أكد رئيس الجامعة الأهلية البروفيسور منصور العالي عزم الجامعة في السنوات الخمس المقبلة في طرح برامج جديدة متميزة وشديدة التوافق مع متطلبات سوق العمل، ومواصلة الجهود الرامية إلى الارتقاء بالبحث العلمي بين الأساتذة والطلبة والتركيز على الأبحاث التي تخدم البحرين، بالإضافة إلى استخدام أرقى الطرق في التعليم والتعلم لتخرج الجامعة طلبة متميزين، مبدعين، ورواد أعمال منتجين.
وقال نسعى لإضافة برامج تعليمية جديدة وتلبية احتياجات سوق العمل، ونعد حالياً ببرنامج الماجستير في قيادة المرأة في الإدارة والمجتمع الذي سنقدم ملفه لمجلس التعليم العالي، ونعول على دعم ومساندة المجلس الأعلى للمرأة إليه، وكلنا ثقة في استعدادهم الكبير لدعم كل ما يحقق خدمة وتنمية للمرأة البحرينية.
وأشار إلى أن جهود مجلس التعليم العالي بقيادة وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي ذات أثر بالغ في تنسيق البرامج التي تقدمها مؤسسات التعليم العالي بما يمنح الخريجين تميزاً وتنوعاً يساعد على انخراطهم السلس في سوق العمل، وخلق وظائف جديدة في السوق، ومعالجة إشكالية البرامج المتشابهة المطروحة في مؤسسات التعليم العالي.
وأوضح أن قيادة الجامعة الأهلية تعمل كخلية نحل وبعزيمة قوية، لنقل الجامعة من المستوى الممتاز الذي تتمتع به اليوم وتتصدر من خلاله المشهد المحلي، إلى العالمية التي تطمح إليها، من خلال إدخال وإجراء أبحاث علمية بمستويات عالمية، وبناء شراكات استراتيجية مع الجامعات والمؤسسات التعليمية العريقة في العالم.
وبين أن الجامعة بدأت فعلاً تحقيق أهدافها وقطف بعض ثمار جهودها المتعلقة بتحقيق النقلة المنشودة نحو العالمية، باستقطاب أفواج من الطلبة الفرنسيين ضمن برنامج التبادل الطلابي الدولي مع عدد من الجامعات والمؤسسات التعليمية الفرنسية، فضلاً عن تخريجها العشرات من طلبة برنامج الدكتوراه الذي تقدمه الجامعة الأهلية بالتعاون مع جامعة برونيل لندن البريطانية للمواطنين والخليجيين والمقيمين الراغبين في استكمال دراساتهم العليا دون سفر إلى موقع الجامعة الأم في لندن، حيث تتوفر إليها في أروقة الجامعة الأهلية كل الدعم المطلوب من ناحية توفر العلماء والمرشدين الأكاديميين من أصحاب الخبرة التدريسية في أرقى جامعات العالم، فضلاً عن المصادر البحثية والعلمية وقواعد البيانات الضخمة التي توفرها مكتبة الجامعة لجميع طلبتها ومنتسبيها دون أدنى تعقيد. وهو ما أهلهم لكتابة دراسات على أعلى المستويات العلمية والبحثية، حظيت بإشادة واهتمام الكثير من المختصين والخبراء في جامعة برونيل لندن نفسها.
وأضاف أن الجامعة خرجت 10 أفواج من الطلبة، تبوأ عدد منهم أرقى المواقع القيادية في عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة، فيما انحاز آخرون إلى الاستقلال بمشاريع ومبادرات خاصة قدمت قيمة مضافة للاقتصاد وأسهمت في توفير وظائف جديدة والتقدم بعجلة الإنتاج للأمام. وقد تألق عدد من خريجي الجامعة الأهلية بإبداعاتهم وابتكاراتهم الخلاقة كالمخترعة أمينة الحواج التي فازت بعدد كبير من الجوائز العالمية وأسهمت بمخترعاتها في تطوير الخدمات العلاجية في مجال العلاج الطبيعي.
