سلسبيل وليد
دعا استاذ العلاقات الدولية المتخصص في الشأن الآسيوي د. عبدالله المدني لتطبيق القانون بصرامة ضد من يحاول المساس بكيان الدولة مشدداً على ضرورة وجود شفافية ووضوح في علاقات الدول الغربية الكبرى بدول الخليج على ضرورة مواجهة التدخلات الخارجية .
وطالب خلال ندوة (الامن والتحديات السياسية في دول الخليج) التي نظمها معهد البحرين للتنمية السياسية بتوظيف الإعلام للرد على استخدام فزاعة حقوق الإنسان وحذر الخبير الأمني والاستراتيجي رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام الدكتور فهد الشليمي من أسلوب إيران في التدخل في الشؤون الخليجية واستخدام حرب الوكالة في المنطقة قائلاً: «إن طهران تستخدم أبناءنا لحربنا متهماً نظام الملالي بإذكاء النعرات العرقية والطائفية بين أبناء الشعب الخليجي.
كما حذر من خطورة سلاح الإعلام الذي تستخدمه إيران في حربها ضد الخليج مطالباً بإظهار نقاط ضعف نظام الملالي إعلامياً وإظهار معاناة الشعب الإيراني واستعرض أستاذ العلاقات الدولية المتخصص في الشأن الآسيوي د. عبدالله المدني تاريخ منطقة الخليج القديم ، قائلاً: «إن التحديات التي نواجهها في الخليج حالياً تختلف تماماً عن تلك التي واجهناها في الخمسينات والستينات، فإذا عدنا للتاريخ القديم نتبين أن ما نعيشه الآن هو نتيجة ما زرعناه سابقاً، فأمن الخليج لم يطرح على طاولات الحوار في السابق، ولم تكن هناك حاجة لطرحه لتمسكهم بالقيادات الشرعية».
وأضاف: «بدأت الحديث عن أمن الخليج في 1968، حيث بدأت المظلة الأمنية التي جاءتنا وسط فراغ ملأته إيران، والتي أبدت أهبة الاستعداد لمحاربتنا، فنحن اليوم ندفع ثمن تقاعسنا في الماضي».
ورغم وصفه شاه إيران بالتغطرس والطمع إلا أنه لم يستبعد إمكانية التفاهم معه وقتها ، قائلاً: حللنا كثيراً من المشاكل في المنطقة بطريقة حضارية، إلا أن خلف الشاه رجالاً لا يعترفون بالقانون والأعراف الدولية وهمهم من زرع الفتن والمشاكل فهم يتحدثون كثيراً عن وعود لا تطبق رغم ادعائهم الالتزام بها.
وقال د.المدني: «ما يهم أمريكا مصالحها (..) صدرنا في السابق شبابنا للدراسة في أمريكا وعادو لنا بأفكار متطرفة، ليحاربوا أنظمتهم الشرعية».
وتطرق إلى الهزة الأمنية التي نتجت عن الحرب العراقية الإيرانية.
وأوضح أننا نعيش هزة أمنية كبيرة نتيجة الربيع العربي الذي جلب الدمار وفكك الأوطان، فلدينا في وطننا العربي حزب لداعش وحرس ثوري و غيرها من الأحزاب التي تلعب في المنطقة وتهدد أمنها.
وشدد على ضرورة مواجهة التحديات الخليجية ضد الدول التي تتدخل بشؤون الخليج وتهدد أمنه واستقراره عبر عدد من الخطوات أهمها بناء مؤسسات الدولة والقانون الحديثة والمستنيرة منتقداً غياب تطبيق القانون بصرامة ضد من يمس الدولة المدنية الحديثة.
وتابع علينا أن نستخدم السلاح الناعم «الإعلام» للرد على حقوق الإنسان وكما قال رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كامرون عندما تعرض أمن بريطانيا للخطر «لا تسألوا عن حقوق الإنسان عندما يتعلق الموضوع بأمن بريطانيا»، وقال الرئيس الصيني «سأضع حقوق الإنسان على الرف وألاحق اللصوص والمجرمين وأقتلهم فإذا اتبعنا هذه السياسة سنحمي أمن الوطن ونحقق الرخاء لشعبنا.
