عواصم - (وكالات): أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم أن القوات التركية ستبقى في سوريا ما يلزم من الوقت لتطهير المنطقة الحدودية من تنظيم الدولة «داعش»، وغيره من المسلحين، بعد مقتل 11 ضابط شرطة في هجوم للمسلحين الأكراد بشاحنة ملغومة. وذكرت مصادر أن الجيش التركي استقدم تعزيزات عسكرية جديدة إلى محيط بلدة قرقميش التركية المقابلة لمدينة جرابلس السورية، بينما تسعى «وحدات حماية الشعب «وقوات سوريا الديمقراطية» للتقدم جنوب مدينة منبج، وسط تحذيرات لها من المعارضة المسلحة بوجوب الانسحاب إلى شرق الفرات. وتوعد بن علي يلديريم بالرد على منفذي الاعتداء الانتحاري بسيارة مفخخة الذي أسفر عن مقتل 11 شرطياً وإصابة 78 شخصاً هم 75 شرطياً و3 مدنيين في مدينة جيزري جنوب شرق البلاد قرب الحدود مع سوريا وتبنى المتمردون الأكراد مسؤوليته. ووقع الاعتداء في الوقت الذي كانت تركيا ترسل مجدداً دباباتها إلى الجانب الآخر من الحدود مع سوريا، في اليوم الثالث من عملياتها العسكرية في القطاع. وتبنى حزب العمال الكردستاني الاعتداء الانتحاري في بيان.
ويأتي الهجوم الانتحاري الذي استهدف مقراً للشرطة في إقليم يقع على الحدود مع سوريا والعراق بعد يومين من أول توغل عسكري كبير لتركيا في الأراضي السورية. ويستهدف التوغل طرد مسلحي «داعش» من المنطقة الحدودية ومنع المقاتلين الأكراد من السيطرة على مزيد من الأراضي. في الوقت نفسه، سعى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف خلال اجتماع بينهما في جنيف للتوصل إلى اتفاق لقتال المتشددين في سوريا. ومن شأن الاتفاق أن يمهد الطريق أمام عملية انتقال سياسي تنهي الصراع المستمر منذ 5 سنوات. وانضم إليهما لفترة وجيزة الموفد الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن التفجير في إقليم شرناق لن يؤدي إلا لزيادة عزم بلاده على قتال المتشددين في الداخل والخارج. وأعلن يلديريم أنه ما من شك في أن حزب العمال الكردستاني مسؤول عن الهجوم.
وقال يلدريم في مؤتمر صحفي في إسطنبول «منذ البداية كنا ندافع عن وحدة أراضي تركيا، نحن أيضاً ندافع عن وحدة أراضي سوريا، إن هدف هذه التنظيمات الإرهابية هو تأسيس دولة لهم في هذه الدول، لن ينجحوا في ذلك أبداً».
وأضاف «سنستمر في عملياتنا في سوريا حتى نضمن بالكامل أمن وحياة وممتلكات مواطنينا وأمن حدودنا. سنستمر حتى اقتلاع «داعش» وغيرها من العناصر الإرهابية من هناك». واستنكرت سوريا العملية التركية التي أطلق عليها اسم «درع الفرات» واعتبرتها انتهاكاً لسيادتها.
وتوغلت القوات الخاصة التركية مدعومة بدبابات ومقاتلات في الأراضي السورية دعماً لمقاتلين من المعارضة السورية - معظمهم من التركمان والعرب - مما مكنهم من السيطرة سريعاً على مدينة جرابلس الحدودية من تنظيم الدولة الأربعاء الماضي. وقال شهود إن المركبات العسكرية التركية كانت تتنقل من وإلى الأراضي السورية في الوقت الذي كانت فيه التفجيرات تدوي حول معبر قرقميش البري بينما كانت قوات الأمن التركية تحاول إزالة الألغام والمتفجرات التي خلفها مسلحو «داعش». وقالت مصادر محلية تركية إن إسماعيل متين قائد الجيش التركي الثاني المسؤول عن الحدود مع سوريا والعراق زار جرابلس أمس. ولم تظهر تركيا إشارة حتى الآن على انسحاب سريع من سوريا. وقال نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي التقى أردوغان خلال زيارة لتركيا إن الأخيرة مستعدة للبقاء في سوريا مهما استغرق ذلك من وقت لتدمير «داعش».
وقال قائد بالمعارضة السورية المسلحة التي سيطرت على جرابلس من «داعش» إن المعارضة تهدف إلى التحرك غرباً في المرحلة القادمة من عمليتها المدعومة من تركيا وهو تقدم قد يستغرق عدة أسابيع أو أشهر لإنجازه. وذكر القيادي العقيد أحمد عثمان متحدثاً من جرابلس أن الأولوية الآن هي التقدم غرباً لمسافة نحو 70 كيلومتراً إلى بلدة مارع التي كانت لفترة طويلة تمثل خطاً للمواجهة مع «داعش».
وفي تطور آخر، خرجت الدفعة الأولى من المدنيين والمقاتلين من مدينة داريا المدمرة قرب دمشق في إطار اتفاق يقضي بإخلاء مدينة طال حصارها وحافظت على رمزية خاصة لدى المعارضة السورية.
وتوصلت حكومة الرئيس بشار الأسد والفصائل المعارضة في داريا إلى اتفاق يقضي بخروج 700 مقاتل إلى إدلب شمال غرب البلاد والواقعة تحت سيطرة فصائل إسلامية و4000 من الرجال والنساء مع عائلاتهم بدءاً من الجمعة من المدينة، فضلاً عن تسليم المقاتلين لسلاحهم المتوسط والثقيل. وأكد مصدر عسكري سوري أن الدفعة الأولى تتضمن «300 مقاتل مع عائلاتهم» على أن تستكمل العملية اليوم. من جهة أخرى، اتفق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على تسريع جهود إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في مدينة حلب شمال سوريا.
وذكرت وكالة الأناضول للأنباء أن الرئيسين اتفقا خلال مكالمة هاتفية على «تسريع جهود إيصال المساعدات الإنسانية إلى حلب»، مضيفة أن أردوغان أطلع بوتين على سير العملية الحالية التي يشنها الجيش التركي شمال سوريا.