أكد وزير شؤون الإعلام علي الرميحي أن تلفزيون البحرين أصبح مجهزاً بأفضل التقنيات في العالم، حيث تم الانتقال وبشكل كامل إلى نظام الـ إتش دي مع توفر كافة الإمكانيات الفنية لهذا الانتقال، وأن المشاهد العادي سيلمس التطور من خلال جودة الصورة والصوت، منوها بأن هذا التغيير التقني سيتوازى مع تغيير جذري في المحتوى التلفزيوني من حيث تنوع البرامج، وأن قضايا وهموم المواطن البحريني ستكون لها الأولوية بكل صدق وشفافية، مشدداً على أنه لن تكون لدينا خطوط حمراء في ذلك إلا فيما يمس الوحدة الوطنية وعلاقتنا بأشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي، مستذكراً مقولة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء «انتقدوا ولا تسيئوا للوطن».
وأضاف، في مؤتمر صحافي عقده أمس، على هامش تدشين عدد من المشاريع الإعلامية الخاصة بتطوير تلفزيون البحرين، ومركز الأخبار ومركز الاتصال الوطني، أن الكوادر الإعلامية الوطنية في تلفزيون البحرين ستكون في صلب عملية التطوير المستقبلية، مشيراً إلى أن الوزارة قد قامت بدراسات تفصيلية للموازنات المالية المتاحة والتي من خلالها تم التوجيه لتطوير جهاز التلفزيون الوطني وإخراجه بصورة تعكس حضارة البحرين وثقافة أهلها.
وشدد على أن ما يتلقاه الإعلام الوطني في مملكة من دعم ومساندة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء يحملنا مسؤولية وطنية كبيرة تجاه الوطن والمواطن، مشيراً إلى أن وزارة الإعلام قد بدأت بالفعل في تنفيذ فلسفة أن المواطن البحريني أساس وهدف التنمية، معبراً عن فخره الكبير بالقدرات التي يمتلكها الشباب البحريني، والذين سيكونون العمود الفقري في عملية التطوير المستمر في القطاعات الإعلامية المختلفة، وخصوصاً قطاع التلفزيون. وبين أنه لا يمكن الحديث عن إستراتيجيات إعلامية طويلة المدى، حيث أكدت الدراسات الحديثة أن هناك ضرورة لتغيير تلك الإستراتيجيات كل عام أو خلال أشهر في ظل عالم متسارع ومتغير، وبالتالي فلا يمكننا مواكبة هذا التطور إلا بقدرات شبابنا وإمكانياتنا الذاتية، مع الحرص على أن يشمل التطوير كافة الأجهزة الإعلامية.
وفي رد الوزير على مدى قدرة التلفزيون على خلق نجوم إعلام من الشباب البحريني على المستوى المحلي والخليجي، أكد الحرص الشديد الذي توليه الوزارة لهذا الأمر، حيث يقوم بعقد اجتماعات دائمة مع مقدمي البرامج دون حضور مديريهم، ليؤكد لهم حرصه الشخصي، وحرص الوزارة ككل على تقديم كل الدعم والمساندة لخلق وجوه إعلامية وطنية شابة تلقى القبول محلياً وخارجياً، مؤكداً أن شرف الدفاع عن البحرين لا يدانيه شرف، وهذا الشرف قد أوكل إلى الشباب البحريني القادر على حمل رسالة هذا الوطن.
وعن الهوية الجديدة لتلفزيون البحرين، وهل سيكتفى بالمحلية أم أن هناك خططاً وبرامج لإطلاقه عربياً وعالمياً، أشار إلى أن عملية منافسة القنوات المتخصصة سواء أكانت سياسية أو اقتصادية أو رياضية غير مجدية على الإطلاق، ولكننا نتطلع إلى الأهم من ذلك في أن يكون التلفزيون الوطني هو المرآة الحقيقة التي تعكس صورة المواطن البحريني والنافذة التي ستطل منها البحرين على الخليج والعالم منوهاً أنه ورغم تركيزنا على الجوانب المحلية، إلا أن هناك برامج مختلفة ستتناول الشأن الخليجي والعربي والعالمي أيضاً.
وأوضح أن المبالغ التي تم إنفاقها في عملية التطوير الحالية هي ضمن الميزانية المخصصة لوزارة الإعلام، ودون طلب أية مخصصات إضافة، مضيفاً أننا عملنا على إعادة توجيه تلك المبالغ بشكل رشيد وفعال.