وأضاف يجب تعزيز الهوية الوطنية والانتماء الوطني والولاء للوطن قبل الدين والمذهب والعشيرة ونستعين بالمناهج التربوية والإعلامية لنغرس أمن الوطن المقدس والعلم والعمل، مستشهداً بالنموذج الهندي الذي يعيش به آلاف الأديان والعقائد والأعراق والمصهورة في نسيج واحد وقال: «إذا سألنا الهندي عن نفسه يقول أنا هندي وبعد ذلك يقول ديانته أو عشريته أو منطقته، لافتاً إلى أن أهم المناصب كانت بيد الأقليات في الهند ولم تنزعج باقي الجماعات بل وافقت».
وأكد المدني على ضرورة بناء جانب خليجي موحد قائلاً : «يجب أن نكون هوية وطنية جامعة و يجب أن تكون هناك وحدة اقتصادية بالقفز على الأنانية وعلينا أن نضحي كثيراً من أجل الوطن داعياً لضرورة أن تكون هناك ثورة في المناهج التعليمية.
وقال: « إن مناهجنا قائمة على التلقين وتكون مجموعة هشة وجامعاتنا لا تقوم بالبحث في حين أن جامعة تل أبيب لديها مركز يقوم بدراسات للمجتمع لكل دولة عربية ويرفع التوصيات للقيادة الصهيونية.
وأكد على ضرورة استنهاض الشعور القومي العربي وإعادة بناء منظومة أمن إقليمي بطريقة تختلف عما كان قبل حرب الكويت ولم يمانع انضمام الأجانب شريطة ألاتكون لها أطماع.
وتطرق إلى استعراض تجربة سنغافورة التي انتقلت من دول العالم ثالث إلى العالم الأول وارتفع معدل الدخل فيها إلى ألف دولار باليوم بجهود فرد واحد عبقري وذكي.
وطالب بتنويع مصادر الدخل القومي بطريقة توفر وظائف للقضاء على البطالة التي قد تكون مدخلاً لانتشار الإرهاب بين الشباب.
وشدد على ضرورة تطبيق القانون بصرامة وحزم ضد كل من يتجرأ على هيبة الدولة ويسعى إلى زعزعة أمنها واستقرارها، موضحاً أن هذا الأمر سيواجه من قبل الخارج باستخدام فزاعة ملف حقوق الإنسان المسيسة، ويجب على دول الخليج الرد عن طريق الإعلام لتوضيح الصورة الحقيقية لما يدور بالفعل في بلادنا.مؤكداً أنه لا مساومة على حماية أمن الوطن
وقال: «إذا كنا نريد بالفعل تحقيق الرخاء لشعوبنا والمحافظة على أمن دولنا فيجب علينا تطبيق القانون».
وأضاف: «يجب أن تكون هناك شفافية ووضوح في علاقات الدول الغربية الكبرى مع دول الخليج ورفض للمراوغات في التعامل مع قضايا مصيرية تهم أمن واستقرار منطقتنا، وأن يتم إقامة منظومة أمنية عربية موحدة في مواجهة أي تهديد خارجي».
واعتبر المدني أن أبرز الأمور التي ستكون حائط صد أمام التحديات التي تواجه المنطقة هو الانتقال إلى الوحدة الخليجية والتحول إلى الهوية الخليجية، مع أهمية تنويع مصادر الدخل القومي بطريقة توفر فرص عمل وخفض معدلات البطالة التي قد تكون سبباً تستغله الجماعات المتطرفة لتجنيد الشباب. وشدد المدني على ضرورة وضع أسس الديمقراطية قبل أن نقدمها للناس. وقال إن الهند بدأت من العهد الفكتوري حيث تعود الهنود على تبادل الآراء والأفكار وخلقت أحزاب على أسس قوية ومتينة، كما أن دول شرق اسيا سنوات طويلة تعيش في الحكم الديمقراطي، وكذلك كوريا الجنوبية وصلت لقناعه لأن تصبح ديمقراطية بمجتمع به قبلية وعشائرية، فعلينا أن نثقف ونوعي مجتمعنا وذلك دور الإعلام والتربية، فمن الممكن أن يوجد مدرس يقنع طلبتنا بأفكار إرهابية شيطانية.
