عواصم - (وكالات): قالت وزارة الخارجية السعودية إن «إيران أرسلت الآلاف من اللاجئين الأفغان الشيعة إلى سوريا للحرب إلى جانب «حزب الله» وقوات الحرس الثوري الإيراني»، مضيفة أن «اللاجئين مهددون بالتسفير والإبعاد إلى أفغانستان إذا لم يقاتلوا لإيران في سوريا»، لافتة إلى أن «الآلاف من المقاتلين الأفغان يقاتلون في صفوف «لواء الفاطميون» الذي يعتبر ثاني أكبر مجموعة من المقاتلين الأجانب تقاتل إلى جانب الأسد في سوريا»، وبحسب وسائل إعلام غربية فإن عددهم يقدر ما بين 10 إلى 12 ألف مقاتل.
من ناحية أخرى، تحتدم المعارك على جبهات عدة من شمال سوريا إلى غربها، في حين وسعت تركيا دائرة استهدافها لمناطق تحت سيطرة الأكراد، مع انقضاء المهلة المحددة لوقف الأعمال العدائية أمس وتبخر الأوهام في شأن احتمال تطبيقها على الأرض، في الوقت ذاته، يبدو عقد جولة جديدة من المفاوضات السياسية بين الحكومة السورية والمعارضة في الموعد المحدد في 25 فبراير أمراً «غير واقعي»، وفقاً للمبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا.
إنسانياً، قال مدير مكتب الإغاثة في الجانب السوري عبد القادر قبطور، من معبر باب السلامة الحدودي، إن عدد النازحين على الشريط الحدودي مع تركيا قد يصل ربع مليون شخص، في حال استمرار القصف الروسي أو حصول تقدم بري جديد لما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية. ميدانياً، حققت الأخيرة بغطاء جوي للتحالف الدولي تقدماً ملحوظاً على الأرض على حساب تنظيم الدولة «داعش» في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، وأصبحت على بعد 5 كيلومترات فقط شمال مدينة الشدادي، معقل المتطرفين، في تلك المحافظة. في حين اعتبر المبعوث الروسي إلى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن تصريحات الرئيس بشار الأسد حول نيته استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية تسيء إلى الجهود الدبلوماسية المبذولة للتوصل إلى تسوية سلمية.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات سوريا الديمقراطية، تحالف فصائل عربية كردية، قطعت طريقين رئيسيين يستخدمهما المتطرفون لنقل الإمدادات، الأولى تصل بين الشدادي ومدينة الموصل في العراق، والثانية تربطها بالرقة، معقل التنظيم في سوريا.
وتمكنت أيضاً من السيطرة على حقل كبيبة النفطي شمال شرق الشدادي إثر اشتباكات وغارات جوية نفذتها طائرات التحالف الدولي.
في الوقت ذاته، استهدفت المدفعية التركية مواقع سيطرة الأكراد في قصف هو «الأعنف» منذ أسبوع، وفق ما قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن.
ووسعت تركيا هذه المرة من دائرة استهدافها، بحسب عبد الرحمن، إذ لم يقتصر القصف على مناطق سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية حديثاً على مقربة من الحدود التركية، بل تعداها إلى مناطق في ريف حلب الشمالي والشمالي الغربي والتي يسميها الأكراد مقاطعة عفرين.
وحذر حلف شمال الأطلسي تركيا بعدم الاعتماد على الحصول على دعم منه في حال حصلت مواجهة بينها وبين روسيا على خلفية النزاع السوري. وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان إسيربورن متحدثاً باسم الأطلسي، «الحلف لن يسمح بانجراره إلى تصعيد عسكري مع روسيا بسبب التوترات الأخيرة».
وترافق المعارك في سوريا غارات للتحالف الدولي بقيادة واشنطن الداعم لقوات سوريا الديمقراطية، وأخرى روسية تؤمن غطاء جوياً لقوات النظام السوري، لكن يستغلها الأكراد أيضاً للتقدم على حساب الفصائل المعارضة للنظام. واستهدفت الطائرات الروسية مواقع الفصائل الإسلامية والمقاتلة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وفي محافظة درعا جنوباً. وحقق الجيش السوري تقدماً في ريف اللاذقية الشمالي، إذ سيطر أمس بلدة كنسبا، آخر معقل للفصائل الإسلامية والمقاتلة في المنطقة.
وتتيح السيطرة على كنسبا لقوات النظام التقدم نحو منطقة جسر الشغور في محافظة إدلب المجاورة التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة وبينها جبهة النصرة وإسلاميون، باستثناء بلدتين.
من جهة ثانية، صرحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا أن مسؤولين روساً وأمريكيين يجرون في جنيف مشاورات حول وقف إطلاق النار في سوريا.
ويرمي الاجتماع بين دبلوماسيين ومسؤولين عسكريين من الدولتين للتحضير للقاء موسع للمجموعة الدولية لدعم سوريا. وفي وقت لاحق، أعلن دبلوماسيون أن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة مغلقة لإجراء مشاورات حول النزاع في سوريا. وكانت روسيا دعت لعقد الجلسة معبرة عن القلق من «طرح تركيا احتمال قيامها بعملية عسكرية برية في سوريا».