سيؤول - (وكالات): أعلنت كوريا الشمالية أنها نجحت في وضع قمر صناعي في المدار بفضل إطلاقها صاروخاً بعيد المدى في خطوة وصفتها بأنها «حدث العصر». وتعتبر اختبار الصاروخ البالستي في إطار صنع أسلحة قادرة على ضرب الأراضي الأمريكية، وأثارت الخطوة غضب الأسرة الدولية، فيما أدان مجلس الأمن الدولي إطلاق بيونغ يانغ الصاروخ. بينما أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن مسؤولي الدفاع الأمريكيين والكوريين الجنوبيين قرروا بدء محادثات رسمية لنشر نظام دفاعي امريكي مضاد للصواريخ في شبه الجزيرة الكورية تعترض عليه بكين بشدة.
وتشكل عملية إطلاق الصاروخ التي تخالف عدداً من قرارات الأمم المتحدة، تحدياً جديداً للأسرة الدولية التي مازالت تدرس طريقة معاقبة بيونغ يانغ بعد تجربتها النووية الرابعة في يناير الماضي.
ولم يصدر أي تأكيد خارجي حتى الآن لوصول الطبقة الأخيرة من الصاروخ التي تحمل القمر الصناعي إلى مداره. لكن مسؤولاً أمريكياً في الدفاع قال إن آلية الإطلاق «وصلت إلى الفضاء على ما يبدو».
وأعلنت مقدمة برامج في التلفزيون الرسمي إطلاق الصاروخ بأمر من الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ -اون شخصياً. وقالت إنه أتاح «وضع قمرنا الصناعي لمراقبة الأرض كوانغميونغسونغ-4 بنجاح في المدار».
وتلت البيان ري شون-هي مقدمة البرامج الشهيرة في كوريا الشمالية المعروفة بأسلوبها المضخم في إعلان الأحداث الكبرى بما في ذلك التجربة النووية الشهر الماضي.
ولم تتأخر الإدانات لهذه الخطوة، إذ رأت واشنطن فيها «استفزازاً كبيراً» يهدد أمن آسيا والولايات المتحدة وستكون «عواقبه خطرة». من جهته، طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من كوريا الشمالية «الكف عن أعمالها الاستفزازية»، مؤكداً أن إطلاق الصاروخ «مؤسف جداً» وينتهك قرارات الأمم المتحدة.
بدورها، دانت فرنسا إطلاق الصاروخ معتبرة أنه «عمل استفزاز جنوني».
أما موسكو، فاعتبرت أنه «مضر جداً» بالأمن الإقليمي، بما في ذلك أمن بيونغ يانغ.
وفي لندن دانت الحكومة البريطانية «بحزم» إطلاق الصاروخ، داعية إلى «رد قوي إذا واصلت كوريا الشمالية انتهاك» قرارات مجلس الأمن الدولي. ودان الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ «بحزم» إطلاق الصاروخ»، معتبراً أنه انتهاك لخمس قرارات دولية، ودعا بيونغ يانغ إلى وقف أعمالها «الاستفزازية».
من جهتها، نددت وزير خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني باستخدام كوريا الشمالية «تكنولوجيا الصواريخ الباليستية».
من جهتها، طلبت الرئيس الكورية الجنوبية بارك غيون هوي من مجلس الأمن تبني «إجراءات عقابية قوية».
وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن مسؤولي الدفاع الأمريكيين والكوريين الجنوبيين قرروا بدء محادثات رسمية لنشر نظام دفاعي أمريكي مضاد للصواريخ في شبه الجزيرة الكورية. وأعلنت الصين اعتراضها الشديد على نشر النظام قرب حدودها.
وكانت الولايات المتحدة وحليفتاها اليابان وكوريا الجنوبية حذرت كوريا الشمالية من أنها ستدفع ثمناً باهظاً جداً إذا أطلقت الصاروخ. لكن المحللين يرون أن بيونغ يانغ اختارت توقيت عمليتها الجديدة بدقة لتقليل الانعكاسات.
من جهة أخرى، أكد كيم يونغ هيون قائد العمليات في هيئة الأركان المشتركة للجيش الكوري الجنوبي للنواب الكوريين الجنوبيين أن المناورات العسكرية المشتركة الأمريكية الكورية الجنوبية المقبلة ستكون الأوسع التي تجرى حتى الآن.
ولم تتمكن الأسرة الدولية من تعزيز العقوبات على النظام الأكثر عزلة في العالم، بعد شهر من إجرائه آخر تجربة نووية. ولا يتوقع أن يغير إطلاق الصاروخ من العقوبات الجديدة المتوقع فرضها على بيونغ يانغ.
وعبرت الصين الحليفة الرئيسة لكوريا الشمالية عن «أسفها». وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيينغ على الموقع الإلكتروني للوزارة أن «الصين تعبر عن أسفها في ما يتعلق بالإصرار من قبل كوريا الشمالية على تنفيذ إطلاق صاروخ رغم المعارضة الدولية».