عواصم - (وكالات): أعلنت مصادر معارضة أن امرأتين و3 أطفال ممن تم تهجيرهم من أحياء مدينة حلب شمال سوريا لقوا حتفهم نتيجة البرد القارس خلال إقامتهم في خيمة كانوا قد لجؤوا إليها بمنطقة «إيكاردا» جنوب حلب، فيما قتل 7 مدنيين بينهم نساء وأصيب آخرون في قصف روسي بصواريخ ارتجاجية استهدف أحياء سكنية في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، بينما قررت قوات النظام منح مقاتلي المعارضة في قرى وبلدات وادي بردى بريف دمشق الغربي فرصة لإعادة النظر في العرض المقدم من قبلها لانسحابهم بشكل كامل من المناطق التي يسيطرون عليها. وفي العاصمة دمشق قالت المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي إنها اضطرت لقطع إمدادات المياه عن العاصمة لعدة أيام بذريعة أن مقاتلين من المعارضة لوثوا المياه بالديزل.
وكانت قوات النظام والمليشيات الداعمة لها سيطرت على أحياء حلب الشرقية وأفرغتها من جميع سكانها، في أكبر عملية تهجير منذ بداية الثورة السورية عام 2011. وبموجب اتفاق الإجلاء الذي اكتمل تنفيذه الخميس الماضي، تم تهجير نحو 40 ألفاً إلى ريف حلب الغربي، وتوجه بعض المهجرين إلى مدينة إدلب وبلدات في ريفها. وقالت مصادر إن بعض المهجرين من شرق حلب انتقلوا إلى مخيمات مؤقتة في ريف إدلب ريثما يتم تسكينهم في مخميات منظمة، ووصفت المصادر موجة البرد المستمرة منذ أيام بأنها مأساة بالنسبة للنازحين. وذكرت تقارير صحافية أن تداعيات العاصفة الثلجية لا تزال مستمرة في ريف حلب الشمالي الذي يضم أعداداً كبيرة ممن تم تهجيرهم سابقاً جراء القصف الروسي السوري والمعارك.
وأشارت مصادر إلى أن العاصفة شملت نحو 250 ألف نازح في مخيمات تمتد بين مدينتي جرابلس وإعزاز على الحدود السورية التركية. وأوضحت أن المنطقة تضم 8 مخيمات منظمة وأكثر من مخيم عشوائي. من جهة أخرى، قتل 7 مدنيين بينهم نساء وأصيب آخرون في قصف روسي بصواريخ ارتجاجية استهدف أحياء سكنية في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي. وقالت مصادر في ريف حلب إن القصف الروسي دمر منازل بكاملها على رؤوس ساكنيها، وإن فرق الدفاع المدني ما زالت تحاول انتشال العالقين تحت الأنقاض.
واستأنف الطيران الروسي والسوري الضربات الجوية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بريف حلب، لأول مرة منذ نهاية عمليات الإجلاء.
وأصابت ضربات جوية مناطق إلى الغرب والجنوب الغربي والجنوب من المدينة، ولم تتعرض هذه المناطق لضربات جوية منذ أسبوع على الأقل.
وغادر آخر مقاتل من الفصائل المعارضة السورية المسلحة شرقي حلب - وفقاً لاتفاق روسيا وتركيا - الخميس الماضي إلى الريف الغربي للمدينة. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن نحو 40 ألف شخص -أغلبهم مدنيون- غادروا حلب.
وقام جيش النظام والمليشيات المساندة له بتمشيط المناطق التي انسحب منها مقاتلو المعارضة بهدف تطهيرها من الألغام والمفخخات. وفي ريف دمشق الغربي قررت قوات النظام منح مقاتلي المعارضة في قرى وبلدات وادي بردى فرصة لإعادة النظر في العرض المقدم من قبلها، بانسحابهم الكامل من المناطق التي يسيطرون عليها. وجاءت المهلة بعد قصف كثيف شنه النظام خلال اليومين الماضيين بالبراميل المتفجرة والصواريخ على قرى الوادي وبلداته.
ويتكون وادي بردى من 13 قرية تسيطر المعارضة على تسع منها.
وفي العاصمة دمشق قالت المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي إنها اضطرت لقطع إمدادات المياه عن العاصمة لعدة أيام بعد أن لوث مقاتلون من المعارضة المياه بالديزل.
وذكرت المؤسسة في بيان بموقعها على الإنترنت ان السلطات ستستخدم احتياطي المياه إلى أن تحل المشكلة. ويقع ينبوع الفيجة الذي يمد دمشق بالمياه في وادي بردى الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة شمال غرب العاصمة في منطقة جبلية قرب الحدود اللبنانية. وقال المرصد السوري لحقوق الانسن إن الحكومة تسيطر على معظم الأراضي المحيطة بالمنطقة وإنها نفذت هجمات جوية وقصفت منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة.
من ناحية أخرى، قتل شخصان وأصيب العشرات في انفجار مستودع ذخيرة وعبوات ناسفة في حلب، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».
من جهة أخرى، قال الجيش التركي إن مقاتلين من المعارضة السورية تدعمهم الطائرات الحربية التركية قتلوا 68 متطرفاً من تنظيم الدولة «داعش» شمال سوريا خلال الليل فيما يتواصل القتال العنيف حول مدينة الباب.
ويفرض مقاتلون من المعارضة السورية مدعومون من قوات تركية حصاراً على مدينة الباب الخاضعة لسيطرة «داعش» منذ أسابيع في إطار عملية «درع الفرات» التي بدأتها تركيا قبل ما يقرب من 4 أشهر لطرد المتطرفين والمقاتلين الأكراد من المنطقة المحاذية لحدودها مع سوريا.
بدوره، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده لن تسمح بإقامة أي دولة جديدة شمال سوريا، مشيراً إلى أن عدم إنشاء منطقة آمنة هناك سيعرض المدن التركية الحدودية للخطر الدائم.