إيهاب أحمد وحذيفة إبراهيم



قال رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الأمير تركي الفيصل إن إيران لم تثبت للعالم أنها دولة مسالمة ومستكينة وتريد التصالح والتسامح والتعاون مع جاراتها حتى بعد الاتفاق النووي، بل ازداد نشاطها وتدخلاتها في العالم العربي، لافتاً إلى أن تصريحات إيران لا تطمئن بأن طموحاتها سلمية.
وأضاف، خلال الجلسة المتلفزة لقناة سكاي نيوز العربية على هامش افتتاح حوار المنامة، أن ما يقلقه بفوز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب هو فوزه رغم التوقعات التي نفت ذلك، مشيراً إلى أن ذلك ربما يصيبه بالنشوة ولا يتراجع عن بعض المواقف التي أعلن عنها في الانتخابات.
وأشار إلى أن ما تعلمناه من نتائج الانتخابات الأمريكية هو أن ننتظر الأفعال ولا نسمع الأقوال، وفي الحملات الانتخابية في أمريكا تطلق جمل ووعود يتراجع عنها قائليها عندما تنتهي الانتخابات.
وبيّن الفيصل أنه ليس من المصلحة الدولية أن يمس الاتفاق بين إيران ومجموعة الـ 5+1 في المرحلة الحالية، خاصة أن العالم وافق على هذا الاتفاق وهو يمنع إيران خلال مدة الاتفاقية لـ 15 عاماً من الحصول على السلاح النووي.
وتابع “السؤال هو ماذا سيحدث في اليوم الذي يتبع الـ 15 عاماً، ويجب على دول المنطقة والولايات المتحدة أن تتخذ الإجراءات الكفيلة بمنعها من الحصول على السلاح النووي.
وشدد الفيصل على أن إيران لم تثبت للعالم أنها دولة مسالمة ومستكينة وتريد التصالح والتسامح والتعاون مع جاراتها حتى بعد الاتفاق النووي، بل ازداد نشاطها وتدخلاتها في العالم العربي، وتصريحاتها اليومية من المرشد الأعلى وحتى العسكريين فيها التي تطلق سواء بأنها تتحكم في 4 عواصم عربية، أو أن جيوشها المكونة من 200 ألف عنصر إيراني منتشرون في العالم العربي، وأن بغداد هي العاصمة الأصلية لإيران.
وأكد أن تصريحات إيران لا تطمئن بأن طموحاتها سلمية، كما أن الاتفاقية التي وقعت مع طهران هي مرحلية، وقبول المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون بالتطمينات التي أطلقها الرئيس باراك أوباما بأنها لن تحصل على السلاح النووي خلال الاتفاقية قبلتها القيادات ولكنها حذرة أيضاً.
وشدد على ضرورة وضع برنامج لإيقاف طموحات إيران في العالم أجمع بأن يكون كله تحت أمر طهران، مؤكداً أن طموحات إيران في المنطقة تنفذها وليست فقط شعارات تمازح بها القيادات الإيرانية.
وتابع أتمنى من الرئيس المنتخب دونالد ترامب أن يستخدم الاتفاقية مع إيران كخطوة أولى لتطبيق ما اتفق عليه في مؤتمرات إعادة النظر في اتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية عامي 2010 و 2015 والتي أكدت ضرورة إيجاد منطقة محصورة السلاح في الشرق الأوسط، وهو الحل الوحيد الذي سيكفل عدم انتشار الأسلحة النووي”.
وبيّن أن مساعي إيران في المنطقة ستستمر في تكوين وتطوير الأسلحة النووية، والسبيل الوحيد لمنعها، هو المنع كلياً في المنطقة سواء علينا أو على إيران أو تركيا وغيرها من دول المنطقة”.
وأكد وجود فسحة من الوقت لحين انتهاء وقت الاتفاقية لتكوين أقليم متصالح متعافٍ.
