حذيفة إبراهيم




حققت لعبة «بوكيمون جو» الأيام الماضية انتشاراً واسعاً في الأوساط العالمية ليتجاوز عدد مستخدموها الـ 30 مليون مستخدم نشط خلال الأيام الماضية أكثر من 23 مليون مستخدم منهم بالولايات المتحدة.
وأشارت إحصائيات غير رسمية إلى أن مستخدمي لعبة «بوكيمون جو» في البحرين قد يصل إلى 50 ألفاً حتى الآن، رغم عدم توافر اللعبة رسمياً على المتجر البحريني في «أبل ستور» و»جوجل بلاي».
اللعبة التي أثارت جدلاً كبيراً وواسعاً خلال الأيام الماضية، أصدرت الكويت تحذيراً من استخدامها قرب منشآت حوية، كما حذرت من استخدام اللعبة أيضاً.
وأشارت الداخلية الكويتية إلى أنه «لا تهاون بتطبيق القانون على من يصور منشآت حيوية ونحذر من لعبة بوكيمون لما لها من عواقب وخيمة».
إلى ذلك، حذرت الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات بدولة الإمارات، من استغلال عناصر إجرامية للعبة “بوكيمون غو” التي تعتمد على مشاركة الموقع الجغرافي.
وأكدت الهيئة عبر حسابها الرسمي على تويتر أمس أن اللعبة قد تساعد في اختراق خصوصية المستخدمين أو التربص بهم في أماكن نائية للاعتداء عليهم وسلب ممتلكاتهم.
وقالت الهيئة إن «بكيمون جو تسببت في العديد من حالات السطو وسرقة البيانات حول العالم، ودعت إلى التوعية المجتمعة بمخاطر اللعبة.
إلى ذلك، أبدت الحكومة المصرية رأيها ممثلة في الناطق باسم مجلس الوزراء في مصر السفير حسام الجاويش، الذي أكد إمكانية وضع الدولة لإطار تشريعي يوفر آلية تضمن من خلاله وضع قيود على البرامج التي يمكن أن تستخدم في التجسس أو التوجيه أو حروب الجيل الرابع.
وقال إن الأجهزة المعنية تتابع مثل هذه الآليات الجديدة الخاصة ببعض ألعاب الإنترنت أو غيرها، ويكون لها دور حال التحقق من استخدامها في التجسس أو خلافه، وتقوم بدورها للحد من خطورة هذه الألعاب.
كما علق الأزهر الشريف على لعبة «البوكيمون»، وقال وكيل الأزهر د.عباس شومان إن التقدم التكنولوجي والإلكتروني أفاد الناس كثيراً ويسّر عليهم كثيراً من الأمور واختزل أوقات الحصول على المعرفة والتواصل فيما بينهم حتى الأطفال والشباب وجدوا في الألعاب الإلكترونية ضالتهم في اللعب والتسلية، وإن تجاوز الأمر حده، فصرفهم في كثير من الأحوال عن دروسهم وأعمالهم المرتبطة بمستقبل حياتهم.
وأضاف كان من قمة الهوس الضار بحياة ومستقبل المغرمين بتلك الألعاب، تلك اللعبة الباحثة عن البوكيمون في الشوارع والمحال التجارية وأقسام الشرطة والمصالح الحكومية وبيوت الناس، وربما دور العبادة، حيث تجعل من الناس كالسكارى في الشوارع والطرقات وهم يتابعون شاشة الموبايل الذي يقودهم إلى مكان البوكيمون الوهمي طمعا في الحصول عليه والإمساك به.
وتابع إن كانت اللعبة قد تخدع الصغار ويصدقونها فلست أدري أين ذهبت عقول الكبار الذين يتبعون هذا الوهم حتى تصدم أحدهم سيارة وهو منهمك في التتبع غير منتبه لقدوم سيارة، ويدخل آخر قسم شرطة طالباً من الضابط التنحي جانباً للبحث عن البوكيمون الذي تظهر شاشة موبايله أنه يختبئ تحته، ولست أدري، هل سنجد بعض المخبولين يدخلون بأحذيتهم المساجد والكنائس والسجون والوحدات العسكرية للبحث عن مفقودهم، وهل سيترك الناس أعمالهم والسعي خلف أرزاقهم سعياً خلف البوكيمون أم أنهم سيستردون عقولهم.
إلى ذلك، أبدت الصين تخوفها من أن تساعد لعبة بوكيمون جو في تحديد مواقع عسكرية.
وتناقلت وكالات عالمية عن الصين، وهي ضمن الدول التي لم تطرح اللعبة بشكل رسمي حتى الآن، أن هناك مخاوف من تحولها إلى»حصان طروادة» بهدف شن هجوم من الولايات المتحدة واليابان.
