في دورته السادسة عشرة بالمنامة عاصمة السياحة العربية للعام 2013م، انعقدت اليوم الاربعاء, جلسات اجتماعات المجلس الوزاري العربي للسياحة، بحضور عدد من وزراء السياحة العرب، وعدد من الوفود المشاركة من جامعة الدول العربية، منظمتي السياحة العالمية والعربية واتحاد الكُتاب السياحيين العرب، إلى جانب عدد من الشخصيات الدبلوماسية والإعلاميين بفندق الدبلومات.

وقد افتتح الجلسة الأولى معالي وزير السياحة لجمهورية السودان السيد محمد عبد الكريم الهد الذي توجه بعميق الشكر حكومة وشعبا على استضافة هذه الدورة وحسن الضيافة ، مشيرا إلى أن عقد هذه الاجتماعات يسهم في تعزيز المرحلة القادمة للدول العربية، خصوصا بعد الأحداث الأخيرة في بعض دول الوطن العربي التي أثرت على قطاع السياحة، ودعا في حديثه إلى تعزيز وتطوير الجهود للنهوض بهذا القطاع، قائلاً: "على الدول العربية أن تبادر بالنهوض ببعضها البعض قبل البحث عن الدّعم من الدّول الصديقة".

وأوضح معالي وزير السياحة السوداني أن إجمالي الاستثمارات السياحية في الدول العربية للعام 2012م قد بلغ 85 مليار دولار، وعلى صعيد متصل أشاد في حديثه باستكمال الاستراتيجية العربية للسياحة، واختيار معايير عاصمة السياحة العربية ووضع استراتيجية أمنية لهذا القطاع، كما أشاد بتنفيذ مملكة البحرين لبرنامج اعرف وطنك الذي ينطلق بمشاركة وفود شابة من الوطن العربي للاطلاع على التجربة السياحية ومتابعة عملياتها ومجرياتها.

وفي ختام حديثه، أعلن معالي وزير السياحة السوداني السيد محمد عبد الكريم الهد تسليم مملكة البحرين ممثلة في معالي وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئاسة المجلسّ الوزاريّ العربيّ للسياحة في دورته السادسة عشرة لهذا العام.
وقد رحبت معالي وزيرة الثّقافة البحرينيّة الشيخة مي بنت محمّد بالحضور والضيوف في اجتماعات المجلس الوزاري العربي للسياحة في دورته السادسة عشرة ومشاركتهم هذا اللقاء. وأعربت عن سعادتها باختيار المنامة عاصمة للسياحة العربيّة للعام 2013م، مبينةً: "أوجدت تلك المناسبة محفزاً لاستحداث مشاريع وفعاليات من شأنها إلقاء الضوء على قطاع السياحة في مملكة البحرين وزيادة الوعي بمقوماتها الثقافية والطبيعيّة على المستويين العالمي والمحلي".

ونوهت معالي الوزيرة إلى أن العام 2012م قد تخطى فيه نزلاء الفنادق في مملكة البحرين المليون زائر، بزيادة أكثر من 20% عن العام 2011م، حيث تشير الإحصائيات المبدئية لهذا العام أن معدلات النمو في تزايد.

وأشارت معاليها إلى أنّ أهمّ إنجازات هذا العام هو ما اقترحته مملكة البحرين بشأن تدشين يوم للسياحة العربيّة، يؤرخ للإرث العربيّ في السّفر والسياحة والضيافة، مؤكدةً أنّ هذا الأمر من شأنه زيادة إقبال المجتمعات العربيّة على الانخراط في هذا القطاع كممارسين وموظفين، وأردفت: "هكذا فقط يمكن للسياحة أن تحقّق دورها المأمول في أن تكون قاطرة للتنمية الاقتصادية".

وأشادت في حديثها بتبني منظمة السياحة العربيّة لهذه المبادرة التي تصادف الخامس والعشرين من شهر فبراير، والذي يوافق يوم ميلاد الرّحالة العربيّ ابن بطوطة، منوهةً بضرورة الاستمرار في الاحتفال بهذا اليوم وتوظيفه كمناسبة لتشجيع الشباب العربي على العمل في هذا المجال، وعلى السفر للتعرف على ثقافات وحضارات أخرى.

وخلال حديث معاليها، تقدمت بجزيل الشّكر لصاحب السمو الملكيّ الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود رئيس الهيئة العامّة للسياحة والآثار لدعمه المستمرّ لمبادرات منظمة السياحة العربيّة وما تقوم به من فعاليات من شأنها رفع شأن السياحة في المنطقة العربيّة. كما هنّأت مدينة الطائف لاختيارها عاصمة المصائف العربيّة للعام 2013م. متمنيةً بدورها لمدينة أربيل عاصمة السياحة العربيّة للعام 2014م كل التوفيق في توظيف هذه المناسبة لما فيه صالح السياحة في المنطقة العربيّة، وذلك بالتّعاون مع منظمة السياحة العربية والجهات المعنية الأخرى.
واختتمت معاليها افتتاحيّة الدورة السادسة عشرة بالقول: "فقط السياحة قادرة على أن تنأى بنا بعيدًا عن داء التّحيّز والتّعصب وعدم قبول الآخر، وتتيح لنا أن نرى في الآخر أيّاً كان دينه أو عرقه أو لونه عالماً جديداً مليئا بالفنّ والجمال والثّقافة".
أعقبت هذه الافتتاحيّة مجموعة من الجلسات المغلقة للمجلس الوزاريّ العربيّ للسياحة التي استمرّت حتّى نهاية اليوم حول العديد من البنود والمواضيع التي ناقشت تقرير الأمانة الفنّيّة للقرارات السابقة المتعلقة ببرنامج "اعرف وطنك"، قرار المجلس الاقتصاديّ والاجتماعيّ بشأن ميثاق المحافظة على التّراث العمراني في الدّول العربيّة وتفعيل إطار التّعاون بين جامعة الدّول العربيّة ودول أميركا الجنوبيّة في المجال السياحيّ. كما ناقشت بنود الاجتماع الاستراتيجيّة العربيّة للسياحة، مسابقة جائزة المجلس الوزاريّ العربيّ للسياحة للجودة السياحيّة، تعزيز الأمن السياحيّ، أسس ومعايير عاصمة السياحة العربيّة وعاصمة المصايف العربيّة وغيرها من البنود، والتي ستعلن عن توصياتها ونتائجها يوم غد.