القاضي» . والاحتكام إلى القانون يعني أن يُعرض السلطان في مزاد عام أمام الناس ليشتريه من يشتريه فيعتقه، وقد تردّد السلطان بين الرأيين، ولكنه قرر في النهاية أن يكون القانون هو الحكم. هنا أحد الروائع الذي ألفها لنا خليفة العريفي أحد المسرحيين المخضرمين على مستوى المملكة من خلال مسرحيته «تعالوا ننتظر»، ناقش عدة قضايا اجتماعية بشكل سلس وسهل خلال فصل واحد، تضمنت شخصيات عدة لها هموم مختلفة، استطاع الكاتب أن يوازن بين جميع الشخصيات من ناحية الحضور في النص.
وتقول الكاتبة سكينة الطواش : في الافتتاح قال مؤلف العمل الفنان خليفة العريفي «تدور ثيمة العمل حول انتظار المجهول فكل الناس تنتظره فكلما ازداد الفساد في الأرض وفي المجتمعات يبحثون عن المخلص وينتظرونه». وأضاف «إن القصة تدور حول مكان يعتبرونه مكاناً مقدساً وينتظرون المخلص في هذا المكان». الربيع العربي وأشار أن قيمة العمل تكمن في «الانتظار فالبشرية تنتظر من يخلصها وينشر العدالة والمحبة سواء كان هذه الموضوع إلهياً أو ما وراء الطبيعة، أو في الحياة العامة الناس تنتظر المخلص في الثورات مثلاً».
من جهته أكد العريفي أن مسرحية «تعالوا ننتظر» لا تشير بشكل أو بآخر للثورات العربية التي كونت ما يسمى بـ»الربيع العربي» وقال «أنا لا أؤمن بالربيع العربي وليس له علاقة بالمسرحية بأي شكل من الأشكال». أما مخرج العمل طاهر محسن فقال «في كل مرة أحاول أن أقدم شيئاً يعيد تجربتي واكتشاف نفسي مرة ثانية، وأن يكون شيئاً جديداً ومغايراً، وهذا في أكثر من عمل وآخرهم مسرحية «آباء للبيع»، فمع وجود الفنان عبدالله يوسف في السينوغرافيا سيدعم ذلك العرض وسيعزز شكله. وأشار إلى أن «العمل يضم مجموعة كبيرة من الممثلين حيث عملنا في ورشة لشهرين، وسيخوضون تجربتهم الأولى من خلال هذه المسرحية، بالإضافة لوجود ممثلين لهم خبرتهم في هذا المجال مثل الفنان إبراهيم الغانم، وخليفة العريفي». وبالحديث عن القيمة الأدبية قال محسن «هناك جانب كبير من العادات والتقاليد والخرافات وما توارثناه أباً عن جد موجودة لدينا كموروث شعبي وقيم ونؤمن بها بشكل مطلق لا يمكن زعزعتها، وهذا متمثل في كثير من الأشياء بعضها خرافي وبعضها له علاقة بالفكر، وله علاقة بالمعرفة، وله علاقة بوجود الإنسان والمسألة الوجودية بشكل عام، بالإضافة للخطوط الحمراء التي لا نستطيع تجاوزها لأسباب كثيرة على الرغم من أن الإسلام يبحث عن العلم والمعرفة، فنحن ننتظر الكثير من الأشياء وقد نكون ننتظر المجهول فنرى أنفسنا ننتظر نوعاً من الأمل ونعلقه على المجهول». أما بالنسبة لمحور الحلقة فقال «العرض غير درامي ولو أنه يحوي جزءاً كبيراً من الدراما حيث يعتمد على عرض «الفرجة»، كما أنه عرض ملحمي لا يخضع «للحدوتة»، ولكن الهيكل العام يدور حول رجل مع امرأة لديها ولد مريض يبحثان عن علاج ابنهما المريض ويذهبان لأكثر من جهة ويعجزان عن ذلك ويبقى أملهما في شفائه».
الثقافة في البحرين عمرها 100 سنة
يقول المخرج خليفه العريفي: «أنا كاتب بحريني جداً»، إجابة أعلن بها العريفي طبيعة الكتابة المحلية وفرضية الخصوصية، مؤمناً بأن إبراز الحالة الإنسانية بمصوغاتها ومعايشتها تبدأ من بيئة الكاتب. وأشار إلى أن المصريين يكتبون لمصر، والسوريون يمثلون المجتمع الدمشقي، فلماذا لا يكتب هو عن المنامة، وقال العريفي حول المعاناة البارزة في الكتابة البحرينية والمتفردة عن الطرح الخليجي : «إن عمر الثقافة في البحرين تجاوز 100 سنة، إضافة إلى المعاناة الطويلة تحت الاستعمار، وعلاقتهم مع البحر الذي امتصهم بكل أبجديات البقاء لتحقيق الاستمرار، وأنها جميعها تستحق التدوين بمخزونها الثقافي والاجتماعي والجمالي».
«الخيول»
أحد تجارب إبراهيم غلوم الثرية التي تعتمد على الحوار بين شخصين طوال المسرحية ذات الفصل الواحد هذا النوع من المسرحيات يثير الفضول للنهاية لدى المتلقي، مثل مسرحية الجثة لأمين صالح عبارة عن حوار بين زوج وزوجته حول جثة وجداها في منزلهما ولم يعلما من أين أتت وكانت من التجارب الجميلة، ومسرحية «في انتظار قودت» لسمويل بيكيت، لكن مسرحية الخيول تتميز عن التجربتين المتواجدتين في الكتاب بخاصية واحدة وهي الغزارة المفرداتية لا سيما أن المسرحية محصورة بين شخصيتين وهذا يعطي تحدياً للكاتب بأن ينتج أكبر حصيلة من المفردات لو كان كاتب آخر قد لا تخرج المسرحية بهذه الصورة لكن غلوم استطاع أن يتحدى ذاته وأن يضع نفسه في الموقع الصعب وكسر حاجزه.
