كليفلاند - (أ ف ب): يصوت ملايين الناخبين في 5 ولايات أمريكية كبرى غداً الثلاثاء في إطار الانتخابات التمهيدية الديمقراطية والجمهورية في يوم حافل يأمل دونالد ترامب أن يحوله إلى استفتاء لصالحه فيما يتعرض لهجمات من كل حدب وصوب لخطابه الناري.
فعندما بدأ الملياردير يطرح نفسه كعامل توحيد معتمداً لهجة «أكثر رئاسية» بحسب قوله، توترت الأوضاع في تجمعاته المستهدفة من قبل متظاهرين متسللين يقطعون بشكل ممنهج مداخلات المرشح الثري - ما يؤدي أحياناً إلى ردود بواسطة الأيدي من قبل أنصاره المتأثرين بخطبه التي ينادي فيها منذ أشهر بالقوة ويدعو حتى إلى «ضرب» المشوشين.
وقد سادت أجواء توتر مساء الجمعة الماضي أثناء اجتماع عام عندما وقعت مواجهات اتسمت أحياناً بالعنف بين أنصار الديمقراطي برني ساندرز وأنصار الجمهوري بعد أن ألغى ترامب الحدث في اللحظة الأخيرة. كما وقعت أحداث السبت الماضي في اوهايو. لكن تم الإبقاء على تجمعاته الثلاثة أمس.
وستعطي فلوريدا وكارولاينا الشمالية وميزوري واوهايو وايلينوي مندوبيها إلى مؤتمري الحزبين الديمقراطي والجمهوري لاختيار مرشيحهما لخوض السباق الرئاسي في يوليو المقبل، فيما يأمل كل مرشح بالحصول على عدد اكبر من المندوبين لبلوغ الغالبية المطلقة المطلوبة «1237 لدى الجمهوريين و2383 لدى الديمقراطيين» استعداداً للانتخابات الرئاسية المرتقب إجراؤها في نوفمبر المقبل. ويوم الغد معروف بـ»الثلاثاء الكبير 2 « بعد ثلاثاء أول مارس الحالي حيث سيكون في غاية الأهمية لاسيما بالنسبة للجمهوريين لأن 3 ولايات هي «فلوريدا، واوهايو، وايلينوي» ستمنح كامل مندوبيها إلى المرشح الذي يحتل الطليعة أياً تكن نتيجته. وسيناتور فلوريدا ماركو روبيو يلعب كل أوراقه في ولايته. فقد أطلق حملة محمومة ويسعى إلى تحقيق مكاسب رغم استطلاعات الرأي السلبية بشأنه.
والسيناريو نفسه في اوهايو حيث سيتقرر مصير حاكم الولاية جون كاسيك. وكما هو الأمر بالنسبة لماركو روبيو فإن أي هزيمة هنا ستكون بمثابة إنكار للمرشح الذي لن يكون أمامه من خيار سوى الانسحاب. وفي حين تعهد المرشحان على الاصطفاف خلف الفائز في الانتخابات التمهيدية فإن رفض ترامب في تهدئة التوترات يؤثر على تصميمهما. وقال ماركو روبيو متعباً إن الالتزام بالوعود «يزداد صعوبة يوماً بعد يوم». ويبقى سناتور تكساس تيد كروز المحافظ المتشدد المنتمي إلى حزب الشاي «تي بارتي» ونصير اليمين الديني الذي يبدي صموداً أكبر أمام قطب العقارات ويعتقد أن بإمكانه أن يهزمه في سباق ثنائي.
إلا أن النخب والنظام السياسي يرفضان ترامب وكروز على حد سواء، لكن كروز يمثل السياسة المحافظة المتشددة الأكثر نقاء فيما يعتمد ترامب موقفاً شعبوياً ليبرالياً تارة ومحافظاً تارة أخرى. وحتى لو فاز ترامب أينما كان فهو لن يبلغ حسابياً عتبة المندوبين المطلوبين. لكن تقدمه قد يكون كبيراً جداً عصياً على اللحاق به. وهو يحظى حتى الآن بـ461 مندوباً متقدماً على كروز «362 مندوباً» وروبيو «154» وكاسيك «54» بحسب شبكة سي إن إن. ويوم الثلاثاء الكبير يبدو أقل أهمية لدى الديمقراطيين. فهيلاري كلينتون في أفضل موقع بحصولها على 772 مندوباً مقابل 551 لسيناتور فرمونت ساندرز، يضاف إليهم نحو 500 «مندوب كبير»، المسؤولين الديمقراطيين الذين سيصوتون في المؤتمر الحزبي الوطني وأعلنوا دعمهم لوزيرة الخارجية السابقة. وفي الانتخابات الـ23 التي أجريت حتى اليوم سجلت هيلاري كلينتون 14 فوزاً لكن انتصاراتها تركزت في الجنوب التاريخي حيث أبدى السود دعماً ثابتاً لها. لكن في أماكن أخرى تحديداً في سهول الوسط الغربي حيث المنطقة الصناعية للبحيرات الكبرى، انتزع الاشتراكي الديمقراطي انتصارات بفضل تصويت الشباب والبيض عموما. فخطابه المدافع عن الحمائية لقي صدى واسعاً في مشيغن مركز صناعة السيارات.
أما كلينتون فقد اعتمدت في يونغزتاون في ولاية اوهايو خطاً أكثر تشدداً ضد الشراكة الجديدة عبر المحيط الهادئ التي وقعها باراك أوباما مؤخراً. وتؤمن المرشحة الديمقراطية بقوتها وقالت إن قاعدة ساندرز الانتخابية «ضيقة». إلا أن كل فريق يؤكد أنه لن يظهر أي فائز ديمقراطي قبل أشهر عدة أو حتى الانتخابات التمهيدية في يونيو المقبل في كاليفورنيا وغيرها.