عواصم - (وكالات): اتفقت روسيا وتركيا وإيران أمس خلال اجتماع وزاري لوزراء دفاع وخارجية الدول الثلاث على إعلان مشترك يدعو إلى مفاوضات سياسية ووقف موسع لإطلاق النار في سوريا من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة القائمة منذ 6 سنوات تقريبا. وبينما جاء إطلاق «إعلان موسكو» في مؤتمر صحفي ضم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيريه التركي والإيراني، مولود جاويش أوغلو ومحمد جواد ظريف، كشف سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني امس، أن إيران أنشأت مقراً عسكرياً مشتركاً مع روسيا في سوريا، دون تحديد مكانه. من ناحية أخرى، أعلنت مصادر سورية أن 8 حافلات تقل دفعة من أهالي أحياء حلب المحاصرة وصلت إلى منطقة الراشدين بريفها الغربي، وأن أول دفعة من مقاتلي المعارضة خرجت صباح أمس، بينما دعت قوات النظام هؤلاء المقاتلين إلى تسريع خروجهم ليتسنى لها دخول تلك الأحياء.
وفي وقت لاحق، قالت مصادر صحافية إن الإعلان تضمن عدة بنود منها أن الحل في سوريا سياسي لا عسكري، وإحياء العملية السياسية ووحدة الأراضي السورية، واستعداد الدول الثلاث لوضع اتفاق بين النظام وقوى المعارضة لإنهاء الأزمة بناء على وحدة الأراضي السورية وعلى أن تكون سوريا ممثلة للجميع ودولة علمانية ديمقراطية، ومحاربة تنظيم الدولة «داعش»، والتعاون في مجال الإغاثة الإنسانية. كما شمل الإعلان توسيع وقف إطلاق النار في سوريا، وإتاحة إدخال المساعدات الإنسانية وتنقل المدنيين على الأراضي السورية.
وقال لافروف إن الإعلان المشترك ينص على إطلاق مفاوضات سياسية شاملة، وأضاف أن المفاوضات يجب أن تشمل كل المكونات العرقية في سوريا. وتابع أن الدول الثلاث متفقة على أن الأولوية في سوريا هي لمكافحة الإرهاب وليس إسقاط النظام. كما قال الوزير الروسي إن الإطار الثلاثي الروسي التركي الإيراني هو الأكثر فاعلية لحل الأزمة السورية، وتحدث في هذا الإطار عن «فشل» الولايات المتحدة ومجموعة الدعم الدولية لسوريا، لكنه أكد في المقابل أهمية دور الأمم المتحدة في تسوية الأزمة السورية.
من جهته، قال جاويش أوغلو إن الحل السياسي هو الأنسب لإنهاء الأزمة في سوريا، وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أعلن قبل ذلك أن بلاده صاغت وثيقة ترقى لخريطة طريق لوقف إطلاق النار في سوريا. وقال شويغو خلال اجتماعه بنظيريه التركي والإيراني إنه يأمل أن توافق تركيا وإيران على الوثيقة، واعتبر أن كل محاولات الولايات المتحدة وشركائها في الاتفاق على خطوات منسقة فشلت، وأنه لم يكن لهذه الدول المتحالفة نفوذ حقيقي على الأرض يساعد في حل الأزمة.
وقال الوزير الروسي إن روسيا وتركيا وإيران مستعدة لتكون أطرافا ضامنة للحل السياسي في سوريا.