حسن الستري
أوصى المنتدى العربي الأول لحقوق الإنسان المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالاضطلاع بمسؤولياتها تجاه ما يهدد الإنسان العربي من مخاطر تآمرية وتقويض حقوقه وحرياته الأساسية المكفولة وفقاً للمواثيق الدولية، فيما أكد على أن ما تقدم عليه القوى الإيرانية من تصدير لتوجهاتها وإيديولوجياتها الطائفية هو مساس بحق الشعوب الثابت في اختيار توجهاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويؤدي ذلك لتوتير الأوضاع عسكرياً وأمنياً، وبالتالي تعريض حياة الإنسان العربي للخطر.
كما أوصى المنتدى، في ختام جلساته أمس، مفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان وغيرها من الآليات الدولية إلى تقصي الحقائق واستقاء المعلومات من مصادرها الأساسية تجنباً للتأويلات والتخمينات غير الحقيقية.
وأكد المنتدى أن إقدام الحكومة الإيرانية على التدخل في شؤون المنطقة يتنافي مع مبادئ العلاقات الدولية في حسن الجوار والتعايش السلمي بين الشعوب.
وشدد على أن الإنسان العربي بطبيعته لا يمكن له أن يتمتع بحقوقه وحرياته الأساسية إلا في ظل حياة يسودها الأمن والأمان والاستقرار.
ورأى المنتدى العربي الأول أن الإنسان العربي أصبح اليوم عرضة لمؤامرات طائفية تستهدف حقه في الحياة الآمنة والمستقرة.
وندد بما تمارسه العناصر الإيرانية وعملاؤها من سياسات الفصل الطائفي والكراهية المذهبية في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن كون نتائجه هو المزيد من الفتن والصراعات والكراهية كجرائم مدانة عربياً ودولياً لا تختلف عن الفصل العنصري التي مارستها القوى الفاشية فيما سبق.
واعتبر أن ما تنتهجه السلطات الإيرانية من مؤامرات ودسائس بحق الإنسان العربي هو إرهاب دولة مدان إقليمياً ودولياً.
وثمن المنتدى العربي ما جاء في الكلمة التوجيهية لرئيس مجلس النواب أحمد بن إبراهيم الملا واعتمادها كوثيقة أساسية من وثائق المنتدى.
كما ثمن ما جاء في كلمة د.أحمد بن ثاني الهاملي رئيس الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان واعتمادها كوثيقة أساسية من وثائق المنتدى.
وأقر المنتدى اعتماد «المبادرة العربية لتعزيز الحقوق والأمن الإنساني العربي».
وأطلق المنتدى العربي الأول لحقوق الإنسان ضمن فعالياته «المبادرة العربية لتعزيز الحقوق والأمن الإنساني العربي» لوقف التدخلات الإيرانية في الوطن العربي، كحراك للمجتمع المدني العربي يهدف إلى العمل على وقف التدخلات الإيرانية في الوطن العربي القائمة على المنهج الثوري الذي تقوم عليه عقيدة النظام الإيراني وممارساته المتطرفة، وتستهدف المبادرة بشكل رئيس حالة حقوق الإنسان بالوطن العربي وما يستلزمها من أمن واستقرار بالدول العربية، والعمل على معالجة النزعات الطائفية والقضاء على بؤر التوتر والصراعات التي تستهدف التعايش السلمي والأمن الوطني والإنساني بالعالم العربي.
كما تهدف المبادرة إلى خلق حاضنة وطنية عربية غير حكومية، تسهم في تعزيز الأمن الوطني والتعايش السلمي بين مختلف الشعوب العربية وتكون بمثابة دعامة صد ضد توجهات إيران التوسعية وتمنع تدخلاتها في شؤون الشعب العربي على كافة المستويات الدينية، الثقافية، الاجتماعية، والسياسية.
وشهدت فعاليات المنتدى ثلاث جلسات رئيسة، الأولى افتتاحية تلقى فيها كلمات رئيس مجلس النواب، ورئيس الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان، والإعلان عن تدشين «المبادرة العربية لتعزيز الحقوق والأمن الإنساني العربي».
وتناقش الجلسة الثانية التهديدات الإيرانية للأمن الإنساني العربي من خلال أربعة محاور، الأول يتحدث فيه أستاذ القانون الجنائي وعضو الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان بعمان الدكتور راشد البلوشي عن «الأمن الإنساني والأمن القومي كضمانة لتعزيز الحقوق والحريات»، أما المحور الثاني يتناول فيه المفكر والأكاديمي العربي الكويتي المستشار الدكتور فهد الشليمي «التهديدات الإيرانية لأمن الإنسان العربي».
وفي المحور الثالث، عرضت الدكتورة «بينة الملحم» المستشار في الأمن الفكري، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود «الدور الإيراني في تقويض الأمن والسلام الإقليمي والعالمي «، والمحور الرابع تتحدث فيه أستاذ العلوم السياسية ورئيس مجلس أمناء المبادرة العربية للتثقيف والتنمية باليمن الدكتورة وسام باسندوة عن «دور المنظمات غير الحكومية في التصدي للتهديدات الإيرانية». أما الجلسة الثالثة فسيتم فيها تحليل ومناقشة المحاور الأربعة للجلسة الثانية، ثم إعلان توصيات ونتائج المنتدى.
كما شهد المنتدى مشاركة واسعة من أعضاء مجلس النواب ومجلس الشورى والمجالس التشريعية الخليجية، والأجهزة المعنية بالدول العربية، والهيئات المعنية بحقوق الإنسان والتنمية، والمؤسسات والمجالس واللجان والهيئات الوطنية العربية لحقوق الإنسان، والمنظمات العربية والدولية العاملة بمجال حقوق الإنسان، ومراكز البحوث والدراسات والأكاديميين والطلبة والباحثين في مجال حقوق الإنسان، وقد صاحب المنتدى الكثير من الاهتمام والتغطية الإعلامية، كما تابعته وسائل إعلام النظام الإيراني وحلفائه في المنطقة وهاجمته بشدة وطالبت بمقاطعته.