السفير د. عبدالله بن عبدالملك آل الشيخ*


القمة الخليجية المرتقبة إن شاء الله والتي سوف تعقد في مملكة البحرين الشقيقة سوف تسلط الأضواء على التغيرات الإقليمية والعالمية من عدة جوانب الاقتصادي منها والأمني والتنموي في ضل انخفاض أسعار البترول العالمية وتداعيات الركود الاقتصادي الذي يحاول إنهاك ميزانيات دول المنطقة والبحث عن بديل النفط فكانت رؤيا 2030 التي بداتها المملكة العربية السعودية لتنويع مصادر الدخل وتحسين المعيشة للمواطن أولاً من تدعيم البنية التحتية والتنمية الناجحة التي تنعكس إيجاباً على حياة شعوب المنطقة ويأتي الجانب الأمني في مقدمة هذه الأولويات في مكافحة الإرهاب والتطرف والأطماع الخارجية وبذلك أبرمت الاتفاقيات الخليجية الأمنية مع عدة دول عظمى لها ثقلها الإقليمي والعالمي، فدول الخليج في تحديات جوهرية أخطار تحيط بها من كال جانب وسوف يتم اتخاذ قرارات داعمة للقرارات السابقة من رؤساء دول الخليج في مؤتمر القمة الـ37 الذين يسعون دائماً لتوحيد الصف والكلمة في سبيل الاستقرار الأمني والمالي وقد بدأت نتائج القمم السابقة تؤتي ثمارها على المدى البعيد بسبب حكمة وحنكة حكامها الذين بذلوا الغالي والنفيس لشعوبهم في الحفاظ على أمنهم واستقرارهم وتذليل الصعاب لهم حتى أصبحنا ولله الحمد في مصاف الدول المتقدمة ذات الصيت العالمي المؤثر في المحافل الدولية.
وقد أولت قيادة المملكة العربية السعودية جل اهتمامها بالشأن الخليجي وعملت بكل صدق ومحبة واخلاص على تحقيق ما فيه خير شعوب المنطقة وأمنها واستقرارها. فمنذ القمة التأسيسية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة برزت مواقف المملكة العربية السعودية بالفعل قبل القول في دعم العمل الخليجي والنهوض به على المستويين الداخلي والخارجي. وتجلى اهتمام القيادة السعودية بمجلس التعاون الخليجي منذ تلك القمة، منذ عهد المغفور له بإذن الله تعالى جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله عما يحمله من رؤية ثاقبة تجاه إنشاء هذا الكيان حيث أكد رحمه الله أن مجلس التعاون الخليجي سيصل إلى تقنين التفاهم الودي وجعله عملاً منظماً تسير عليه معاملات المنطقة بيسر ومحبه لترجمة رغبة شعوبها وأهلها التي عاشت على الأخوة والوئام. ولا ننسى دور المغفور له بإذن الله تعالى الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله بدوره المهم في هذا المجال لما قدمه من عطاء ورعاية للمجلس منذ نشأته ثم انطلاقته، يشد من عضد أخيه الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله بحكمته الثاقبة وبعد نظره من دعم السير بالمجلس نحو القمة متجاوزاً كل الصعوبات التي تقف في طريقه ساعياً مع اخوانه قادة دول المجلس إلى بلوغ الهدف المنشود. ويأتي من بعدهما أخوهما المغفور له بإذن الله تعالي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله الذي لم تغب القضايا العربية والإسلامية عن ذهنه وهو يخاطب قادة دول مجلس التعاون في أي قمة من القمم الخليجية فهي كانت حاضرة دائمة في خطاباته ولها نفس الاهتمام منه شأنها شأن القضايا الخليجية فكان ينادي دائماً بالوحدة العربية وحل الخلافات بينها ونبذ الفرقة ووحدة الصف العربي لمواجهة التحديات والأخطار التي تحيط بالأمتين العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية لإيجاد حل عادل لإحلال السلام في المنطقة والعالم أجمع
وتأتي رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه والتي أقرها إخوانه قادة دول المجلس إلى تسريع وتيرة التعاون وخطوات الترابط الأمني والعسكري المؤدية إلى استكمال منظومتي الأمن والدفاع بين دول المجلس، بما يشكل سداً منيعاً أمام التحديات الخارجية التي تواجه دول المجلس والمنطقة. و تعزيز المكانة الدولية لمجلس التعاون ودوره في القضايا الإقليمية والدولية، وإنجاز الشراكات الاستراتيجية والاقتصادية التي تعود بالنفع على مواطني دول المجلس، وعلى المنطقة. ما تهدف الرؤية السامية إلى تعزيز المكانة الدولية لمجلس التعاون ودوره في القضايا الإقليمية والدولية وإنجاز الشراكات الاستراتيجية والاقتصادية التي تعود بالنفع على مواطني دول المجلس وعلى المنطقة.
وقد أكدت دول المجلس على مواقفها الثابتة حيال القضايا العربية والدولية، وعزمها على الاستمرار في مد يد العون لأشقائنا لاستعادة أمنهم واستقرارهم ومواجهة ما تتعرض له منطقتنا العربية من تحديات. فأكدت دعمها غير المحدود للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة، ومساندتها للشعب الفلسطيني أمام الإجراءات القمعية التي تمارسها إسرائيل، ورفض الإجراءات الإسرائيلية في القدس الشريف. وفي اليمن الشقيق حيث تؤكد دول المجلس حرصها على تحقيق الأمن والاستقرار، تحت قيادة حكومته الشرعية، وتدعم الحل السياسي وفقاً للمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن ليتمكن اليمن العزيز من تجاوز أزمته ويستعيد مسيرته نحو البناء والتنمية، ولذلك دعت دول المجلس إلى الإعداد لمؤتمر دولي لإعادة إعمار اليمن ووضع برنامج عملي لتأهيل الاقتصاد اليمني وتسهيل اندماجه مع الاقتصاد الخليجي، بعد وصول الأطراف اليمنية إلى الحل السياسي المنشود. وأعلنت دول المجلس دعمها للحل السياسي في سورية، ولما يخرج به مؤتمر المعارضة السورية المنعقد في الرياض من نتائج، بما يضمن وحدة الأراضي السورية واستقلالها، وفقاً لمبادئ (جنيف1)، كما رحبت بنتائج مؤتمر فيينا للأطراف المعنية. إن رؤية خادم الحرمين الشريفين لتعزيز العمل الخليجي المشترك، والقرارات التي اتخذتها دول مجلس التعاون الخليجي ماهي إلا سلسلة سوف تتابع إن شاء الله عبر التاريخ لتكتب بحروف من ذهب ولتكون دستوراً يخدم شعوب مجلس التعاون والأمة العربية والإسلامية لكل ما فيه خير وازدهار لينعم العالم بالأمن والاستقرار.
سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة البحرين*