دبي - شهد سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي افتتاح فعاليات «قمة المعرفة 2016» التي تقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
وتنظم القمة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم - العضو في مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية - بتوجيهات سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس المؤسَّسة للعام الثالث على التوالي تحت شعار «المعرفة.. الحاضر والمستقبل»، وتشهد حضور ومشاركة نخبة من المبدعين والعقول المفكرة والخبراء والمعنيين بصناعة المعرفة والمستقبل.
وحضر الجلسة الافتتاحية للقمة سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس المؤسسة، ووزير الطاقة سهيل المزروعي، وزير الدولة لشؤون الدفاع حمد البواردي، وزير الدولة للتعليم العالي أحمد الفلاسي، وزير التربية والتعليم حسين الحمادي، وزير البنية التحتية عبدالله النعيمي، وزيرة دولة للتعليم العالي جميلة المهيري، وسلطان الجابر وزير دولة، وعدد من كبار الشخصيات والوزراء من خارج الدولة.
وقال العضو المنتدب لمؤسسة «محمد بن راشد آل مكتوم» جمال بن حويرب في كلمته الافتتاحية: إن قمة المعرفة في عامها الثالث تشكل منصة معرفية بارزة تجمع تحت مظلتها المتميزين على مستوى العالم، للنقاش وتبادل الخبرات وطرح الرؤى والأفكار واستعراض أفضل الممارسات، لتمكين المجتمعات من المضي قدماً في مسيرة التنمية المستدامة والمساهمة في تعزيز رفاهية ورخاء الشعوب».
وأضاف «أدركت دولة الإمارات متمثلة بقيادتها مبكراً، أهمية المعرفة والقراءة لبناء مجتمعات مستدامة قادرة على إنتاج ونشر وتوطين المعرفة، فعملت على إطلاق الخطط الاستراتيجية لتحقيق هذه التطلعات، والوصول بالإمارات إلى مكانتها الريادية في تطبيق المبادرات النوعية لتعزيز مكانتها مركزاًعالمياً للمعرفة والثقافة».
وأوضح بن حويرب: «عززت قيادة دولة الإمارات من دعمها لأهمية المعرفة والقراءة من خلال إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة العام 2016 عاماً للقراءة، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للقراءة 2026، والتي تضمنت 30 مبادرة وطنية، إلى جانب إصدار صاحب السمو رئيس الدولة أول قانون من نوعه للقراءة، والذي يضع أطراً تشريعية وبرامج تنفيذية لترسيخ واستدامة القراءة».
وبين أن إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لمشروع «تحدي القراءة العربي» جاء ليكلل مسيرة الإنجازات في مجال المعرفة، ولتحقق المبادرة نتائج باهرة في انطلاقتها الأولى، وتثبت بجدارة أن أمتنا أمةٌ تقرأ وتتعطش كل يوم إلى اكتساب المزيد من المعرفة.
وشارك في التحدي أكثر من 3.5 ملايين طالب وطالبة من 54 جنسية، وما يزيد على160 ألف طالب من 828 مدرسة في الإمارات، والذين أتموا قراءة 5 ملايين كتاب خلال عام دراسي واحد.
وأشار بن حويرب إلى أن اعتماد هذا النوع من المبادرات الخلاقة التي تؤثر بشكل كبير في عملية صناعة المعرفة وبناء مجتمعات قائمة عليها، يتطلب وجود وعي حقيقي لدور عمليات استشراف المستقبل في رسم صورة واضحة لدى صنَّاع القرار عن آليات وأدوات تنمية المجتمعات، وتعرُّف أساليب تحسين صناعة المعرفة، وتسخير التكنولوجيا الحديثة بأشكالها كافة، لخدمة الشعوب وإسعادها، وهو الأمر الذي حرصت قيادة الإمارات على الاستفادة منه، فوضعت «استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل» التي تهدف إلى السعي نحو المستقبل وليس انتظاره، فوضعت الخطط الاستباقية لمواجهة تحدياته والاستفادة من الفرص التي سيقدمها على كافة المستويات، لتحقيق الازدهار لمجتمعنا والرفاهية لشعبنا.
وقال بن حويرب: «لا شك أن المعرفة ليست بمنأى عن هذه الاستراتيجية، فاستشراف مستقبل المعرفة سيسهم بشكل مؤكد في دفع عجلة صناعتها وإنتاجها في منطقتنا العربية».
وأضاف أن القمة هذا العام تأتي بمبادرة جديدة من نوعها، هي ثمرة جهود طويلة ومتعمقة بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وهي «مؤشر القراءة العربي»، الذي يعد من المبادرات الهامة والهادفة إلى قياس الوضع العربي على خريطة القراءة ومستويات التنمية الثقافية في المنطقة، إلى جانب مواكبة مبادرات المعرفة في المنطقة العربية، وتعرُّف مدى تأثيرها في المجتمعات.
وذكر أنه استكمالاً لما أطلقته قمة المعرفة منذ بدايتها من مشاريع معرفية، ستستعرض دورة هذا العام تحديثات «مؤشر المعرفة العربي» الذي يشكل أداة علمية متخصصة لرصد واقع المعرفة في الوطن العربي، مع مراعاة خصوصيات كل دولة.
كما يزود صناع القرار والخبراء والباحثين بمعلومات دقيقة؛ لدعمهم في رسم الخطط والسياسات السليمة للتنمية، بعد أن اجتاز مراحل عدة للتقييم والمراجعات خلال الفترة الماضية، وتمَّ التحقق من بياناته وفقاً للمنظمات العالمية المتخصصة في هذا المجال، بهدف التأكيد على مصداقيته ومواكبته للمعايير العالمية.
