العربية نت - أورد موقع عقاري بريطاني مختص، تقريره الشهري لأكثر الأسواق العقارية العالمية استقطاباً وجذباً للمستثمرين الأجانب، وهو التقرير الذي حافظت فيه دولة الإمارات، التي تضم مدينة دبي على موقعها ضمن الأسواق العقارية الأكثر تفضيلاً للمستثمرين الأجانب حول العالم، في التصنيف الذي تصدرته الولايات المتحدة نتيجة للأداء الجيد لعدد من مدنها مثل نيويورك وديتورويت وبعض مدن ولاية فلوريدا.
وجاء في تقرير «The Move Channel.com» أن الطلب على عقارات دبي لايزال قوياً نتيجة لاحتفاظ الإمارات بمكانتها ضمن تصنيف الموقع المتخصص لأكثر الوجهات العالمية استقطاباً للاستثمارات العقارية. واستعرض الموقع بيانات دائرة الأراضي والأملاك، والتي أشارت إلى أن البريطانيين هم ثالث أكثر المستثمرين في عقارات دبي، مع ترحيبها لعملية تصحيح الأسعار في القطاع بعد النشاط الكبير للاستثمارات العقارية فيها قبيل استضافة معرض إكسبو 2020.
وقال التقرير إن دبي أصبحت ذات حضور دائم في قائمة الأسواق العقارية الـ10 الأكثر تفضيلاً للمستثمرين الأجانب حول العالم، حيث جاءت ضمن التصنيف للمرة الخامسة خلال 7 أشهر، معززة هذه المكانة بتصنيفها ضمن أكثر الأسواق العقارية شفافية في تقرير مؤسسة «جونز لانغ لاسال» العالمية.
وتوقع التقرير أن يستعيد قطاع العقارات في دبي انتعاشه الكامل بحلول عام 2017، فضلاً عن أن الأداء الجيد للقطاع العقاري في شهر يوليو الماضي جاء مدفوعاً بالنشاط الجيد للعقارات التجارية، وارتفاع الطلب على المساحات المكتبية.
إلى ذلك أكد خبراء عقاريون أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتراجع الجنيه الإسترليني أمام العملات المقومة بالدولار ومنها الدرهم، رفعا الطلب على العقارات في لندن من قبل المستثمرين الذين يقيمون في دولة الإمارات، في ظل تراجع تكلفة العقارات مقارنة مع مدن أخرى، مشيرين إلى أن هنالك مستثمرين آخرين عوضوا تراجع اهتمام المستثمر البريطاني في السوق المحلي، ومنهم المستثمر الصيني الذي يبدي اهتماماً واضحاً في عقارات دبي والإمارات.
وقالوا إن فروق سعر الصرف بين الدرهم والجنيه الإسترليني جعلت عقارات بريطانيا أرخص للمستثمرين المقيمين في دبي، سواء من البريطانيين أو الجنسيات الأخرى، رغم أن دبي مازالت من الأسواق الأكثر انفتاحاً على المستثمرين. وأضافوا أن المستثمرين من آسيا، خاصة من الصين والهند يلعبون دوراً مهماً في عقارات دبي، وفقاً لصحيفة «الخليج».
وأكدت مديرة أبحاث في «جيه إل إل» الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أسماء الدقاق، أن المستثمر البريطاني من أهم المستثمرين في السوق العقاري في دبي ودولة الإمارات، لاسيما أن بيانات أراضي دبي أظهرت أن البريطانيين يعدون ثالث أكبر مستثمر أجنبي في دبي، مشيرة إلى أنه مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وانخفاض الجنيه الإسترليني، فإن هذا جعل عقارات بريطانيا أرخص من قبل، خاصة للمقيمين البريطانيين في الإمارات.
وأشارت إلى أن سوق دبي العقاري شهد طلباً هائلاً من المستثمرين من شرق آسيا وتحديداً الصين، ومازال الهنود يتصدرون المستثمرين الأجانب في المدينة، وتعد الصين قوة كبيرة ومؤثرة في القطاع، وهنالك طلب واضح من الشركات والأفراد، ومع تسهيل إجراءات دخول الصينيين إلى الدولة من خلال إعطائهم التأشيرات في المطارات، سنشهد طلباً كبيراً منهم. وقالت الدقاق إن القطاع السكني في دبي وصل إلى القاع من حيث التأجير والمبيعات، ومن المتوقع أن يشهد السوق تعافياً خلال العام المقبل.
ولفتت إلى أن هناك اهتماماً واضحاً من قبل المشترين الصينيين في القطاع العقاري بدبي، لاسيما أن المدينة تشهد أنشطة كبرى في الحيازة، لكن ليس في عمليات المبيعات، كما يعد الصينيون من المستثمرين المهمين في سوق التجزئة، لكن لم نرَ أي دلالات تشير إلى كونهم من المشترين الأقوياء في السوق، إلا أن الفرصة سانحة لهم.
من جانبه، قال المدير المفوض في شركة أستيكو، جون ستيفنز، إن فرق سعر الصرف بين الجنيه الإسترليني والدرهم أسهم في تقليل اهتمام المستثمرين البريطانيين إلى حد ما بدبي، بسبب تراجع الإسترليني، وبالتالي ارتفاع كلفة العقار عليهم، كما دفع ببريطانيين عدة لبيع عقارهم في دبي للاستفادة من فرق العملة، وشراء عقارات في بريطانيا بسعر أرخص.
وأوضح أنه عند ظهور هذه التغيرات نرى اهتماماً من قبل مستثمرين آخرين من دول أخرى مثل الصين التي تعمل على زيادة استثماراتها ما يقلل من الفجوة من تراجع المستثمر البريطاني، حيث سجل المستثمر الصيني نشاطاً قوياً خلال الشهور الـ12 الماضية في السوق، وبالتالي عوض تراجع البريطاني.