ونوه إلى أنه في يوم لا ينسى من أيام البحرين المجيدة، قام رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة فبراير الماضي بوضع حجر أساس حرم الجامعة الأهلية شاملا برعايته الكريمة الحفل الكبير الذي أقيم بهذه المناسبة، وأكد رئيس الوزراء على كامل دعم سموه للعلم والاستثمار في التعليم مشيداً بالنهضة العلمية المباركة التي تعيشها البحرين. كما أعرب سموه عن إعجابه بالصرح الحضاري للمقر الجديد للجامعة الأهلية بالمدينة الشمالية منوها سموه بأن هذا الصرح يأتي استكمالاً لمسيرة العلم والتعليم ويدعم خطط التنمية فيه بصورة حضارية مشرفة، وألقى الرئيس المؤسس للجامعة الأهلية البروفيسور عبدالله يوسف الحواج حينها كلمة بهذه المناسبة ثمن فيها الدور الريادي الذي يضطلع به سمو رئيس الوزراء في إرساء قواعد التنمية والنهضة والحضارة في بلاد العلم والحضار، رافعاً أسمى آيات الشكر والامتنان لسموه، وأكد البروفيسور الحواج في تلك الأثناء أن الجامعة الأهلية ومنذ نشأتها في 25 من مارس 2001 حققت إنجازات عديدة وتميزت في برامجها الدراسية لتصبح اليوم واحدة من أهم الجامعات المعتمدة في المنطقة، كما استطاعت رغم عمرها القصير أن تتصدر الجامعات المحلية في قوائم الجودة ومعايير الامتياز حيث أنه ما كان لتلك الإنجازات أن تتحقق ولذلك التميز أن يتجلى لولا الدعم والرعاية التي تحظى بها الجامعة من الحكومة.
ووجه كلمته إلى سمو رئيس الوزراء، قائلاً: سيدي صاحب السمو، أعليت قدر الجامعة فليزد الله قدرك علواً، وأيدت سلطان العلم فليزد الله سلطانك عزاً وتأييداً، رافعاً أسمى آيات العرفان والوفاء لمن تحققت بهم الأحلام وتجددت بهم الآمال عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، لتزدهر مملكتنا وتنعم بعطائهم الكريم، وقام سمو رئيس الوزراء بوضع حجر الأساس لمشروع حرم الجامعة الأهلية الذي سيقام بالمدينة الشمالية على مساحة 100 متر مربع ويتسع لنحو 10 آلاف طالب وطالبة بعد انتهاء مرحلته الثانية، كما سيضم مباني وفصولاً أكاديمية ومعامل ومختبرات وملاعب ومراكز بحثية وحمام سباحة أولمبي ومختبرات علمية، بالإضافة إلى قاعة للمؤتمرات ومسرح عالمي ومكتبة متنوعة عصرية، ومسجد ومساحات خضراء واسعة، تمثل 70% من المساحة الإجمالية للحرم، إلى جانب استراحات للطلبة في أماكن متعددة.
وأوضح أن التكلفة الإجمالية للحرم بمرحلتيه الأولى والثانية تبلغ نحو 45 مليون دينار بحريني، 21 مليون دينار منها للمرحلة الأولى التي يستغرق تشييدها نحو 3 سنوات، ونحو 24 مليون دينار بحريني للمرحلة الثانية ويستغرق تشييدها أيضا نحو 3 سنوات، ليكتمل بذلك الصرح النهائي لمجموعة الجامعة الأهلية بنهاية عام 2022، وكانت الجامعة الأهلية قد وقعت اتفاقية تنفيذ المخطط الرئيسي لحرمها الجديد بالمدينة الشمالية مع شركة إيكوم العالمية «AECOM»، ذات الخبرة الرائدة في تشييد الجامعات، ومن المؤمل أن يشتمل الحرم الجامعي في المرحلة الأولى منه على مرافق متعددة تفي باحتياجات طلبة الجامعة بمختلف تخصصاتهم واهتماماتهم العلمية والاجتماعية، حيث سيضم عدداً واسعاً من المختبرات والمعامل والقاعات الدراسية ووحدات دعم تكنولوجيا المعلومات المجهزة بأحدث الوسائل التعليمية والتربوية، مراعياً الاحتياجات الخاصة لطلبة وأساتذة البرامج الأكاديمية، بالإضافة إلى توفيره لمساحة تستوعب الأنشطة الاجتماعية والثقافية وغيرها من الأنشطة غير الأكاديمية، وتغطي خدمات شركة «إيكوم» ما يربو على 100 دولة حول العالم حيث يتشكل المبنى الذي ستقوم بتشييده للجامعة الأهلية من 9 طوابق، مزودة بأحدث التقنيات المعمول بها في عالم البناء، لتكون طاقته الاستيعابية في مرحلته الأولى 5 آلاف طالب وطالبة، بينما تبلغ بعد إنجاز المرحلة الثانية في سنوات لاحقة نحو 10 آلاف طالب وطالبة، كما يضم العديد من الخدمات الاجتماعية، وتملأ زواياه المساحات الخضراء وأشجار النخيل، حيث يمكن للطلبة والأساتذة أن يقضوا فيه الساعات الأكبر من أوقاتهم وممارسة مختلف أنشطتهم وهواياتهم.