وعن الآلية التي يمكن أن يتبعها تلفزيون البحرين في إعادة المواطن البحريني إلى التلفزيون الوطني، أوضح الوزير أن الوزارة ستعتمد على المضمون والمحتوى، والذي سيكون التحدي الأكبر والأكبر لإدارة التلفزيون، حيث التركيز على نبض الشارع البحريني، ونحن قبلنا بهذا التحدي لأننا نؤمن أننا جهاز وطني قادر على عكس هموم الشارع بكل شفافية. ونوه الوزير إلى خطأ الاعتقاد بضرورة اشتمال المحتوى التلفزيوني على ما يتم تداوله بين الناس في وسائل التواصل الاجتماعي، موضحاً أن للتلفزيون الرسمي مهمة أكبر من ذلك؛ وهو أن يكون انعكاساً لصورة المواطن البحريني المثقف الواعي المتسامح، وليس بعض الصور السلبية التي قد يتم تداولها في الوسائل المختلفة، حيث أن الشعب البحرين كان ولا يزال مضرباً للمثل في دول الخليج بأنه شعب واع مثقف وصاحب صوت منطقي مقنع.
وعن الخطط والآليات لإعادة المشاهد البحريني إلى تلفزيونه الوطني، والضمانة بعدم تحول التلفزيون لجهاز للعلاقات العامة للحكومة، أوضح الوزير أنه من المستحيل على أية وسيلة إعلامية حول العالم أن تلبي رغبات الجميع، مشيراً إلى أن هناك ما يزيد عن 1200 قناة ناطقة باللغة العربية، وهو ما سيضعنا في وضع صعب لجذب المشاهدين، سواء على النطاق المحلي أو الخارجي، إلى جانب وجود تقنيات حديثة على الهواتف الذكية ستكون لها القدرة على الوصول للمشاهدين بشكل أسرع وأسهل.
وأضاف الوزير أنه ورغم كل ذلك فقد قبلنا التحدي، وهدفنا استقطاب الجمهور البحريني من خلال طرح القضايا المحلية، منوهاً أن الخليج هو عمقنا الإستراتيجي ولذلك سيكون حاضراً على شاشتنا الوطنية، حيث أننا مستهدفون في عروبتنا وإسلامنا وخليجنا.
وأشار إلى أن القضايا المحلية ستكون دائماً موجودة على شاشة تلفزيون البحرين، وسيتم إعطاء الفرصة للجميع لطرح قضاياهم ووجهات نظرهم ومناقشة جميع الأمور التي تهم الوطن والمواطن، وقمنا بالتنسيق مع مختلف المؤسسات الحكومية لتفعيل قنوات التواصل مع وسائل الإعلام وخصوصاً التلفزيون، لتسويق إنجازاتهم والرد على كل ما يمكن أن ينشر من أخبار، على اعتبار أن عدم الرد سيكون له عواقب سلبية على المؤسسات الحكومية. وأضاف أنه قد تم التوجيه للتواصل مع مختلف شرائح المجتمع ومعرفة آرائهم والقضايا التي يرغبون في طرحها عبر وسائل الإعلام، مشيراً إلى أن حق النقد الموضوعي متاح للجميع، وبما في ذلك وزارة الإعلام والمؤسسات التابعة لها، وأن النقد البناء الوطني الهادف هو ما نسعى إليه للوصول إلى إعلام حقيقي معبر عن قضايا المجتمع.
وعن إمكانية إضافة قنوات متخصصة جديدة في تلفزيون البحرين مثل القنوات الاقتصادية، أوضح الوزير أن البحرين تملك قناة رياضية متخصصة تستحوذ على 70% من النقل المباشر، مضيفاً أننا ننسق مع الاتحادات الرياضية المختلفة واللجنة الأولمبية لتخفيض عدد ساعات البث المباشر والاستعاضة عن ذلك بتفعيل الإستديو التحليلي في القناة الرياضية وفتح إستديوهات تحليلية في مواقع إقامة المباريات.
