عواصم - (وكالات): أكد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلديريم أن «العالم لا يكافح تنظيم الدولة «داعش» بشكل فعلي»، مشيراً إلى أن «تركيا وحدها التي تفعل ذلك»، لافتاً إلى أن «الولايات المتحدة لا تفعل شيئاً حيال التنظيم الإرهابي، وأن الآخرين لا يفعلون شيئاً كذلك، وكل ما يقومون به هو إطلاق التصريحات فقط».
من ناحية أخرى، لايزال منفذ اعتداء إسطنبول ليلة رأس السنة فاراً رغم الحملات الواسعة القائمة للعثور عليه، إلا أن السلطات التركية باتت تملك الكثير من المعلومات حوله، كما يبدو أنه سبق وأن قاتل في سوريا في صفوف تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي. ومن لبنان إلى تونس، شيعت دول عدة أمس ضحايا اعتداء إسطنبول، وسط حزن كبير رافق مراسم دفن شبان وشابات انتهت حياتهم بطريقة ماساوية عشية بدء العام الجديد. وأدى اعتداء نفذه مسلح اطلق النار بشكل عشوائي داخل ملهى ليلي ذائع الصيت في إسطنبول خلال الاحتفال بليلة رأس السنة وتبناه تنظيم الدولة «داعش»، إلى مقتل 39 شخصاً، 20 منهم على الأقل من المنطقة العربية. وفي عداد القتلى العرب مواطنين من السعودية والأردن والعراق والمغرب والكويت وليبيا وتونس والأراضي المحتلة. في الوقت ذاته، أفرجت قرغيزستان عن مواطن لها بعدما اعتقلته واستجوبته لدى عودته من تركيا في ضوء الاشتباه بضلوعه في الاعتداء. وقال يلديريم في كلمة لأعضاء «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في البرلمان أن «العالم لا يكافح «داعش» بشكل فعلي»، مؤكداً أن «تركيا وحدها التي تفعل ذلك». وأضاف «العالم ينام ويستيقظ على ذكر «داعش»، لكنهم لا يكافحونه بشكل فعلي، إنهم يقولون ما لا يفعلون، تركيا وحدها التي تكافح التنظيم».
كما شدد على أن «الولايات المتحدة لا تفعل شيئاً حيال التنظيم الإرهابي، وأن الآخرين لا يفعلون شيئاً كذلك، كل ما يقومون به هو إطلاق التصريحات فقط». وتوقع رئيس الوزراء التركي أن تتوقف الإدارة الأمريكية الجديدة عن إمداد وحدات حماية الشعب الكردية السورية بالأسلحة، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما مسؤولة عن مثل هذه الإمدادات.
وتابع «دخلنا في اليوم الـ133 لعملية «درع الفرات»، ومنذ بدئها حتى الآن تمكنا من القضاء على 1270 منتسباً لتنظيم «داعش»». على جانب آخر، أشار يلديريم في كلمته إلى أن البرلمان سيناقش خلال الأسبوع الحالي تمديد حالة الطوارئ 3 أشهر أخرى. في غضون ذلك، نشرت السلطات التركية صورا لمنفذ الاعتداء. وتبين للمحققين أن منفذ الاعتداء الذي تبنى مسؤوليته «داعش» يتحدر من إحدى دول آسيا الوسطى، مثل قيرغيزستان او أوزبكستان، حسب صحيفة «حرييت» التركية.
وفي وقت لاحق، أفرجت قرغيزستان عن مواطن لها بعدما اعتقلته واستجوبته لدى عودته من تركيا في ضوء الاشتباه بضلوعه في الاعتداء. وكانت وسائل الإعلام التركية تداولت اسم لاخي مشربوف كمشتبه به محتمل في الاعتداء.
واعتبرت وزارة الخارجية في قيرغيزستان أنه «من المستبعد» أن يكون منفذ اعتداء إسطنبول من رعاياها، إلا أنها تقوم بكل التحقيقات اللازمة. وتحدثت الحكومة التركية عن «تحقيق صعب»، وأعلنت «التوصل إلى معلومات إضافية تتعلق ببصمات المهاجم وشكله» من دون الدخول في التفاصيل.
واعتقل أجنبيان في مطار أتاتورك في إسطنبول، ما يرفع إلى 16 عدد الأشخاص الذين اعتقلوا حتى الآن في إطار التحقيقات في اعتداء إسطنبول. ونشرت وكالة دوغان التركية للأنباء شريط فيديو يظهر فيه المهاجم وهو يلتقط صوراً لنفسه، بينما كان يتسكع في ساحة تقسيم الشهيرة السياحية في قلب إسطنبول.
وحسب الكاتب في صحيفة حرييت فإن السلطات تريد إلقاء القبض على المهاجم حياً للتمكن من تفكيك أي شبكة محتملة قد تكون وراء الاعتداء، أو قد تكون في صدد الإعداد لاعتداءات جديدة. ويتزامن اعتداء إسطنبول مع مواصلة الهجوم البري التركي باتجاه مدينة الباب شمال سوريا لطرد مقاتلي «داعش» منها. كما يوجه الجيش التركي أيضاً ضرباته شمال سوريا للأكراد السوريين. وكانت تركيا استهدفت خلال 2016 بسلسلة من الهجمات والتفجيرات الدامية تبنى مسؤوليتها التنظيم المتطرف أو تنظيم كردي.
وكان المهاجم ظهر مسلحاً برشاش كلاشنيكوف أمام ملهى رينا الليلي على ضفاف البوسفور على الضفة الأوروبية لإسطنبول فقتل شخصين أمام مدخل الملهى قبل أن يدخله ويواصل ارتكاب مجزرته.
وتعتقد السلطات التركية أن المهاجم يبدو مدرباً بشكل جيد على استخدام السلاح، كما نقلت وسائل الإعلام التركية. وقد استخدم مماشط رصاص مزدوجة لاختصار الوقت بدلاً من إعادة شحنها، كما وجه رصاصاته باتجاه الأجزاء العليا لضحاياه لإيقاع أكبر عدد من القتلى. وأفادت وسائل إعلام عدة أن المهاجم سكن مدينة قونيا جنوب تركيا مع زوجته وولديه في نوفمبر الماضي. وقالت وكالة دوغان إن زوجته قد تكون بين الأشخاص الذين اعتقلوا.
ووقع الاعتداء على الملهى الليلي رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي كانت متخذة في إسطنبول، والتي سبق وأن استهدفت باعتداءات أخرى خلال العام الماضي. ويؤكد الاعتداء على الملهى الليلي أن «داعش» قد يكون وضع تركيا على رأس قائمة الدول التي يريد استهدافها بسبب مواقفها من الحرب في سوريا. وأعلنت قيادة الأركات التركية «مقتل 18 إرهابياً من «داعش»» في المعارك وفي القصف على مدينة الباب.