استأنف الحجاج في مكة المكرمة أمس شعائر رمي الجمرات غداة حادث تدافع في منى أودى بحياة 717 حاجاً وإصابة 863 آخرين، بينما عزت السلطات السعودية الحادث إلى «عدم التزام» بعض الحجاج بالتعليمات.
وتقاطر الحجاج أمس لرمي الحصى على الجمرات الثلاث الكبرى والوسطى والصغرى، فيما تعهدت السلطات السعودية بإجراء تحقيق «سريع وشفاف» في الحادث. ووقع الحادث في منى، على بعد حوالي 5 كيلومترات عن مكة، خلال رمي الحجاج الحصى على جمرة العقبة الكبرى، في حين أشار الدفاع المدني السعودي إلى أنه ما زال يحصي أعداد الضحايا.
من جهتها أعلنت إسلام آباد مصرع سبعة مواطنيها، وأعلن مفتي تركيا الكبير محمد غورميز أن 18 حاجاً مفقودين، بينما ذكرت وزارة الخارجية الجزائرية أن ثلاثة حجاج جزائريين قضوا في حادث التدافع.
وقالت الهند إن 14 من مواطنيها لقوا حتفهم، فيما أشارت جاكارتا إلى مصرع 3 أندونيسيين. من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الهولندية أن من بين الضحايا مواطنة تبلغ من العمر 62 عاماً.
وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، خلال استقباله المسؤولين عن تنظيم الحج، أنه ينتظر تسلم نتائج التحقيق في أسباب الحادث، وأنه أمر «بمراجعة خطط» تنظيم الحج حتى يتمكن الحجاج من أداء المناسك بأمان. من جانبه أوضح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، أن «الحادثة وقعت على طريق 204 نتيجة تعارض الحركة بين الحجاج المتجهين على الشارع 204 عند تقاطعه مع الشارع 223 وارتفاع الكثافة ما أدى إلى التدافع».
وأضاف أن «ارتفاع درجة الحرارة والإعياء بصفوف الحجاج نتيجة الجهد المبذول في المرحلة السابقة (...) أسهما في سقوط عدد من الحجاج».
بينما نسب وزير الصحة السعودي خالد الفالح الحادث إلى «عدم التزام» بعض الحجاج بالتعليمات، وقال لقناة الإخبارية الرسمية «لو التزم الكل بالتعليمات لما حصلت مثل هذه الحوادث».
وأغلقت السلطات الطرق المؤدية لمكان الحادث عند تقاطع طريقين أعدا لتسهيل حركة الحجاج في وادي منى على بعد بضعة كيلومترات من مكة المكرمة. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي ند برايس، إن الولايات المتحدة «تقدم خالص تعازيها لعائلات المئات من الحجاج ممن قضوا في حادث التدافع المؤلم».
وذكر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أنه «صدم» بهذا النبأ، بينما عبرت تركيا وفرنسا ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك عن تضامنهم مع الضحايا. وأجرت السعودية في السنوات الأخيرة أعمالاً واسعة النطاق لتعديل البنى التحتية بالحرم المكي، وتسهيل حركة الحشود وتجنب مآس مماثلة. وخصصت المملكة أكثر من مئة ألف رجل أمن لحماية الحج هذه السنة، وشكلت قوات الأمن السعودية سلاسل بشرية على طول الطرق لتنظيم سير الحجاج، فيما قدم متطوعون على طول الطريق صناديق الطعام وزجاجات الماء البارد للحجاج.
وبعد رمي الجمرات في آخر أيام الحج، يتوجه الحجاج إلى مكة المكرمة لطواف الوداع حول البيت العتيق، آخر شعائر الحاج قبيل سفرهم مباشرة.
وأفادت السلطات السعودية أن أكثر من 1,4 مليون أجنبي وفدوا إلى مكة لأداء مناسك الحج وحوالي 600 ألف من داخل المملكة.