وأفاد بأن الطموح الذي يمتلكه الرئيس المؤسس للجامعة الأهلية البروفيسور عبد الله الحواج في وضع الجامعة ضمن أفضل 500 جامعة على مستوى العالم. وأن تكون أيضاً ضمن أفضل 5 جامعات خاصة على مستوى المنطقة خلال السنوات المقبلة يقابله عمل متواصل في خطط استراتيجية تتم عملية مراجعتها باستمرار، فيما تستعين الجامعة لأجل تحقيق ذلك باستقطاب علماء وأساتذة على مستوى عال، اكتسبوا خبرة تدريسية وبحثية في أعرق الجامعات ومن مختلف البلدان والجنسيات، مع الحرص الشديد على جودة ونوعية البرامج الأكاديمية والبحث العلمي ومستوى التدريس، والنجاح في اجتذاب نخبة من الطلبة المتميزين أيضاً، وهو ما يساعد عليه نظام المنح الجزئية التي تقدمها الجامعة لطلبتها المتفوقين، حيث تقدم منحا جزئية تعادل 50% من الرسوم الدراسية للطلبة الحاصلين على نسبة 95% فأكثر في الثانوية العامة، ومنحا جزئية تعادل 25% من الرسوم الدراسية للطلبة الحاصلين على نسبة 90% فأكثر في الثانوية العامة، بالإضافة إلى منحا جزئية تعادل 20% فأكثر للطلبة الحاصلين على معدل 80% فأكثر في الثانوية العامة. كما تتيح الجامعة لجميع طلبتها الاستفادة من منحها الجزئية لمن يحققون معدل 3.5 فأكثر أثناء دراستهم الجامعية.
وذكر أن الجامعة الأهلية تعد أول جامعة خاصة في البحرين، إذ ينتظم فيها اليوم نحو 2500 طالب وطالبة، فيما تستعد لتخريج الفوج الحادي عشر من طلبتها في مطلع شهر نوفمبر المقبل متضمناً خريجين بدرجتي البكالوريوس والماجستير من ست كليات علمية، هي: كلية تكنولوجيا المعلومات، كلية العلوم الإدارية والمالية، كلية العلوم الطبية والصحية، وكلية الآداب والعلوم والتربية، وكلية الهندسة، وكلية الدراسات العليا والبحوث. إذ تهدف الجامعة منذ نشأتها إلى تقديم نموذج راق من التعليم ذو الجودة العالية في إطار تعزيز الدور الريادي لمملكة البحرين في مجال التعليم العالي، وكانت الجامعة قد بدأت بطرح 4 برامج أكاديمية في العام 2003، وتدرجت في التطور والتوسع حتى وصل عدد برامجها الأكاديمية إلى 12 برنامجاً لدرجة البكالوريوس و4 برامج لدرجة الماجستير وبرنامجين لمرحلة الدكتوراه بالتعاون مع جامعة برونيل لندن البريطانية، حيث ترتبط الجامعة الأهلية بتعاون وثيق مع عدد من الجامعات العريقة في المملكة المتحدة وجمهورية فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وجامعات أخرى من مختلف أنحاء العالم.