واستطرد الفيصل قائلاً “أوجه للشعب الإيراني رسالة، وهو أن الدين والقرآن يجمعنا وإن كان اختلفنا باختلاف الشيعة والسنة، ولكن ما نتفق عليه هو أعظم من ذلك بكثير، ونتمنى أن تكون الروابط بين الشعوب منطلق التآخي والتعاون مع إيران”.
وقال “خامنائي هو من أرسل الميليشيات والحرس الثوري لسوريا، ليقتلوا الشعب السوري، حيث هناك أكثر من 500 ألف قتيل منذ 5 سنوات، كما أن إيران شريك مباشر لسفاح سوريا”.
وتابع “كيف أقبل أن أتعاون مع إيران في تطوير مصادر مياه أو أي بحوث عن الطاقة، وغيرها من الأمور الحياتية في هذه المنطقة وأنا أرى أن الحكومة الإيرانية تساهم في سفح وقتل شعب بأكمله وتشريده، والتهجير الذي حصل للشعب السوري، حيث هناك وأكثر من 6 ملايين سوري مهجرين في المنطقة، 2.5 مليون منهم موجودين في السعودية، وكل تلك الأمور تجعلنا لا نتجاهل ما تقوم به إيران في سوريا واليمن والعراق، ثم نبحث مع الإيرانيين في أمور حياتية أخرى، ولكن يجب على الإيرانيين أن يبدوا حسن النية”.
وشدد الفيصل على وجود خلاف مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب بعد حديثه عن بشار الأسد، مشيراً إلى أن من مهمة مستشاري ترامب إطلاعه بشكل جيد على الأوضاع في سوريا، حيث لو كان يعلم لما صدر عنه ما قاله حول بقاء سفاح سوريا.
وتابع “أي إنسان يرى الوضع السوري سيصل لنتيجة أن بشار الأسد ليس أفضل من داعش، بل لو قارنا بين سفاح سوريا وداعش لنرى الكفة في يد سفاح سوريا الذي قتل عدداً أكبر، ولذا نتمنى من ترامب نظرة أخرى”.
وبيّن أن المتطرفين الإسرائيليين يعتبرون أن هذه فرصة لهم ليمرروا عبر البرلمان الإسرائيلي مشاريع وقوانين تزيد من الاستعمار في فلسطين، معرباً عن أمله في أن الرئيس المنتخب ترامب لا يسناق وراء هذا التوجه، مشدداً على وجود أدوات للتأثير على ترامب لدى إسرائيل.
حملة متكاملة
إلى ذلك، قال الرئيس الأسبق للمخابرات الأمريكية الجنرال ديفيد بترايوس إن هناك عدة دروس مستفادة من الـ15 عاماً الماضية التي كانت فيها الولايات المتحدة الأمريكية بالمنطقة، مشيراً إلى ضرورة انتظار الأفعال من الإدارة الأمريكية الجديدة على أرض الواقع.
وتابع “بكل تأكيد ستأخذ الولايات المتحدة مما تعلمناه سابقاً، ولكن للأسف فإن المناطق التي لا توجد بها حكومات في الشرق الأوسط الأوسط وشمال أفريقيا يقودها متطرفون حالياً”.
وشدد على أن آثار هؤلاء المتطرفين لا تقتصر على المناطق التي يعملون بها، وإنما آثارهم ستشمل العالم كله، حيث إن أزمة اللاجئين امتدت في المنطقة كلها وامتدت لأوروبا وأمريكا ولم تقتصر على أمريكا.
وأكد ضرورة تدخل الإدارة الأمريكية في مكافحة المتطرفين، حيث إن هذه الجيوش الكبيرة، واستخدام المعلومات الاستخباراتية بين أمريكا وكل الحلفاء في العالم، يجب أن يتكامل مع الدول الإسلامية، حيث هي دائماً عامل نجاح في حملة متكاملة للقضاء على الإرهاب.
