عواصم - (العربية نت، وكالات): قتل 71 شخصاً وأصيب 98 آخرون، في تفجير انتحاري استهدف أمس مركزاً للتجنيد تابع للجيش اليمني في عدن جنوب البلاد، تبناه تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، والتفجير هو الأكثر دموية في المدينة منذ استعادتها القوات الشرعية الحكومية المدعومة من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة السعودية قبل عام.
وخلال الأشهر الماضية، شهدت المدينة التي أعلنها الرئيس الشرعي المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي عاصمة مؤقتة إثر سيطرة المتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح على صنعاء في سبتمبر 2014، هجمات تبنى معظمها تنظيماً القاعدة و»داعش».
واستهدف انتحاري يقود سيارة مفخخة تجمعا لمتطوعين ينتظرون للانضمام الى الجيش، كانوا في مدرسة تستخدم كمركز تجنيد في شمال المدينة الساحلية، بحسب مسؤول في أجهزة الأمن.
وأدى التفجير إلى مقتل 71 شخصاً وإصابة 98 آخرين، بحسب ما أفادت مصادر طبية في 3 مستشفيات بعدن نقل إليها الضحايا. وأكدت المصادر أن العديد من القتلى توفوا متأثرين بجروحهم، علماً أن حصيلة التفجير كانت في تزايد متواصل. وبحسب شهود في موقع التفجير، تواجدت غالبية المجندين في الباحة الداخلية لمدرسة «السنافر»، عندما تمكن الانتحاري من التسلل بسيارته خلف شاحنة صغيرة مخصصة للتموين دخلت حرم المدرسة. وأدى عصف التفجير لانهيار سقف إحدى غرف المدرسة حيث كان عدد من المجندين. كما تسبب الانفجار باحتراق عدد من السيارات القريبة من المدرسة، وتناثر أشلاء وبقع من الدماء في محيطها. من جانبه، دان الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني «بشدة» التفجير، معتبراً في بيان أنه «جريمة إرهابية مروعة».
سياسياً، أعلنت الحكومة اليمنية ترحيبها المبدئي بالمبادرة التي أعلنها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في جدة الخميس الماضي، والمتضمنة اقتراحات لاستئناف المشاورات تشمل تشكيل حكومة وحدة وطنية. من جهته، قال المجلس السياسي الأعلى التابع للمتمردين أنه «سيتعامل بإيجابية مع أي مبادرات تقوم على أساس الوقف الشامل للعدوان ورفع الحصار الجائر على الشعب اليمني وتحقق السلام المنشود».
في الوقت ذاته، أعلنت وزارة الخارجية العراقية على موقعها الإلكتروني أن وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري اجتمع مع ممثلين عن حركة الحوثي.
وكان الحوثيون أعلنوا أمس الاول استعدادهم لاستئناف محادثات السلام مع الحكومة اليمنية بشروط.
وذكرت مصادر أن وفد الحوثي يسعى للحصول على الاعتراف بـ«المجلس السياسي الأعلى» باليمن.
وكانت مصادر برلمانية عراقية ذكرت أن وفداً من ميليشيات الحوثي سيقوم بجولة تشمل عدداً من الدول سعياً للحصول على اعتراف بما سموه «المجلس السياسي الأعلى» في اليمن، المشكل بالمناصفة مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
وكشفت المصادر أن الوفد سينتقل من بغداد إلى العاصمة اللبنانية بيروت ومن ثم سينتقل إلى العاصمة الإيرانية طهران وهي المحطة الأهم خلال جولتهم دون تحديد المدة الزمنية لتلك الجولة.
وشكل الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة صالح هذا المجلس مطلع أغسطس بهدف إدارة شؤون البلاد، في خطوة لقيت انتقاد الحكومة الشرعية والأطراف الدبلوماسية المعنية بالنزاع اليمني.
وعقد كيري الخميس الماضي في جدة اجتماعاً خماسياً مع نظيره السعودي والإماراتي، ومسؤول حكومي بريطاني، والموفد الدولي إلى اليمن. واقترح وزير الخارجية الأمريكي في ختام الاجتماع مقاربة جديدة للحل تستند إلى «مسارين أمني وسياسي يتقدمان بالتوازي لتوفير تسوية شاملة»، بما يشمل تشكيل حكومة وحدة وطنية وانسحاب المتمردين من مناطق سيطرتهم خصوصاً صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة إلى طرف ثالث. ومنذ بدء عمليات التحالف، تشهد المناطق الحدودية جنوب السعودية سقوط صواريخ وقذائف مصدرها اليمن. كما تدور أحياناً اشتباكات بين المتمردين وحرس الحدود السعودي.
وأمس، أعلنت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن استشهاد 3 أطفال وإصابة 9 أشخاص في سقوط «مقذوفات عسكرية» من اليمن.
وتصاعدت حدة المناوشات الحدودية منذ تعليق مشاورات السلام هذا الشهر. كما ازدادت عمليات القصف الجوي التي ينفذها التحالف رداً على استهداف المتمردين للمدنيين في اليمن والسعودية.