دبي - (العربية نت): ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن المحكمة الخاصة برجال الدين في مدينة قم، استدعت أحمد منتظري بسبب نشره تسجيلاً صوتياً تضمن جزءاً من لقاء والده - المرجع الشيعي الراحل آية الله حسين علي منتظري، الذي كان خليفة روح الله الخميني مرشد الثورة الأول حتى عزله عام 1988 - مع أعضاء «لجنة الموت» التي ارتكبت مجازر بإعدام عشرات الآلاف من السجناء السياسيين في صيف 1988، فيما أشعل برنامج للتلفزيون الإيراني تضمن إساءات ضد اثنين من صحابة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، موجة من الغضب العارم في أوساط السنة الإيرانيين مما دفع بنوابهم في مجلس الشورى إلى أن يقدموا عريضة احتجاج تطالب بمحاسبة المسيئين.
واتهمت محكمة رجال الدين، منتظري الذي يدير الموقع الرسمي لوالده، بـ»الكشف عن أسرار النظام»، وذلك خلال جلسة استجواب السبت الماضي، حيث تم إرجاء المحاكمة إلى بعد أسبوعين.
من جهته، قال أحمد منتظري، لموقع «زيتون» الإصلاحي، إنه مازال لديه الكثير من الوثائق سيتم نشرها في المستقبل لتنوير الرأي العام، وسط تحذيرات من المتشددين بمواجهته ومحاسبته.
وما زال نشر الشريط يثير جدلاً واسعاً في الأوساط الإيرانية، رغم أن وزارة الاستخبارات ضغطت على مكتب منتظري ونجله، حتى قام بحذف الشريط الذي اعتبرته منظمات حقوقية وثيقة دامغة لمحاكمة قادة النظام الإيراني. وتطرق آية الله منتظري حسب ما جاء في الملف الصوتي خلال لقائه بأعضاء «لجنة الموت» المسؤولين عن إعدامات 1988 إلى قضية المحاكمات غير العادلة والفعل الانتقامي من خلال الإعدامات الجماعية، وقال مخاطباً إياهم «إنكم ارتكبتم أكبر جريمة في تاريخ الجمهورية»، محذراً من أن «التاريخ سيعتبر الخميني رجلاً مجرماً ودموياً»، وهذا هو الموقف الذي أدى إلى إقالته من منصبه من قبل الخميني. كما تزامنت هذه التصريحات مع موجة الإدانات الدولية ضد إيران بسبب الإعدامات الجماعية التي نفذتها ضد العشرات من النشطاء السنة المتهمين بأعمال مسلحة ضد النظام وآخرين منهم بالدعاية ضد النظام. من ناحية أخرى، أشعل برنامج للتلفزيون الإيراني تضمن إساءات ضد اثنين من صحابة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، موجة من الغضب العارم في أوساط السنة الإيرانيين مما دفع بنوابهم في مجلس الشورى إلى أن يقدموا عريضة احتجاج تطالب بمحاسبة المسيئين.
وجاء في العريضة التي وقع عليها 20 نائباً من التكتل السني أن البرنامج تضمن إساءة متعمدة إلى الصحابيين طلحة بن عبيدالله والزبير بن العوام. وكان الممثل الكوميدي والمخرج الإيراني مهران مديري، تعرض للصحابيين باللعن والسب، في حلقة له بثت، الجمعة الماضي، على قناة «نسيم» التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون الايرانية.
ووفقا لوكالة «إيلنا» الإيرانية شبه الرسمية، فقد طالب 20 نائباً عن تكتل أهل السنة في مجلس النواب الإيراني في العريضة النيابية التي قدموها إلى رئيس مجلس النواب علي لاريجاني، بخطوات جادة وصارمة ضد منتج ومخرج البرنامج الذي أساء للصحابيين.
وطالب النواب عبر العريضة رئيس مجلس النواب بضرورة الإيعاز إلى وزير الثقافة علي جنتي بتقديم مهران مديري معد ومقدم البرنامج الكوميدي « دور هم» أي «التجمع» إلى القضاء.
من جهته انتقد البرلماني الإيراني محمد قاسم عثماني عرض البرنامج الذي يسخر من قيم أهل السنة، وقال في تصريحات أمام نواب المجلس الإيراني «للأسف إنّ أحد مقدّمي البرامج في القناة الثالثة أهان قيم أهل السنة بشكل واضح وصريح، وذلك في برنامج يتابعه عدد كبير من المواطنين». ودعا عثماني هيئة الإذاعة والتلفزيون إلى تقديم اعتذار رسمي عن عرض البرنامج الساخر من أهل السنة وقيمهم، وحذر في الوقت نفسه النواب السنة في البرلمان الإيراني من مغبة التصرفات التي من شأنها إشعال فتيل التمييز بين السنة والشيعة في البلاد»، على حد تعبيره. من جهة أخرى، وصف نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني علي مطهري، إهانة قيم أهل السنة بـ»العمل الشنيع»، داعياً هيئة الإذاعة والتلفزيون إلى إصدار بيان اعتذار رسمي في هذا الخصوص.