إيهاب أحمد
أكد ممثل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بالولايات المتحدة الأمريكية ومنظمة الأمم المتحدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة اركنساس الأمريكية د.نجيب الغضبان، أن عدم التحرك الأمريكي حيال سوريا مكن إيران وروسيا من التمدد في سوريا، لافتاً إلى أن العالم يحصد الآن نتائج الموقف الأمريكي السلبي.
ورغم تخوفه من أن تكون مواقف الإدارة الأمريكية الجديدة كارثية على الشعب السوري، إلا أنه يرى أن مواقف دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني تفتح نافذة أمام جميع العرب.
وكشف الغضبان في تصريح لـ»الوطن»، عن تحركات لقرار عبر الجمعية العامة بالأمم المتحدة لإنقاذ حلب بعد أن فشل المجتمع الدولي في وقف الجرائم ضد المدنيين.
ورأى في تصريح لـ»الوطن»، على هامش جلسات حوار المنامة أن روسيا تستخدم الملف السوري لتحقيق مزايا استراتيجية في علاقتها مع أمريكا وأن دور الجامعة العربية في تراجع حيال القضية السورية بسبب مواقف بعض الدول.
واعتبر الغضبان أن الجهود الدولية لا ترقى لما يجري في حلب، وقال: «إن الوضع القائم في حلب هو جريمة حرب وجرائم تمارس ضد الإنسانية».
وأوضح: «أن الجهود الدولية حيال ما يجري في حلب خجولة فقد أسقطت روسيا والصين مشروع قرار لمجلس الأمن، وأحبط التحرك الكندي المدعوم عربياً في الجمعية العامة لإصدار قرار بوقف إطلاق النار بشكل سريع ليتمكن المدنيون من الخروج من حلب بسبب امتناع بعض الدول بقيادة روسيا والصين عن التصويت وهو ما يدل على أن هناك حالة فشل أمام ما يجري في حلب».
وقال: «إن الجيش الحر يواجه ميليشيات طائفية ويواجه إيران وروسيا وقوات النظام دون وجود دعم كافٍ له وهاجسنا الأساسي حماية حياة 200 ألف مدني في حلب الشرقية.. نضع الجميع في المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لفعل ما يمكن لوقف هذه المجزرة المروعة».
وعما إذا كان هناك من يحاول استخدام الملف السوري لتحقيق مكاسب له قال: «إن روسيا تستخدم الملف السوري لتحقيق بعض المزايا الاستراتيجية في علاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية وفيما يتعلق بقضية أوكرانيا وأمور أخرى لتثبيت قوتها كقوى عظمى على حساب الشعب السوري.
وقال الغضبان «ما يقوم به الروس في سوريا جريمة حرب كما أن إدارة أوباما في المرحلة السابقة كانت تتكلم كلاماً جيداً لكن لا تفعل أي شيء وعدم الفعل هذا هو الذي مكن إيران من التمدد ومكن روسيا من التدخل المباشر في سوريا».
وأضاف: «لدينا أصدقاء كثيرون يناصرون قضية الشعب السوري لكنهم يواجهون قضايا أخرى ما انعكس على مستوى الدعم.. في المحصلة لا يمكن أن يستمر الوضع هكذا فالعالم كله الآن يعاني من نتائج عدم الفعل الأمريكي والعدوان الإيراني والتفكير الاستراتيجي الروسي».
وحذر الغضبان من تزايد الإرهاب بتفاقم القضية السورية قائلاً: «كلما ألقي برميل متفجر على المدنيين فإنك تخلق إرهابياً وكلما قتلت عائلة فإنك تشجع بعض الناس على التشدد والتطرف».
وعن أوضاع اللاجئين السوريين قال: «أصبح نصف الشعب السوري بين نازح ولاجئ وهذه المأساة الإنسانية شعرت بها أوروبا.. هذا الشعور لا يكفي فلا يمكن معالجة هذه الأزمة إلا بمعالجة جذورها وهي تحقيق مطالب الشعب السوري.. كل ما نريده أن نصل إلى هذا الأمر بأقل الخسائر لذلك هدفنا الأساسي في المدى المنظور هو حماية المدنيين».