وقال بيتا أورنتشي على موقع التدوين الصيني المصغر ويبو «لا تلعبوا بوكيمون جو. إنها تهدف إلى أن تتمكن الولايات المتحدة واليابان من استكشاف قواعد الصين السرية».
وتقوم نظرية المؤامرة الصينية، على أن شركة نينتندو اليابانية التي تملك جزءاً من امتياز بوكيمون وشركة جوجل الأمريكية يمكنهما اكتشاف أين تقع القواعد العسكرية الصينية من خلال تحديد الأماكن التي لا يستطيع المستخدمون الذهاب إليها لاصطياد البوكيمون، فيما تعتمد اللعبة بشكل رئيس على خدمات جوجل مثل الخرائط.
ومن جانبها، ألقيت على اللعبة في الولايات المتحدة مسؤولية عدد من حوادث السرقة لمستخدمي الهواتف المحمولة الشاردين بالإضافة لحوادث السيارات.
وطلب سناتور أمريكي من مطوري اللعبة أن يوضحوا كيف تحمي اللعبة خصوصية البيانات.
تحذيرات إلكترونية
إلى ذلك، كشفت شركة بحث أمني اسمها “RedOwl” عن أن لعبة “بوكيمون جو” تجبر المستخدمين قبل اللعب بالتسجيل بواسطة حساب جوجل وفي حال التسجيل بأي وسيلة اخرى يظهر خطأً، فيما تستطيع اللعبة وتمتلك بحسب الاتفاقية الصلاحيات للحصول على كافة المعلومات المتوافرة في الحساب.
إعلان كاذب
وتناول مستخدمون في لابحرين عبى مواقع التواصل الاجتماعي، إعلاناً يفيد بوجود رحلة للبحث عن بوكيمون انطلاقاً من مجمع الرملي في عالي، إلى أن تبين لاحقاً بأن الموضوع مجرد «خدعة» وقع ضحيتها صاحب الرقم الذي وضع في الإعلان.
وبعد التواصل مع صاحب الرقم، أكد أنه تلقى سيلاً من الاتصالات حول حقيقة الموضوع، مشيراً إلى أن العديد أبدوا الرغبة في المشاركة فعلاً في تلك الرحلة «الوهمية» والتي بلغت تكلفتها 15 ديناراً.
10 مليون تويتة
وخلال الأيام الماضية، تصدرت «الهاشتاقات» الخاصة بلعبة «بوكيمون جو» مواقع التواصل الاجتماعي، لتحصد في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وحدها أكثر من 10 ملايين تغريدة بمختلف اللغات.
أما في موقع التواصل الاجتماعي «انستغرام»، فقد تجاوز عدد من وضعوا صوراً بالهاشتاقات المختلفة للعبة «بوكيمون جو» حاجز الـ 11 مليون مشاركة، منذ انطلاق اللعبة قبل حوالي أسبوعين. واختلف المغردون بأطروحاتهم حول لعبة «بوكيمون» بين مؤيد لها، وبين معارض، إذ أكد البعض أنها ليست سوى برنامجاً للتجسس وتصوير الأماكن المحرمة، فيما قال آخرون إنها لعبة مبدعة كسرت حاجز التقليدية في الألعاب، لتصبح واحدة من أشهر اللعبات العالمية، والأقوى خلال أسرع فترة ممكنة.
وفي غضون ذلك الجدال، استخدم مواطن سوري لعبة «بوكيمون» ليسلط الضوء على الخراب الذي حل ببلاده جراء الحرب الدائرة هناك، إذ التقط صوراً للدمار في سوريا، ونشرها عبى مواقع التواصل الاجتماعي لتحظى رواجاً كبيراً بين المستخدمين لتلك المواقع.
بوكيمون جو
واللعبة تنتمي إلى ألعاب الواقع المعزز، حيث يسير اللاعبون حول أماكن في الواقع لملاحقة واصطياد شخصيات كرتونية افتراضية على شاشات هواتفهم المحمولة.
وطرحت اللعبة على أجهزة الأيفون وكذلك الأجهزة العاملة بنظام أندرويد، ولا تتطلب من المستخدم سوى تشغيل نظام تحديد المواقع في جهازه، إضافة للكاميرا وضمان اتصال جيد بالإنترنت.
وبعد تحقيق تلك المتطلبات وتشغيل اللعبة باستخدام حساب في بريد إلكتروني في موقع «جيميل» يتم تحديد المنطقة، والانطلاق إلى الشوارع ليصطاد المستخدم ما يجده من شخصيات البوكيمون، ومن يستطيع جمع أكبر عدد من الشخصيات سيحصل على نقاط جديدة.
وتشير إحصائيات إلى أنه خلال أيام فاق عدد مستخدمي التطبيق الجديد عدد مستخدمي تويتر، كما أن عدد مستخدمي «بوكيمون غو» على أنظمة أندرويد بلغ 60 في المئة بأميركا وحدها.
