عواصم - (وكالات): أعطى الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، توجيهاته إلى الجيش بالتصدي لخروقات الهدنة الإنسانية، بينما واصلت ميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح خرقها للهدنة في اليمن لليوم الثاني على التوالي، والتي أعلنها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة السعودية، بينما أكد التحالف أنه لن يمدد الهدنة اليوم في حال استمرت «الانتهاكات» من جانب المتمردين، والتي بلغت نحو 185 مرة خلال 24 ساعة، في حين اعترضت الدفاعات الجوية التابعة لقوات التحالف، فجر أمس، 3 صواريخ باليستية في سماء مأرب أطلقتها ميليشيات الحوثي وقوات صالح. ويواصل الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز جنوب غرب البلاد، تصديهما لتحركات الميليشيات وخروقاتها المتواصلة للهدنة. وأفادت مصادر بوصول تعزيزات عسكرية كبيرة للانقلابيين إلى محيط مدينة تعز. وذكرت أن التعزيزات وصلت إلى الجبهة الشرقية والشمالية للمدينة، إضافة إلى أخرى وصلت منطقة الأحكوم جنوبها. من جانبه، أعلن مستشار وزير الدفاع السعودي والمتحدث باسم قوات التحالف اللواء الركن أحمد عسيري أن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح خرقت الهدنة أكثر من 30 مرة على الحدود السعودية، و155 مرة في الداخل.
وأوضح أن أكثر الخروقات للهدنة كانت في تعز، مشيراً إلى أن الميليشيات حاولت إطلاق صواريخ باليستية على مأرب. وذكر أن الميليشيات لم تستجب لإرسال ممثليها إلى ظهران الجنوب.
وشدد على أن أي خروقات ستقابل بالرد، قائلاً «سنواصل دعم الجيش الوطني لفك الحصار عن تعز».
في السياق ذاته، أوضح المركز الإعلامي للجيش الوطني أنه سجل مئات الخروقات للهدنة من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع منذ بدء سريانها منتصف نهار أمس الأول، مشيراً إلى أن الخروقات توزعت في محافظات مأرب والبيضاء، إضافة إلى تعز التي عمدت الميليشيات إلى الدفاع بمزيد من التعزيزات العسكرية نحوها
وكان التحالف العربي أعلن وقف إطلاق النار في اليمن بدءاً من الساعة 12 ظهر أمس الأول بالتوقيت المحلي، لمدة 48 ساعة، تمدد تلقائياً في حال التزام الميليشيات. وتتضمن الهدنة السماح بدخول المساعدات إلى المناطق المحاصرة في اليمن، وحضور ممثلي الطرف الانقلابي لجنة التهدئة بظهران الجنوب.
وسئل عسيري عما إذا كان التحالف يعتزم تمديد الهدنة، فقال «إذا كان هناك وقف كامل للانتهاكات من جانب المتمردين سيكون هناك تمديد. إذا لم يتوقفوا فسيكون هناك انتهاك مباشر لشروط وقف إطلاق النار». وقد أعطى الرئيس اليمني توجيهاته إلى الجيش بالتصدي لخروقات الهدنة الإنسانية.
وجاءت تعليمات هادي خلال اتصال هاتفي أجراه مع قائد المنطقة العسكرية الخامسة غرب اليمن، اللواء توفيق القيز، للوقوف على المستجدات الميدانية وسير المعارك التي يخوضها الجيش ضد ميليشيات الحوثي وحلفائهم.
وأوضح هادي أن هناك مراقبة واستطلاعاً جوياً على مدار الساعة في أجواء اليمن لمراقبة تحركات وخروقات الانقلابيين ورصدها والتعامل معها بحسم كما ينبغي.
من جانبها، اعتبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» أن الهدنة «توفر أملاً جديداً في وضع تتزايد كارثيته بالنسبة إلى الأطفال». وأشار المدير التنفيذي للمنظمة أنطوني لايك، إلى أن النزاع في اليمن أدى إلى مقتل أكثر من ألف طفل وحرم الملايين من العناية الأساسية، وجعلهم يواجهون خطر الموت.
إلى ذلك، أشار لايك إلى أن 1.5 مليون طفل يعانون سوء تغذية حاداً في ظل تراجع كميات المياه والغذاء المتوافرة، مع تزايد في حالات الكوليرا والحصبة.