ماكبث ونداء الدم
قدم خليفة العريفي مسرحية ( نداء الدم ) المأخوذة عن ماكبث شكسبير في واحدة من أهم روائعه المسرحية . نقرأ عن شيء من الصراعات الداخلية لشخصية ماكبث (وبمجرد اقتراف الجريمة، ابتسم أحد الخدم المرافقين للملك، وهو نائم، بينما صاح الآخر: « جريمة « واستيقظ الاثنان. وشرعا فى تلاوة صلاة قصيرة، وقال أحدهما، «فليغفر لنا الله !» فأجاب الآخر ؛ «آمين !» ثم عاودا النوم مرة ثانية. وحاول ماكبث الذي كان يقف مصغياً إليهما، أن يقول : «آمين». عندما قال أحدهما، «فليغفر لنا الله !»، إلا أن الكلمة وقفت فى حلقه، ولم يستطع أن يقولها، رغم أنه كان فى حاجة ملحة للمغفرة .. !
وتخيل أنه سمع صوتاً يصيح «: لن يذوق ماكبث طعم النوم بعد الآن: لأنه قتل نائماً، نائماً بريئاً، وهذه سنة الحياة». وظل الصوت يردد صيحاته فى أرجاء البيت: «لن يذوق طعم النوم بعد الآن، فلقد قتل لورد جلاميس رجلاً نائماً، لذا فلن يذوق لورد كاودور طعم النوم؛ لن ينام ماكبث بعد الآن! ..
خليفة العريفي في سطور:
*عضو مؤسس في الملتقى الثقافي الأهلي.
* عضو مؤسس في أسرة الأدباء والكتاب في البحرين
* عضو مؤسس في مسرح أوال بالبحرين.
* تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت 1977، وهو كاتب وممثل ومخرج مسرحي، أخرج العديد من المسرحيات منها: «السوق»، «حليمة ومنصور» و«نداء الدم» ، وشارك بها في العديد من المهرجانات المحلية والدولية، وكتب ثلاث مسرحيات هي: «ح.ب»، «المهرجون»، و«صور عارية»، وأخرج للتليفزيون برنامجاً درامياً تربوياً بعنوان «مواقف» وسهرة درامية بعنوان «أيام الرماد»، وأعد للتليفزيون برنامجاً ثقافياً فنياً ـ 30 حلقة
مسرحيات خليفة العريفي :
- مسرحية «ح. ب» تأليف وإخراج: خليفة العريفي
عرضت بتاريخ 6/8/ 1974 كما عرضت في الكويت بتاريخ 2/11 /1974
ـ «سرور» تأليف : إبراهيم بوهندي إخراج: عبدالرحمن بركات
عرضت في 5/8/ 1975 ومثلت البحرين في مهرجان دمشق بتاريخ 11 و 12 مايو 1975 بإخراج خليفة العريفي
ـ واحد - واحد = واحد عن مسرحية «السلطان الحائر» لتوفيق الحكيم إخراج: خليفة العريفي عرضت بتاريخ 9/28/ 1976
ـ « الطبول « تأليف : عيسى الحمر إخراج: خليفة العريفي عرضت بتاريخ 11/18 /1981
مسرحية «السوق «من التراث العربى «بغداد الأزل بين الجد والهزل» إعداد: قاسم محمد
سينوغرافيا : عبدالله يوسف إخراج: خليفة العريفي عرضت فى البحرين بتاريخ 2/1/ 1988، مثلت البحرين فى مهرجان بغداد للمسرح العربى الأول من 10 إلى 20 فبراير 1988، كـمـا مثلـت الـبحـرين أيضاً في المهرجـان المـسرحي الأول لـدول مجـلس الـتعاون الـخليجي فـي الـكويت بتـــاريخ 3/28/ 1988
ـ «حليمة ومنصور» تأليف عيسى الحمر إخراج خليفة العريفي عرضت في البحرين بتاريخ 1/8/ 1990 ومثلت البحرين فى المهرجان المسرحي الثاني لدول مجلس التعاون الخليجي فى دولة قطر خلال الفترة من 22 إلى 29 يناير 1990 كما مثلت البحرين في مهرجان بغداد للمسرح العربي الثاني بتاريخ 2/14/ 1990
- «رأيت الذي سوف يحدث» رؤية درامية للدكتور إبراهيم غلوم إخراج: خليفة العريفي عرضت بتاريخ 1/12/ 1990 ـ نداء الدم
«رؤية فى مسرحية مكبث للشاعر الإنجليزي وليم شكسبير» إخراج: خليفة العريفي عرضت فى البحرين بتاريخ 8/6/ 1991، ومثلت البحرين فى مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبى «الدورة الثالثة» فى الفترة من 1 إلى 10 سبتمبر 1991
ـ «النحلة والأسد» تأليف : خلف أحمد خلف إخراج : خليفة العريفي عرضت بتاريخ 4/26/ 1992 مثلت البحرين في المهرجان الحادي عشر لثقافة الطفل في الفترة من 13 إلى 25 مارس 1995.
ـ «الخيول» تأليف: د. إبراهيم عبدالله غلوم إخراج: خليفة العريفي عرضت في أغسطس 1993
ـ «الملك هو الملك» تأليف: سعد الله ونوس إخراج : خليفة العريفي عرضت في 18 يونيو 1996
ـ «الخيمة» عن مسرحية «الخروج» للكاتب الإفريقي توم أومارا إعداد : عبدالرحمن المناعي إخراج: خليفة العريفي عرضت في 24 مايو 1997.