من جانبه قال الخبير الأمني والاستراتيجي رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام الدكتور فهد الشليمي إن الأمن والآمان ذكر في القرآن الكريم 8 مرات
وقال إذا لم يوجد رخاء ونظام دستوري وديمقراطية فلا يوجد أمان وهو أحد أهم الركائز الأساسية التي تقوم عليها الدولة، لافتاً إلى تأثر المنطقة بارتدادات الربيع العربي الحزبية والأيدلوجية.
وأضاف: «إن خسائر المنطقة من الإرهاب بلغت نحو 200 مليار دولار إضافة إلى الأرواح والأضرار المعنوية» لافتاً إلى أن الإرهاب أصبح مشكلة عالمية وأحد التحديات التي تواجه الخليج واعتبرأن سوريا بحاجة لربيع عربي كون الأوضاع فيها غير مقبولة وشدّد على أن من أهم وأبرز التهديدات التي تواجهنا هو التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي، مبيناً «أن إيران لا تحارب مباشرة وإنما تقود حرباً بالوكالة على دول المنطقة تستخدم فيها أبناءنا لحربنا». وفرّق الخبير الأمني والاستراتيجي بين الشعب الإيراني وبين الملالي، قائلاً إنّ هؤلاء الملالي هُم من يقومون بتسخين النعرات العرقية والطائفية بين أبناء الشعب الخليجي.
وأوضح أن إيران تحارب دول الخليج بأهم الأسلحة الموجودة حالياً وهو الإعلام، لافتاً إلى أن هناك 52 قناة ناطقة باللغة العربية موجهة بشكل دائم ومستمر على دول الخليج فقط ،مضيفاً أن هناك ميزانيات ضخمة تخصصها إيران لتلك القنوات.
وطالب الشليمي بضرورة أن تقوم دول الخليج بإظهار نقاط الضعف في دولة الملالي، مشيداً بالتحرك السعودي في هذا الاتجاه ،والعمل على إظهار المعاناة التي يعاني منها الشعب الإيراني.
وأكد على أهمية أن تقوم الشعوب الخليجية بالوقوف خلف قياداتهم والشد على أيديهم، كما أكد على أهمية إسعاد القادة لشعوبهم وتحقيق الأمن لهم.
وقال إن إيران تتدخل في الشؤون الداخلية لنا وعلينا ردعها، ونحن عانينا كما عانت الأردن والعراق وسوريا واليمن فالعامل المشترك بيننا هو أن إيران فهي لا تريد خوض حرب مباشرة وإنما بالوكالة فتجعل الشعب يقتتل وهي تتفرج كما الوضع في العراق، فهي تحاربنا بأبنائنا هذا الأسلوب الذي يتحركون به.
وأكد الشليمي أن الحكومة الإيرانية تدعم القنوات التي تبث للخارج بـ3 ملايين، بينما التي تبث في الداخل بمليون دولار و شعبها يعيش تحت خط الفقر. ويرى الشليمي أن الشعوب الخليجية كانت على وعي وإدراك بالموامرة التي تحاك ضدهم معتبراً أن قدرة الحكام والمسؤولين على امتصاص هذا الزخم بتفاعل إيجابي وبهدوء كان سبباً في تخطي هذه المرحلة. وقال إن الأسر الحاكمة بالخليج أسرعريقة حكمت البلاد مئات السنين ويجب أن نقدم لها الدعم ولا نتعذر بالأخطاء فهي في كل مكان حتى في الولايات المتحدة الأمريكية .لكن علينا تحديد اتجاه بوصلتنا السياسية والأمنية وأن نعرف كيف نتعامل مع القيادات.