عواصم - (وكالات): أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف فصائل عربية وكردية سورية مدعومة من واشنطن، امس بدء معركة «غضبة الفرات» لتحرير الرقة، المعقل الأبرز لتنظيم الدولة «داعش» شمال سوريا، ما يزيد الضغوط على المتطرفين بعد دخول القوات العراقية إلى معقلهم في الموصل.
وحذر وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر من أن معركة الرقة لن تكون سهلة فيما قال مسؤول أمريكي رفض الكشف عن اسمه «سنسعى أولاً إلى عزل الرقة للتمهيد لهجوم محتمل على المدينة بالتحديد لتحريرها».
وفي مؤتمر صحافي عقد في مدينة عين عيسى على بعد 50 كيلومتراً شمال مدينة الرقة، قالت المتحدثة باسم الحملة التي أطلقت عليها تسمية «غضب الفرات» جيهان شيخ أحمد «نزف لكم بشرى بدء حملتنا العسكرية الكبيرة من أجل تحرير مدينة الرقة وريفها من براثن قوى الإرهاب العالمي الظلامي المتمثل بداعش».
وبدأت الحملة ميدانياً مساء أمس الأول وفق شيخ أحمد مع «تشكيل غرفة عمليات» من أجل «قيادة عملية التحرير والتنسيق بين جميع الفصائل المشاركة وجبهات القتال».
ومنذ تشكيلها في أكتوبر عام 2015، نجحت قوات سوريا الديمقراطية التي تضم نحو 30 ألف مقاتل، ثلثاهما من الأكراد، بدعم من التحالف الدولي، في طرد التنظيم المتطرف من مناطق عدة. وفي واشنطن، قال وزير الدفاع الأمريكي إن «الجهود لعزل وتحرير الرقة تعد الخطوة التالية في خطة حملة تحالفنا» مضيفا ً»كما حدث في الموصل فإن القتال لن يكون سهلاً، وأمامنا عمل صعب». ويأتي الهجوم على الرقة شمالاً بعد يومين من دخول القوات العراقية إلى مدينة الموصل، آخر معاقل المتطرفين في العراق، في إطار هجوم واسع بدأته قبل 3 أسابيع بدعم من غارات التحالف الدولي.
وأقر المتحدث العسكري باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سلو بأن «المعركة لن تكون سهلة (..) كون تنظيم داعش سيعمد للدفاع عن معقله الرئيس في سوريا، لإدراكه أن سيطرتنا على الرقة تعني نهايته في سوريا».
ويتوقع أن تهاجم قوات سوريا الديمقراطية الرقة من 3 محاور. في السياق ذاته، أفاد مصدر قيادي في القوات الكردية بـ«وصول قرابة 50 مستشاراً وخبيراً عسكرياً أمريكياً موجودين ضمن غرفة عمليات معركة الرقة لتقديم مهام استشارية والتنسيق بين القوات المقاتلة على الأرض وطائرات التحالف الدولي».
وفي تطور آخر، جددت قوات سوريا الديمقراطية التأكيد على عدم وجود أي دور تركي في الهجوم على الرقة. وقال سلو «اتفقنا بشكل نهائي مع التحالف الدولي على عدم وجود أي دور لتركيا أو للفصائل المسلحة المتعاونة معها في عملية تحرير الرقة». وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية على أنها إرهابية وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني التركي الذي يخوض عملية تمرد منذ عقود ضد السلطات التركية. وتعتبرها واشنطن أفضل قوة قتالية في سوريا. وتزامن الإعلان عن بدء معركة الرقة مع وصول رئيس أركان الجيش الأمريكي جوزف دانفورد إلى أنقرة في زيارة غير معلنة لإجراء محادثات مع نظيره التركي، حسبما أعلن الجيش. من ناحية أخرى، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن القوات المدعومة من تركيا شمال سوريا تهدف إلى طرد تنظيم الدولة جنوباً من بلدة الباب وإنها أصبحت على بعد 12 أو 13 كيلومتراً عن البلدة.
على جبهة أخرى في سوريا، أفاد المرصد السوري بمقتل 6 أطفال وإصابة 17 آخرين معظمهم من الأطفال جراء قذائف أطلقتها قوات النظام على مدينة حرستا التي تتقاسم قوات النظام والفصائل المعارضة السيطرة عليها قرب دمشق.