ويقارب معدل الوقت الذي يقضيه المستخدمون في لعبة «بوكيمون غو» 43 دقيقة يومياً، أي أكثر مما يقضونه على برنامج المحادثة الشهير واتساب «30 دقيقة» وتطبيق «سناب شات» 22 دقيقة.
وتسبب الإقبال غير المسبوق على النسخة التجريبية للعبة بمشاكل كبيرة في خوادم الشركة اليابانية المالكة للعبة والمسلسل الكرتوني الشهير «بوكيمون»، التي أعلنت أنها ستطرح اللعبة رسمياً في وقت قريب وبخوادم تتحمل الإقبال العالمي الكبير.
ويؤكد مختصون أن المشكلة تكمن فيما بعد تحميل هذا التطبيق، حيث يأتي إشعار بأنه سيستخدم المعلومات الموجودة على الحساب في غوغل، ما أشعر البعض بالخوف من انتهاك خصوصياتهم».
وإضافة إلى ذلك، فإن رحلة البحث عن شخصيات «بوكيمون غو» قد تقود المستخدم إلى أماكن خاصة بأصحابها، سواء دخول حديقة منزل آخر أو داخل سيارة بسبب وجود شخصيات بوكيمون بداخلها». ويحذر بعض أولياء الأمور من اللعبة لأنها قد تسبب مخاطر لأبنائهم؛ حيث إن الشخصيات تظهر أحياناً في مناطق خطرة مثل منتصف الطرق وفي المرتفعات وفي مواقع مشبوهة، إضافة إلى قيام البعض بالبحث عن الشخصيات باستخدام الدراجات والسيارات؛ ما قد يؤدي إلى وقوع حوادث خطرة جداً.
وارتبطت شعبية اللعبة الواسعة النطاق بسلسلة من جرائم السرقة قبل أيام، حيث يستهدف اللصوص مستخدمي اللعبة الشاردين بحثاً عن البوكيمون.
وباستخدام تقنية الضوء الإرشادي في اللعبة، يستدرج المجرمون ضحاياهم من مستخدمي اللعبة إلى مناطق نائية أو شوارع جانبية لسرقتهم وتجريدهم مما معهم من متاع.
وقال ستيف ستينغر من مركز شرطة أوفالون بولاية ميسوري الأميركية «لا يتتبعون مواقع الأشخاص فقط عن طريق هواتفهم المحمولة، ولكنهم يستهدفون الأشخاص أنفسهم أيضاً أثناء تجولهم في الشوارع وهم يحدقون في هواتفهم».
وفي وايومنغ عثرت لاعبة «بوكيمون غو» على جثة طافية فوق سطح أحد الأنهار.
وقالت شايلا ويغنز بعد عثورها على الجثة «كنت أريد الحصول على بوكيمون مائي لذا اتجهت إلى النهر للعثور عليه.. لم أعلم ماذا أفعل.. كنت مذعورة جداً واتصلت بالنجدة وطلبوا مني الانتظار في مكاني حتى تصل الشرطة». الانتشار الكبير للعبة، أنتج خلال 3 أيام فقط حوادث سيئة، فقد تداول مستخدمو مواقع_التواصل خبراً عن حصول حادث سير في ولاية أميركية، بسبب توقف شخص بطريقة فجائية على الطريق السريع، لاصطياد البوكيمون.
في حين أعلنت الشرطة الأميركية أن 4 مراهقين استخدموا لعبة بوكيمون غو لاستدراج أكثر من 10 ضحايا، وسرقتهم تحت تهديد السلاح.
200 سوق جديدة
إلى ذلك قال رئيس الشركة المطورة للعبة بوكيمون جو التي تلقى رواجاً واسعاً إنه يريد إطلاق اللعبة التابعة لشركة نينتندو في نحو 200 دولة ومنطقة «في وقت قريب نسبياً» ويعمل على تعزيز سعة الخادم ليتيح توسيع نطاق اللعبة، مشيراً «لماذا نضع لها حدوداً؟.»
وارتفعت أسهم شركة نينتندو 77 بالمئة في غضون أسبوع واحد لتصل إلى أعلى مستوياتها في ست سنوات بدعم من النجاح الذي حققته اللعبة وهو ما أضاف 15 مليار دولار إلى قيمتها السوقية.
وأحجم هانكه عن الخوض في تفاصيل بخصوص الإطار الزمني لتوسيع نطاق انتشار اللعبة، لكنه أشار إلى أن لعبة انجرس وهي أول لعبة تطورها الشركة بتقنية الواقع المعزز والتي تعتمد على نظام تحديد المواقع استغرقت شهراً أو شهرين لتصل إلى عدد من الأسواق.