عواصم - (وكالات): تحركت غواصة مصرية يمكنها الوصول إلى 3 آلاف متر تحت سطح البحر أمس إلى موقع سقوط طائرة مصر للطيران الأيرباص أيه 320 في البحر المتوسط بحثاً عن الصندوقين الأسودين اللذين يمكن أن يفسرا أسباب الكارثة فيما أكد الرئيس المصري أن كل الفرضيات محتملة.
ونقلت صحيفة الأهرام المصرية المملوكة للدولة عن رئيس لجنة التحقيق في حادث تحطم الطائرة رئيس اللجنة أيمن المقدم قوله إن «التقرير المبدئي في الحادث سيصدر بعد شهر متضمناً كل المعلومات والبيانات التي تم جمعها حتى تاريخ صدوره».
وطرح مجدداً احتمال تحطم الطائرة بسبب مشكلة تقنية بسبب عدم تبني أي تنظيم إسقاط الطائرة وبعد كشف معلومات عن صدور إنذار آلي بوجود دخان من الطائرة، بعد أن كان الخبراء يرجحون فرضية العمل الإرهابي.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس إنه «لا يمكن الجزم بأي فرضية» لتفسير تحطم طائرة مصر للطيران التي سقطت في البحر المتوسط الخميس الماضي داخل المجال الجوي المصري أثناء قيامها برحلة بين باريس والقاهرة.
وأضاف السيسي في كلمة ألقاها أثناء افتتاحه أحد المشروعات وبثها التلفزيون «حتى الآن كل الفرضيات محتملة». ووجه السيسي حديثه إلى الصحافيين المصريين والأجانب قائلاً «من المهم جداً ألا نركز على إحداها».
وكشف أن «غواصة تستطيع أن تصل إلى 3 آلاف متر تحت سطح البحر» مملوكة لوزارة البترول المصرية «تحركت في اتجاه منطقة سقوط الطائرة لأننا نسعى جاهدين إلى انتشال الصندوقين الأسودين» اللذين لم يتم بعد تحديد موقعهما ويتضمنان المعلومات التقنية والتسجيلات داخل قمرة قيادة الطائرة ويتيحان بالتالي معرفة أسباب تحطمها.
ويقول الخبراء إن الصندوقين يصدران إشارات تحت المياه لمدة تراوح بين 4 و5 أسابيع وبعد ذلك تفرغ شحنة بطاريتيهما ولا يمكن بالتالي استخراج المعلومات المخزنة داخلهما.
ونشر الجيش على «فيسبوك» فيديو لما تم العثور عليه أثناء عمليات البحث وتظهر فيه حقيبة أطفال وردية مزينة بفراشات وجزء من هيكل الطائرة ممزق وسترة نجاة مفتوحة. وكان طفل ورضيعان على متن الطائرة المنكوبة التي قضى كل ركابها ومن بينهم 30 مصرياً و15 فرنسياً. وحتى مساء الجمعة الماضي، كانت الحكومة المصرية وكذلك غالبية الخبراء يرجحون فرضية الاعتداء بعد 6 أشهر من إعلان الفرع المصري لتنظيم القاعدة مسؤوليته عن تفجير طائرة روسية بعيد إقلاعها من مطار شرم الشيخ جنوب سيناء ما أدى إلى مقتل جميع ركاب الطائرة الـ 224.
ولكن بعد 3 أيام على المأساة لم يتبن أي تنظيم إسقاط طائرة مصر للطيران، ما أسهم في تراجع الفرضية.
ولم تشر رسالة صوتية من المتحدث باسم تنظيم الدولة «داعش» تم بثها مساء أمس الأول إلى الطائرة المنكوبة.
ولم يكن الخبراء يتوقعون أن تتضمن الرسالة أي شيء عن طائرة مصر للطيران إذ أن هذه الرسائل يتم تسجيلها قبل أيام بل أحياناً أسابيع من بثها. ولكن عودة فرضية المشكلة التقنية يرجع بالأساس إلى الكشف عن صدور إنذار آلي، لمدة 3 دقائق تقريباً يشير إلى دخان في مقدمة الطائرة وخلل فتي في نظم التحكم الإلكترونية للطائرة. ورغم ذلك فإنه لا يمكن استبعاد، بحسب الخبراء، احتمال أن يكون الدخان ناجماً عن حريق متعمد. وكانت القنبلة الصغيرة التي انفجرت على متن الطائرة التشارتر الروسية بعد إقلاعها من شرم الشيخ أدت إلى تفككها على الفور إذ تسببت، بحسب الخبراء، في «انخفاض في الضغط يؤدي إلى انفجار» نتيجة الارتفاع الكبير للطائرة في ذلك الوقت إذ كانت على ارتفاع 11 كيلومتراً عن الأرض، وهذا ما لم يترك أي فرصة للطيار لإرسال إشارة استغاثة.
وطائرة مصر للطيران كانت على نفس الارتفاع عندما انقطع أي اتصال بها فجر الخميس الماضي.
وعلقت وزارة الطيران المدني المصرية مساء السبت الماضي على صدور إنذار آلي بوجود دخان بأنه «من المبكر جداً إصدار حكم انطلاقاً من مصدر واحد للمعلومات مثل الإنذارات».
وأضافت أن الإنذارات «هي مؤشرات يمكن أن تكون لها أسباب مختلفة وبالتالي الأمر يحتاج إلى تحاليل معمقة أكثر».
وأكدت فرنسا مجدداً أن كل الاحتمالات لا تزال قيد الدرس حول ملابسات تحطم الطائرة التابعة لشركة مصر للطيران في البحر المتوسط بعد التأكيد على وجود دخان في مقدم الطائرة قبل سقوطها.
وصرح وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت إثر لقاء في باريس مع أسر الضحايا «في الوقت الحالي يتم درس كل الاحتمالات ولا نرجح أياً منها».
من جهتها، قالت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، نقلاً عن طيار، إن المؤشرات تدل على أن انفجاراً داخلياً وقع في الجانب الأيمن للطائرة.
وبحسب الطيار نفسه الذي يملك خطوط طيران أوروبية كبيرة، والذي لم تكشف الصحيفة عن اسمه، فإن أجزاءً أخرى من البيانات أشارت إلى أن نوافذ في الجانب الأيمن من قمرة القيادة في الطائرة تم تفجيرها في انفجار داخل الطائرة «من الداخل إلى الخارج»، بحسب ما نقلت عنه الصحيفة، مرجحاً أن الجانب الأيمن من الطائرة قد تعرض للتخريب بدرجة أكبر من الجانب الأيسر.
يذكر أن تلك البيانات قد تم الحصول عليها من الجهاز الذي يبعث برسائل تلقائية من الطائرة، ويتم استقبالها بواسطة أجهزة استقبال على الأرض.
وقد نقلت الصحيفة البريطانية عن الطيار ترجيحه أن أجهزة رصد الدخان على الطائرة بدأت تعمل، ليس لوجود حريق على الطائرة، بل لوجود كمية ضباب داخل قمرة القيادة، حيث فقد ضغط الهواء خلال الثواني التالية للتفجير.