وأكد أن ما يشجع في عملية القضاء على داعش في العراق هو أنها بأيدٍ عراقية والجنود والشرطة العراقيون في الخطوط الأمامية، والتحالف يقدم النصح والمساعدة فقط ولا يقاتلون عنهم.
وقال إن الحرب في الموصل ليست إلى الآن فقط، وإنما ستبدأ لاحقاً في تشكيل الحكومة، حيث يجب التأكد من أن الجميع بمن فيهم الأقليات ممثلون في أي عملية سياسية، مشدداً على أن داعش ربما تهزم خلال سنتين.
وحذر من أن تحدي الميليشيات المدعومة من إيران سواء الحشد الشعبي أو غيرها، هي لها نفوذ في الدولة، ويقودونها أعضاء في البرلمان، مؤكداً ضرورة العمل على وضع حل لهذه المجموعات وإلا فإنها ستشكل تحدياً خطيراً أمام رئيس الوزراء وأعضاء البرلمان أيضاً.
وحول القضية الفلسطينية، أشار بترايوس إلى وجود محادثات جادة وخلف الستائر بين قيادات فلسطينية وإسرائيلية، ويجب أن تصل إلى حلول سريعة.
تدخلات إيرانية
من جانبه، أكد نائب الرئيس العراقي د.إياد علاوي رفض التدخلات الإيرانية بدول المنطقة.
وقال إن ايران تتدخل في سوريا واليمن وحاولت ولاتزال تحاول التدخل في البحرين ولا نعرف السبب في رغبتها الاستمرار في هذا التدخل «.
وأضاف: «نشعر في العراق بأذية من تدخل إيران حتى في القضايا الجزئية الخاصة بالعراق حتى وصل البلد لأن يكون عشاً للطائفية والتطرف». لافتاً إلى أن طهران هي من قررت الفائز في انتخابات العراق في 2010
وبين أن إيران تواصل تدخلها والآن قد ضعف هذا الدور، فإيران أصيبت بإعياء كبير خاصة بعد تجديد حزمة العقوبات عليها.
وطالب علاوي من الولايات المتحدة ومن الادارة الجديدة الضعط باتجاه حل الملف النووي لوضع حل إقليمي تام والثاني تنظيم مؤتمر إقليمي لحل قضايا الأمن بالمنطقة.
وقال إن ما يدور في العراق ليس محاربة للإرهاب فقط بل هو حرب إقليمية ويجب على أمريكا استعمال كل وسائل الضغط لتنظيم مؤتمر اقليمي للأمن بالمنطقة.
وبين أن التقدم في العمل العسكري في محاربة الإرهاب يجب أن يقترن بنشاط سياسي متوزان في البلاد وبالمنطقة فالحرب على الإرهاب طويلة ومضنية ويجب وضع أهداف واضحة ولابد من جهد سياسي للقضاء على الإرهاب يضاف للجهد العسكري.
وقال إنه لابد من مؤتمر إقليمي توضع فيه النقاط على الحروف وإذا استمرت إيران بعدها في سياستها فيجب إعادة النظر في العلاقة معها.
وأضاف أنه علينا الانفتاح على إيران للحد الذي يأتي بها لطاولة الحوار وتشجيع إيران للتخلي عن مواقفها العدائية بالمنطقة.
وطالب القوى الدولية بالتعاون مع روسيا لوضع خارطة طريق واضحة للوصول لنتائج إيجابية لأمن المنطقة، متخوفاً من تحول المنطقة لمصدر للإرهاب.
من جانبها، أكدت عضو مجلس الاستخبارات الأمريكية السابقة ألن ليبسون وجود تدخلات لإيران بالمنطقة تهدد بعض الدول بسبب ما أسمته «بعض الغرور في النجف».
وعن توقعتها عن علاقة الرئيس الأمريكي بالملف السوري، قالت «ربما يراجع الرئيس الأمريكي الجديد ما أعلنه عن الدعم المالي للمعارضة السورية».