وبشأن الأخبار الاقتصادية بين الوزير أن لدينا نشرة اقتصادية لكنها لا تلبي طموحاتنا، فالبحرين مركز مالي عالمي متميز ولكن الإعلام المحلي لا يعكس ذلك، والمطلوب منا في المرحلة المقبلة إعلام يبرز الحجم الحقيقي لمملكة البحرين في المجال الاقتصادي والمالي، موضحاً أن هناك تنسيقاً مع مختلف الجهات ذات العلاقة مثل مجلس التنمية الاقتصادي وبورصة البحرين ووزارة الصناعة والتجارة لبث برامج تناقش الجوانب الاقتصادية المختلفة، إضافة إلى أن هناك تغييراً جذرياً سيطرأ على النشرة الاقتصادية اليومية لتعكس واقع الحال الحقيقي للاقتصاد الوطني.
وقال إن التلفزيون قد أنهى تسجيل خمس حلقات من برنامج المختصر، حيث تم استضافة خمسة وزراء تمت مناقشتهم في مختلف القضايا التي تخص وزاراتهم، مشيراً إلى أن هذا البرنامج سيستضيف بعض الوزراء من كل المؤسسات الحكومية للتعريف بنفسها ومناقشة قضايا المواطنين. وبشأن الوصول إلى العالمية، أوضح الوزير أن قناة بحرين أنترناشيونال ستقوم بسواعد وكفاءات شابة بحرينية بالتعاون مع بعض المقيمين، ولتكون صوت البحرين للعالم. وفي ما يتعلق بالناحية التقنية أوضح الرميحي أنه بإمكان المشاهد في أية بقعة على الأرض أن يلتقط بث قنوات تلفزيون البحرين من خلال التقنيات الحديثة، منوهاً بأن المنافسة العالمية ليست بمستحيلة على كوادرنا الوطنية والأهم هو التركيز على هويتنا الوطنية المحلية والتي من خلالها يمكننا الوصول للعالمية. وعن كيفية قياس نسبة المشاهدين لتلفزيون البحرين، أشار الوزير إلى أن ما يتم عرضه كأرقام عن نسب المشاهدة في بعض القنوات ليس دقيقاً أو علمياً، لأن أغلب العالم العربي لا يزال يستخدم أطباق الاستقبال والتي لا يمكن من خلالها قياس نسب المشاهدة بدقة، بعكس ما يجري في أوروبا وأمريكا حيث استخدام الـ»كيبل».
وأشار إلى أن الإعلام الإلكتروني في وزارة الإعلام سيتولى مسألة قياس نسبة المشاهدين من خلال إحصاء عدد المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مثل يوتيوب وغيره، ومن خلال هذه الأرقام يمكننا معرفة عدد مشاهدينا بدقة أكبر.
وبشأن الإجراءات الإدارية التي اتخذتها وزارة الإعلام بشأن الموظفين المؤقتين، أوضح الوزير أنه تم وضع حل لهذا الأمر بالتعاون مع ديوان الخدمة المدنية، حيث تم تسكين 648 وظيفة، وهو ما نسبته 90% من العدد الإجمالي للموظفين المؤقتين، أما النسبة الباقية فلم يتم تسكينها لعدم توافق التخصص العلمي مع الوظيفة العملية، مؤكداً أنه سيتم الانتهاء من هذا الأمر قريباً، حيث أن توجيهات القيادة السياسية الرشيدة تؤكد أن للمواطن البحريني الأولوية ولذلك فلن يخسر أي بحريني وظيفته، ولكننا نعمل لإيجاد حل قريب لهم. وبشأن استعانة التلفزيون ببعض شركات الإنتاج من القطاع الخاص، أوضح الوزير أن الاعتماد الأساسي في المرحلة المقبلة سيكون على الشباب البحريني، مؤكداً إيمانه الشديد بقدرة الشاب البحريني على الإبداع والتميز في كل المجالات. وأشار إلى أنه تم التعاون مع 15 شركة إنتاج بحريني، بعضها يديرها شباب، وذلك من أجل تشجيعهم، مشيراً إلى أهمية مساهمة القطاع الخاص البحريني في القيام بدوره الوطني في دعم الإعلام والإبداع.
وكان الوزير قام بجولة داخل الوزارة برفقة رؤساء تحرير الصحف المحلية والصحافيين للتعريف بالمرافق الإعلامية الجديدة، وللوقوف على ما أنجزته الوزارة في عملية التحديث والتطوير.