فيما أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمة متلفزة، أن المعرفة مطلب أساسي للاستعداد للمستقبل وخاصة لدى فئة الشباب لتوظيف قدراتهم في دعم المعرفة.
في حين قالت صوفيا دي كاين «يمتدّ عمر الشراكة الوثيقة بين المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم ما يقارب 10 سنوات في خدمة المعرفة».
وأضافت «أن هذه الشراكة التي استلهمت انطلاقتها من توصيات تقارير التنمية الإنسانية العربية الصادرة عن البرنامج في عامي 2002 و2003، أثمرت حتى اليوم عدداً من الأدبيات والمبادرات المتميزة مثل التقارير الإقليمية التي تقدم قراءة تحليلية موضوعية لمسائل حيوية تتعلق بالتعليم والمعرفة والتنمية».
وأردفت «لعل أبرز هذه الثمرات هي مبادرة مؤشر المعرفة العربي، المؤشر الرائد في تقييم مختلف جوانب المعرفة في سياق التنمية في الدول العربية، والمنصة الرقمية الإلكترونية «المعرفة للجميع» التي تتوافر أيضاً عبر تطبيق للهاتف المحمول. ويضاف اليوم إلى سجل هذه الإنجازات مؤشر القراءة العربي، والنسخة الثانية والمحدثة من مؤشر المعرفة العربي.
وتابعت كاين: «ساهمت هذه الجهود بتنوعها وموضوعيتها في الدفع قدماً نحو العمل على إصلاح القطاع التعليمي والسياقات المعرفية في مختلف أنحاء المنطقة العربية، وهي أولوية تكتسب باستمرار مزيداً من الأهمية في مواجهة التحديات المصيرية التي تشهدها المنطقة».
رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق وضيف الشرف للقمة توني آبوت، أكد أن دبي تحولت إلى معجزة من معجزات العالم الحديث، وما حققته الإمارات العربية المتحدة من تطور ونهضة يعد مثالاً يحتذى به في المنطقة في التعايش والانسجام بين كافة الأعراق والجنسيات.
وأضاف أن القمة دليل على أن السلام والازدهار هما ما تطمح إليهما البشرية،التي تمثل إنسانيتنا حيث نتطلع جميعاً إلى ما يوحدنا ويبني جسور التواصل بين الشعوب.
واستعرض مدير عام قناة العربية تركي الدخيل خلال الجلسة أبرز نتائج مؤشر القراءة، حيث أكد أن الأرقام المتوافرة حالياً عن القراءة في العالم العربي تفتقر إلى الصحة وغير مبنية على دراسات موثقة.
وأوضح أن مؤشر القراءة العربي تم بناؤه على استبيان أجري على الطلاب وغير الطلاب من المواطنين العرب؛ لمعرفة وضع القراءة، كما تمَّ عمل مسح للمبادرات الموجودة والمتعلقة بالقراءة مثل مبادرة تحدي القراءة وهي الأكبر في التاريخ المعاصر، والتي يتوقع أن يكون لها تأثير في نتائج مؤشر القراءة.
وأضاف الدخيل «كان المخطط مشاركة حوالي 20 ألف شخص في الاستبيان، ولكن شارك فيه حوالي 148 ألف مواطن عربي من كل الدول العربية، ويعتبر الأضخم على مستوى العالم».
وأوضح أن المؤشر قدم ثروة من البيانات لا تخبرنا فقط عن عدد الدقائق والكتب، وأيضاً عمَّا يقرأ العرب، وكيف، وبأي لغة. إلى جانب رأيهم في مدى توافر بيئات تشجع على القراءة في المنزل والمؤسسات التعليمية والمجتمع.
ولفت الدخيل إلى أن المتوسط العربي لعدد ساعات القراءة سنوياً 35 ساعة تقريباً، 15 ساعة قراءة للمجالات ذات الصلة بالدراسة أو العمل و 20 ساعة خارج الدراسة أو العمل، أما المتوسط العربي لعدد الكتب المقروءة سنوياً فهو 16 كتاباً، منها 7 كتب تقريباًذات صلة بالدراسة أو العمل، و 9 ساعات خارج الدراسة أو العمل، كما تتفوق القراءة الإلكترونية على القراءة الورقية.
وتعد الروايات ثم المجلات المتخصصة ثم الصحف والقصص المصورة أهم نوعية الكتب التي تقرأ. أما إلكترونياً فالاهتمام الأول ينصب على القراءة على الشبكات الاجتماعية ثم الإخبارية ثم الكتب الإلكترونية ثم المدونات والشبكات المهنية.
ويتضمن جدول أعمال القمَّة حورات مفتوحة حول محاربة التطرُّف الفكري، وأخرى حول مستقبل الشباب بمشاركة عدد من سفراء الشباب العرب، إلى جانب استضافة العلماء والخبراء في جلسات تتناول مستقبل التعليم، وصحة الإنسان، واستعراض التقنيات المتطورة في علم الوراثة، والروبوتات وتكنولوجيا النانو وغيرها.
كما سيتم التطرق إلى دور الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرهما في الأفراد، وتوجيه سلوكهم واهتماماتهم والمقارنة بين الإعلام التقليدي والإلكتروني.
كما يتم خلال القمة تنظيم سلسلة ورش عمل ودورات تدريبية متخصصة، يقدمها نخبة من المختصين والخبراء في مجالات الابتكار واستشراف المستقبل والقيادة، تهدف إلى بناء قدرات المشاركين في مجالات حيوية، تسهم في تطوير بيئات العمل، وتحقيق السعادة للموظفين، وتأسيس أجيال قيادية مبتكرة من المسؤولين والأفراد، قادرة على استشراف المستقبل وفق أفضل السبل العلمية والعملية.