عواصم - (وكالات): قدمت المعارضة السورية أمس في لندن رؤيتها لحل سياسي في سوريا، تتضمن مرحلة تفاوض من 6 أشهر على أساس بيان جنيف، تليها مرحلة انتقالية من 18 شهراً تشكل خلالها هيئة الحكم الانتقالي دون الرئيس بشار الأسد، ثم المرحلة الثالثة للخطة والتي تمثل انتقالاً نهائياً عبر إجراء انتخابات محلية وتشريعية ورئاسية تحت إشراف الأمم المتحدة، فيما أيدت تركيا تنفيذ «عملية مشتركة» مع الولايات المتحدة لإخراج تنظيم الدولة «داعش» من معقله في الرقة شمال سوريا، بينما أعلن المتحدث باسم حركة النجباء الشيعية العراقية هاشم الموسوي أن جماعته أرسلت أكثر من ألف مقاتل آخر إلى الأجزاء الجنوبية من مدينة حلب السورية خلال اليومين الماضيين لتعزيز مواقعها. وتقاتل الحركة في صفوف القوات الحكومية السورية و«حزب الله» اللبناني وقوى إيرانية وأطراف أخرى في مواجهة المقاتلين الساعين للإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وقدمت المعارضة السورية في لندن رؤيتها لحل سياسي في سوريا.
وتلا المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب الخطة التي حملت عنوان «الإطار التنفيذي للحل السياسي وفق بيان جنيف 2102» والتي تتضمن 3 مراحل.
واوضح حجاب ان المرحلة الاولى «عبارة عن عملية تفاوضية تمتد 6 أشهر تستند الى بيان جنيف لعام 2012 يلتزم فيها طرفا التفاوض بهدنة مؤقتة». أما المرحلة الثانية فتمتد 18 شهراً و«تبدأ فور توافق طرفي التفاوض على المبادىء الأساسية للعملية الانتقالية وتوقيع اتفاق يضع المرحلة ضمن إطار دستوري جامع». ووصف حجاب المرحلة الثالثة للخطة بأنها «تمثل انتقالاً نهائياً عبر إجراء انتخابات محلية وتشريعية ورئاسية تحت إشراف الأمم المتحدة». من جانبه، دعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى عدم ارتكاب الأخطاء التي وقعت خلال حرب العراق مجدداً لدى البحث عن حل للنزاع في سوريا. وطالب جونسون برحيل الأسد مؤكداً أنه من الممكن تفادي الفوضى التي أعقبت إطاحة الرئيس العراقي صدام حسين.
من ناحيته، اعتبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن خطة المعارضة تشكل «خطوة إلى الأمام» وتقدم «رؤية لسوريا، أي ما يجب أن تكون عليه سوريا عبر إشراك الجميع».
وبعد أكثر من 5 سنوات من الفوضى في سوريا وقبل 4 أشهر من انتهاء ولاية باراك أوباما، يلهث وزير خارجيته جون كيري وراء نظيره الروسي سيرغي لافروف لانتزاع اتفاق بأي ثمن للخروج من الأزمة.
ولم يعد بالإمكان إحصاء عدد الاجتماعات في زوايا العالم الأربعة بين كيري ولافروف اللذين يحتفظان بقناة اتصال مميزة بين القوتين اللتين تشهد علاقاتهما فتوراً منذ عام 2012.
لكن لافروف وكيري سيلتقيان مجدداً في جنيف اليوم وغداً بعد اجتماعات عقدت في جنيف في 26 أغسطس الماضي ونهاية الأسبوع الماضي خلال قمة العشرين في الصين.
وفي تطور آخر، قال نائب رئيس الوزراء التركي نور الدين جانيكلي في مؤتمر صحافي إن «الرئيس رجب طيب أردوغان أبلغ باراك أوباما أن تركيا تؤيد فكرة تنفيذ عملية مشتركة»، مؤكداً تصريحات لأردوغان نقلتها وسائل الإعلام في وقت سابق.
وفي تصريحات نقلتها الصحافة التركية، قال أردوغان أنه اتفق مع نظيره الأمريكي على هامش قمة العشرين في الصين على «القيام بما هو ضروري» لانزال الهزيمة بالتنظيم المتطرف وإخراجه من الرقة التي أعلنها عاصمة لخلافته. وجاءت تصريحات أردوغان بعد أسبوعين على بدء العملية العسكرية التركية «درع الفرات» بمشاركة فصائل معارضة مدعومة من أنقرة في شمال سوريا ضد المقاتلين الأكراد وتنظيم الدولة «داعش» على حد سواء.
وأوضح جانيكلي أنه منذ بدء العملية العسكرية قتل 110 مقاتلين من «داعش» ووحدات حماية الشعب الكردية.
وأتاحت العملية تطهير منطقة تمتد 772 كلم مربعاً شمال سوريا من المتطرفين. ونهاية الأسبوع الماضي، طردت القوات التركية «داعش» من آخر مواقعه على الحدود بين تركيا وسوريا. ومع استمرار هجومها العسكري، تواصل انقرة ممارسة ضغوط على شركائها لإقامة منطقة حظر جوي شمال سوريا التي تشهد نزاعاً منذ 5 أعوام.
وقال جانيكلي إن القوات المدعومة من تركيا قد تتوغل لعمق أكبر في سوريا بعدما قامت بتأمين شريط من الأرض بطول 90 كيلومتراً على الحدود التركية. وذكر أن المقاتلين الأكراد السوريين لم ينسحبوا بشكل كامل إلى شرق نهر الفرات معبراً عن شكوى متكررة من تقدم الجماعة المدعومة من أمريكا شمال سوريا.
وبدأ عشرات المدنيين السوريين اللاجئين في تركيا بالعودة إلى مدينة جرابلس شمال سوريا بعدما طردت فصائل معارضة تدعمها أنقرة مقاتلي «داعش» منها. وأفادت مصادر بأن نحو 250 سورياً يتحدرون من منطقة جرابلس عادوا حاملين حقائب ولوازم شخصية عبر نقطة عبور حدودية قريبة من مدينة كركميش التركية.
في المقابل، قالت وزارة الخارجية الروسية إنها تشعر بقلق عميق إزاء توغل القوات التركية وقوات المعارضة السورية المدعومة من أنقرة داخل الأراضي السورية وأضافت أن هذه التحركات قد تزيد من تعقيد الوضع العسكري والسياسي في سوريا. وبدأت السلطات السورية بالإفراج عن 169 معتقلاً في إطار اتفاق مع فصائل مقاتلة لتسليم جثث 5 جنود روس قتلوا بداية أغسطس الماضي، وفق ما أفاد محامي عدد منهم.
إنسانياً، أجبرت المعارك المستمرة منذ أكثر من أسبوع في محافظة حماة وسط سوريا 100 ألف شخص على النزوح من قراهم إلى مناطق أكثر أمناً، وفق ما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.