عواصم - (وكالات): اعتقلت أجهزة الاستخبارات الإيرانية عشرات الشبان والناشطين العرب، بالتزامن مع الذكرى الـ 11 لانتفاضة الأحواز التي صادفت أمس الأول، تحسباً لحدوث أية مظاهرات أو تجمعات تحيي ذكرى احتجاجات عام 2005 بسبب رسالة سربت من مكتب الرئاسة الإيرانية تنص على التغيير الديمغرافي في الإقليم، فيما عبر الاتحاد الأوروبي وإيران عن رغبتهما في العمل معا لتجاوز «التحديات والعراقيل» التي يواجهها تطبيق الاتفاق التاريخي حول الملف النووي الذي وقع في يوليو 2015 بين طهران والقوى الكبرى.
وقالت مصادر أحوازية إن الاستخبارات اعتقلت خلال الأيام الماضية أكثر من 15 شخصاً، بينهم ثامر الجامعي، وصادق الشهابي ومحمد ويسي من أهالي مدينة ويس، ولم يعرف مكان احتجازهم حتى الآن.
كما اعتقلت كلاً من سجاد الهلالي وعبدالله الحزباوي ومجيد النزاري من حي كوت عبدالله بمدينة الأحواز، بالإضافة إلى سجاد الحيدري من مدينة الأحواز أيضاً.
وشملت الاعتقالات أيضاً، شباناً آخرين أفرجت عنهم السلطات بعد أن أخذت منهم تعهدات بعدم الدعوة أو المشاركة في أي احتجاجات ضد النظام ومن بينهم الشيخ قاسم الباوي وهو أحد شيوخ قبائل ربيعة بمدينة الأحواز، وكذلك علي الكعبي وميلاد الدبات وفيصل الدبات من مدينة السوس.
يذكر أن الإقليم يشهد حالة احتقان وغضب شعبي عقب تسريب وثيقة حكومية أخرى تتضمن مشروعاً أمنياً يهدف إلى الاستمرار بمخطط التغيير الديمغرافي وتهجير السكان العرب في إقليم الأحواز، تمت المصادقة عليه من قبل المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
من جهة أخرى، اعتبر وزيرا خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني وإيران جواد ظريف أن تطبيق الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى يواجه «تحديات» و«عراقيل» يريد الطرفان تجاوزها معاً.
وقالت موغيريني في مؤتمر صحافي مشترك مع ظريف في طهران إن تطبيق الاتفاق النووي الذي بدأ في 16 يناير الماضي يواجه «أكثر من عراقيل، أنها تحديات».
لكن موغيريني قالت إن الإيرانيين يجب أن يمارسوا ضبط النفس معتبرة أن «3 أشهر من التحديات» ليست كثيرة مقارنة «مع 12 شهراً من المفاوضات» التي أفضت إلى الاتفاق النووي في يوليو 2015 بفيينا بين إيران والقوى الكبرى.
وبين «التحديات» الواجب تخطيها، تردد المصارف الأوروبية في العمل في إيران خشية ردود محتملة من الولايات المتحدة.
وقالت موغيريني «لا يمكننا إرغام أحد، لكننا نبذل كل الجهود لطمأنة المصارف» الأوروبية لك تشجع على الاستثمار في إيران.
من جهته، قال ظريف إن إيران والاتحاد الأوروبي «سيتعاونان معاً لرفع العراقيل المتبقية». وأضاف «يجب أن يشعر الإيرانيون بأسرع وقت ممكن بنتائج الاتفاق وإلا فسيطرحون أسئلة حول جدواه».
ورداً على أسئلة حول إطلاق إيران في الآونة الأخيرة صواريخ باليستية ما أثر قلق الدول الأوروبية وواشنطن، قالت موغيريني إن ذلك «لم يشكل انتهاكاً» للاتفاق النووي، لكنها عبرت عن أملها بأن تمتنع إيران عن القيام بأعمال من شأنها التسبب بتصعيد في المنطقة.
وكرر محمد جواد ظريف أن إطلاق الصواريخ كان في إطار إجراءات «الردع» وليس «الهجوم» وأنها لن تزود أبداً رؤوساً نووية.