وعن موقف الإدارة الأمريكية الجديدة من الملف السوري قال الغضبان: «الإدارة الأمريكية الجديدة ستكون أمام أحد اتجاهين قد يكون أحدهما كارثي للشعب السوري وهذا بناء على ما صدر من تصريحات من دونالد ترامب حددت نظرته للمنطقة، أما الاتجاه الثاني فقد يفتح أمامنا فرصة بسبب ما يعتقده من أن الاتفاق النووي مع إيران كان اتفاقاً سيئاً وأن الدور الإيراني سلبي وفي اعتقادي هذا يفتح نافذه أمام العرب جميعاً». وعاد ليقول: «إن خط سير الإدارة الجديدة سيتأثر بأمرين، تحديد وزير الخارجية، والمستشارين، كما سيلعب الكونغرس دوراً هاماً، ولا ننس أن الكونغرس فرض قبل أسبوعين حزمة عقوبات على إيران ونظام الأسد ومن يدعمه». وقال: «إن سياسة ترامب ستشكل تحدياً ليس في المنطقة فحسب بل لأمريكا نفسها ولنظامها السياسي كونها حالة غير مسبوقة أن يصل لسدة الرئاسة رجل أعمال لا يمتلك خبرة في المجال السياسي يحيط نفسه ببعض الناس الذين يمكن أن يثيروا القلق».
وعن إمكانية إمداد أمريكا المعارضة بأسلحة نوعية قال «كان هناك مشروع لمنح المعارضة أسلحة مضادة للطائرات إلا أن الرئيس أوباما استخدم الفيتو ضد هذا المشروع».
وأضاف الغضبان: «ما نريده مناطق آمنة لحماية المدنيين، وإذا كان هناك دول مثل أمريكا وتركيا وغيرها مستعدة للقيام بهذا الدور فلا نريد هذا السلاح، لكنهم رفضوا القيام بهذا الأمر فقلنا لهم أعطوا الناس الحق في الدفاع عن أنفسهم وامنحونا السلاح تخوفوا من وقوع الأسلحة بيد الإرهابيين».
وأردف «الآن لا أحد يحمي المدنيين وفي نفس الوقت لم يعط الناس الحق في الدفاع عن أنفسهم، فوضع الشعب السوري أمام النتيجة التي نراها الآن في حلب التي يتحمل مسؤوليتها الجميع».
وعما إذا كان هناك آمال معلقة على جامعة الدول العربية قال «نحن محبطون من جامعة الدول العربية بسبب تراجع مواقف الدول العربية ففي بداية الأزمة السورية تصرفت الجامعة العربية بمسؤوليه كبيرة حين جمدت عضوية النظام السوري في الجامعة العربية واعترفت بنا».
وأكد الغضبان أن هذا الاعتراف أدى لاعتراف أكبر من قبل أصدقاء الشعب السوري، لكن مع مرور الوقت حدثت تراجعات في مواقف بعض الدول العربية وانعكس ذلك داخل الجامعة التي يجب أن تعمل بالتوافق بين الدول الأعضاء. وتساءل «لم نسمع عن بيان من جامعة الدول العربية يدين ما يجري في حلب من قتل المواطنين المدنيين العرب، أليس هذا من أبسط الأشياء التي يمكن أن تقوم بها الجامعة؟».
وقال:»باعتقادي هناك قضايا مبدئية أخلاقية وإنسانية وقانونية يجب أن تحاول الجامعة أن تحصل فيها على توافق الأعضاء حتى ولو اختلفنا في السياسة لكن للأسف حتى هذا الجانب لا تقوم به الجامعة».
وعن المشاريع التي يعمل عليها الائتلاف قال الغضبان: «نعمل على مشروع قرار من خلال الجمعية العامة بالأمم المتحدة لإنقاذ حلب عبر تحركات من بعض الدول بشكل ثنائي كما يعمل زملاؤنا بالهيئة العليا على الوصول لآلية لإنقاذ المدنيين بحلب وإيجاد مساعدات وإيصالها عبر ممرات إنسانية».
وأوضح أن إيران استغلت الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة الأمريكية لتستمر في توسعها واعتداءاتها على الدول العربية، تحديداً في سوريا والعراق، مبيناً أنها لم تكن لديها الإرادة السياسية لوقف هذا العدوان الإيراني على الشعب السوري فإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما كانت تريد إنجاز الاتفاق بأي شكل من الأشكال، وهذا الأمر هو من أوصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم.
وأضاف «أن هناك ما يزيد عن 200 ألف مدني في حلب معرضون للموت والتشريد والتجويع، وهم ما يجب أن ينظر اليهم العالم اليوم، أما خسارة أو ربح أمتار أو مدن أو قرى فليست قضيتنا الأهم، قضيتنا واضحة للعالم كله؛ وهي أن الشعب السوري لن يستسلم أو تراجع عن الأهداف التي خرج من أجلها.