عواصم - (وكالات): تخوض القوات العراقية اشتباكات مع المتطرفين من تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي لليوم الثالث على التوالي داخل مدينة الموصل شمال البلاد، فيما يخاطر المدنيون بأرواحهم تحت القصف ونيران القناصة للفرار من المدينة، بينما قالت المنظمة الدولية للهجرة ان «عدد النازحين بلغ نحو 34 ألفاً منذ بدء هجوم الموصل في 17 أكتوبر الماضي».
في هذه الأثناء، قتل 25 شخصاً وأصيب العشرات في هجومين انتحاريين تبناهما التنظيم المتطرف استهدفا مدينتي تكريت وسامراء شمال بغداد.
وأبدى «داعش» مقاومة شرسة في الدفاع عن اهم آخر معاقله أمام الهجوم الذي تقوده قوات مكافحة الإرهاب على الجبهة الشرقية للمدينة في الأسبوع الثالث من أكبر عملية عسكرية يشهدها العراق منذ سنوات. وقال قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبدالغني الأسدي إن «قواتنا تواصل تطهير أحياء بينها السماح وكركوكلي والملايين وشقق الخضراء».
وسبق للتنظيم المتطرف أن خسر معاقل في العراق وسوريا خلال الأشهر الأخيرة لكن الأمر مختلف في الموصل.
وأكد الأسدي أن «المقاومة شديدة وقدم المتطرفون خسائر كبيرة».
وفي حي الانتصار جنوب شرق المدينة، خاضت الفرقة التاسعة المدرعة من الجيش معارك مع المتطرفين.
ودخلت القوات العراقية إلى شوارع الموصل للمرة الأولى الجمعة الماضي، وواجهت مقاومة شرسة غير متوقعة من المتطرفين، بحسب ما قال أحد الضباط.
وسمح هجوم القوات العراقية لبعض المدنيين بالفرار من المدينة، لكن معظم هؤلاء الذين يقدر عددهم بأكثر من مليون شخص مازالوا محاصرين في الداخل وعالقين بين المتطرفين والقوات العراقية.
وتقدمت القوات الخاصة العراقية ببطء وسط ضواحي شرق الموصل وطهرت جيوبا لمقاتلي «داعش» الذين قالت القوات إنهم كانوا يختبئون وسط المدنيين ويستهدفون الجنود بموجة من السيارات الملغومة في «أصعب حروب المدن» في العالم، وفقاً لمراقبين.
ودخلت قوات مكافحة الإرهاب الموصل وانتزعت السيطرة على 7 أحياء شرق المدينة لتصبح أول موطئ قدم في معقل تنظيم الدولة منذ انسحاب الجيش من شمال العراق قبل عامين. وتمكن بعض المدنيين الذين نجحوا بالهروب من المدينة، من الوصول إلى مخيم قرب الخازر داخل المناطق التي يسيطر عليها الأكراد.
وفيما لم تلقَ دعوات المنظمات الإنسانية لفتح ممرات آمنة للمدنيين الخارجين من الموصل صدى، ارتفعت أعداد النازحين في الأيام الأخيرة. وحذرت الأمم المتحدة من نزوح مئات الألوف من السكان من المدينة التي مازالت تضم 1.5 مليون نسمة.
وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية في بيان «استقبال 9 آلاف نازح خلال اليومين الماضيين».
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن عدد النازحين بلغ نحو 34 ألفاً منذ بدء هجوم الموصل في 17 أكتوبر الحالي.
وخاضت المنظمات الإنسانية سباقاً مع الزمن من أجل بناء مخيمات لاستيعاب النازحين. وبدا من الصعب التكهن بوتيرة سير المعارك، وخصوصاً بعد التسجيل الصوتي لزعيم تنظيم الدولة «داعش» أبوبكر البغدادي الذي دعا مقاتليه إلى الثبات والمواجهة.
ويقدر عدد المتطرفين المتواجدين في الموصل بين 3 إلى 5 آلاف مقاتل.
ويبدو أن قدرة التنظيم على الرد بهجمات برية قد تلاشت، ويلجأ إلى تنفيذ هجمات على غرار ما قام به في مدينتي كركوك والرطبة شمال وغرب بغداد.
على صعيد العنف أيضاً، قتل 25 شخصاً وأصيب أكثر من 50 آخرين، بينهم زوار إيرانيون، في هجومين انتحاريين استهدفا مدينتي تكريت وسامراء شمال بغداد، وسط أنباء عن تبني التنظيم المتطرف للعمليتين.
من جانبه، قال رئيس المجلس الأمني لحكومة كردستان العراق مسرور البارزاني إن من المتوقع أن تواجه القوات العراقية مقاومة أكثر شراسة من «داعش» في المرحلة المقبلة من معركة الموصل ومن بين ذلك الشراك الخداعية التي يمكن أن تفجر أحياء بأكملها.
وأضاف أنه حتى لو تم طرد «داعش» من معقله الرئيس في الموصل فهذا لن يكون كافيا للقضاء على التنظيم وسوف يستمر فكره المتطرف.
وذكر أن «المعركة ضد «داعش» ستكون طويلة، ليس فقط عسكرياً بل اقتصادياً وفكرياً».
وتابع أن القوات العراقية حققت تقدماً سريعاً وطهرت شرق الموصل من مقاتلي التنظيم بعد أن اخترق مقاتلو البشمركة الأكراد خطوطهم الدفاعية الأولى.