عواصم - (وكالات): أفاد مصدر في المعارضة السورية المسلحة بأن روسيا أغلقت كل أبواب التفاوض بخصوص حلب شمال سوريا بإصرارها على إخراج مقاتلي المعارضة المسلحة كافة من المدينة، بينما أكدت حكومة النظام في دمشق رفضها أي محاولة لوقف إطلاق النار شرق المدينة ما لم تتضمن خروج جميع من وصفتهم بـ»الإرهابيين» منها، بحسب بيان أصدرته وزارة الخارجية السورية. واستعادت قوات النظام حي القاطرجي الإستراتيجي شرق مدينة جراء محاولاتها التقدم في المدينة، في حين أوقعت الغارات الروسية ضحايا مدنيين في ريفي حلب الجنوبي والغربي.
وقتل 25 مدنياً بينهم نساء وأطفال، جراء غارات يرجح أنها روسية، استهدفت مناطق عدة في مدينة ادلب وريفها شمال غرب سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتقترب قوات النظام السوري من استعادة السيطرة على حي الشعار الاستراتيجي شرق حلب حيث تتراجع الفصائل المعارضة تدريجياً، في وقت يتبادل الروس والأمريكيون الاتهامات بتعطيل محاولات التوصل إلى هدنة أو تسوية لإخراج المقاتلين من المدينة. وقبل يومين رفض قادة في المعارضة السورية المسلحة العرض الروسي بمغادرة شرق حلب، وقالوا إنهم لن يسلموا المدينة المحاصرة لقوات النظام السوري مهما كان الثمن، مضيفين في الوقت نفسه أنهم يؤيدون فتح ممرات للمدنيين لمغادرة المدينة.
وفي الأيام الأخيرة أجرت المعارضة السورية المسلحة في العاصمة التركية محادثات مع مسؤولين روس جرى التوصل خلالها إلى اتفاقات تشمل رحيل «المقاتلين الإسلاميين» من حلب، والهدف هو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يتيح لمسلحي الجيش السوري الحر البقاء في المدينة. وأقرت روسيا باتصالها بالمعارضة، لكنها لم تقدم تفاصيل بشأن المحادثات التي استضافتها تركيا.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن رئيس المكتب السياسي لتجمع فاستقم السوري المعارض زكريا ملاحفجي أن تصريحات لافروف ألغت كل شيء، وأن اجتماعات تركيا وصلت إلى طريق مسدود، مضيفا أن مقاتلي المعارضة مصرون على البقاء في المدينة. كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن فصيلين مقاتلين في شرق حلب عزمهما قتال «الاحتلالين الروسي والإيراني حتى آخر نقطة دم» ورفضهما أي اقتراح لإخراج المقاتلين من المدينة.
وفي دمشق أعربت الخارجية السورية في بيانها عن «امتنان» سوريا لروسيا والصين «لاستخدامهما حق النقض في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يتحدث عن هدنة ولا يتضمن خروج المسلحين من شرق حلب، الأمر الذي يمنح هؤلاء الإرهابيين الفرصة لإعادة تجميع أنفسهم وتكرار جرائمهم». ويأتي موقف النظام السوري غداة فيتو روسي وصيني مزدوج على مشروع قرار في مجلس الأمن نص على إعلان هدنة في حلب لمدة سبعة أيام.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن بلاده ستدعم عملية جيش النظام السوري شرق حلب ضد أي مقاتلين من المعارضة يرفضون المغادرة، ولفت إلى أن موسكو ستتعامل مع مقاتلي المعارضة المسلحة باعتبارهم «إرهابيين».
ومنذ أكثر من أسبوعين يتعرض شرق حلب المحاصرة لقصف مكثف للغاية أودى بحياة المئات وجرح آلاف آخرين ونزوح عشرات الألوف ضمن مساعي نظام الأسد المدعوم من قبل روسيا والمليشيات الموالية له للسيطرة على مناطق المعارضة في شرق المدينة بعد أربع سنوات من فقدان السيطرة عليها.
دبلوماسيا، اعتبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان عجز المجتمع الدولي عن مساعدة حلب «عار» مشيرة إلى مسؤولية النظام السوري وداعميه الروسي والإيراني. وحذر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت من أن احتمال تقسيم سوريا يلوح في الأفق، متحدثاً عن جزء «سوريا المفيدة» الذي سيكون تحت سيطرة النظام وحلفائه، والآخر «داعشستان» تحت سيطرة تنظيم الدولة «داعش».