أكد الدكتور عبد اللطيف آل محمود أن مقاطعة الكيان الصهيوني تعد الوجع الصامت الذي تواجهه وتعيشه دولة المحتل الصهيوني منذ سنوات لكنها تحاول دائماً أن تخفي تأثيرات هذه المقاطعة عليها وعلى اقتصادها.
وأضاف، في كلمته بالندوة التي نظمها تجمع الوحدة الوطنية بعنوان «مقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني» أن المقاطعة العربية لدولة الكيان الصهيوني المحتل تكاد أن تكون من أنجح القرارات والخطوات التي تعاهدت عليها أمتنا العربية والإسلامية في مواجهة الكيان الصهيوني الذي يحتل أكثر من 85% من أرض فلسطين التاريخية غصباً ونهباً وقتلاً وهدماً وتشريداً للشعب العربي الفلسطيني.
وأوضح، في كلمته بالندوة، بحضور كل من سفير دولة فلسطين طه عبد القادر وممثل جمعية مقاومة التطبيع غسان سرحان وممثل جمعية مناصرة فلسطين هشام الساتر والباحث التاريخي عضو ائتلاف شباب الفاتح راشد الجاسم، أن شعب البحرين لن يطبع العلاقات مع الكيان الصهيوني وسيستمر في المقاطعة له حتى يعود الحق إلى نصابه ويعود الفلسطينيون إلى أرضهم ووطنهم.
وأشار إلي أن الزيارة التي قام بها وفد يمثل الصهيونية الدولية زيارة مستفزة لمشاعر الأمة العربية والإسلامية.
وذكر أنه ليس بيننا وبين الشعب الأمريكي عداوات لكن الإدارات الأمريكية منذ سبتمبر 2001 وحتى الآن أعلنت عداوتها لأنظمة الدول العربية ولشعوبها فأعلنت مخطط الفوضى الخلاقة لتنفيذ الشرق الأوسط الجديد القائم على تقسيم الدول العربية على أسس قومية وعرقية ودينية وطائفية ومذهبية خدمة للكيان الصهيوني المحتل، وهو ما رآه العالم بجلاء ووضوح يزداد يوماً بعد يوم منذ الاحتلال الأمريكي للعراق الشقيق عام 2003 مروراً بما سمي بالربيع العربي، وقد أصاب البحرين منه الفتنة التي بدأت في فبراير 2011 وشاركت فيها الإدارة الأمريكية بكل ثقلها ولكن موقف البحرين قيادة وحكومة وشعباً أفسد تلك الفتنة.
ولفت إلى أنه يجب أن يكون واضحاً للجميع أن صراع أمتنا العربية والإسلامية مع الكيان الصهيوني ليس صراعاً بين المسلمين واليهود أو بين الإسلام والديانة اليهودية فالإسلام ينظر إلى اليهود والنصارى باعتبارهم أهل كتاب سماوي ولهم أحكام خاصة في الإسلام دون غيرهم من الناس، فإن الله تعالى قد وضع لنا مبدأ نتمسك به في حياتنا وهو قوله سبحانه وتعالى في قرآنه العظيم:»لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون».
وشدد على أننا نجدد التأكيد على أن المقاطعة الشاملة للكيان الصهيوني هي إحدى ثوابت هذه الأمة وتعني مقاطعة الكيان الصهيوني، وسنظل في تجمع الوحدة الوطنية نجدد تمسكنا بأولوية القضية الفلسطينية باعتبارها القضية العربية الأولى والأهم ونؤكد دوماً على دعمنا الكامل لقضية فلسطين وللشعب العربي الفلسطيني وحرص التجمع على التمسك بموقف المقاطعة العربية الشاملة للكيان الصهيوني.
من جانبه، قلل سفير دولة فلسطين في كلمته في الندوة من تأثير المحاولات المعزولة هنا وهناك لكسر المقاطعة العربية للكيان الصهيوني وإقامة أشكال مختلفة من التطبيع.
وقال نحن مطمئنون بأن أمتنا العربية والإسلامية مع القضية الفلسطينية قلباً وقالباً، موضحاً أن مشكلة الكيان الصهيوني أنه ظل يحاول خلق واقع تعايش بين الجلاد والضحية وبين الحمل والذئب ليكونوا سوياً لكنه فشل في ذلك.
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي فوجئ في موجة الانتفاضة الأخيرة أن أكثر مدينة بها انتفاضة هي مدينة القدس برغم كل ما بذله خلال سنوات في عمليات الاستقطاب والتهويد للفلسطينيين في مدينة القدس والذين يبلغ عددهم هناك 350 ألف مواطن فلسطيني.
وأكد أن الشعب الفلسطيني وبعد كل شلالات الدماء التي سالت يعرف ماذا يريد ويعرف تماماً ماذا يحدث بالمنطقة.
وأوضح نحن نراهن على شعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربية، لافتا إلي أن قرار مجلس الأمن الأخير أراد به الغرب والأمريكان أن يقولوا إنه لا مشكلة لنا مع العرب لكن الأمر ليس بهذا الشكل الذي يتم تداوله في الإعلام حول تطور الموقف الدولي من الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية
وجدد السفير الدعوة للعرب بزيارة الضفة الغربية، وقال إن العدو الإسرائيلي لا يعتبر زيارة الشعب الفلسطيني عبر الضفة الغربية تطبيعاً بل التطبيع هو الدخول عبر تل أبيب.
وقال نحن نريدكم إن تزوروا السجين وليس السجان وهناك لبس مقصود فنحن دولة تحت الاحتلال لكنها دولة بكل مؤسساتها وممثلة في جمعيات الأمم المتحدة وتستطيع أن تقاضي المستوطن والغاصب وهذا الإنجاز دفعنا فيه الدم.
من جانبه، قال ممثل جمعية مقاومة التطبيع غسان سرحان في كلمته إن المشهد الذي نشهده اليوم من وقفة قوية للشعب البحريني في رفض توجهات التطبيع مشهد تاريخي لم نره من قبل.
كما تحدث في الندوة ممثل جمعية مناصرة فلسطين هشام ساتر، وقال لن يستطيع أحد أن يكسر مقاومة التطبيع ونعول كثيراً على المواقف الشعبية.
وأضاف لاشك أن وجود مشاكل في دول الطوق أدى لنقصان الدعم للقضية الفلسطينية وهذا شيء طبيعي لكننا لا نريد للقضية الفلسطينية أن تكون معزولة.
وأكد أنه على المستوى الرسمي العربي المعلن فانه لا يوجد تطبيع باستثناء الدول التي لها علاقات رسمية، وقال حتى الذين يطبعون بالسر ينكرون ما يفعلون.
في حين أكد عبد الله الحويحي مستشار رئيس تجمع الوحدة الوطنية على قوة الرهان على الموقف الشعبي وعدم قدرة الكيان الصهيوني على كسر صخرة المقاومة والمقاطعة العربية له.
وقال لقد ظنوا أننا نسينا فلسطين لكننا شعب البحرين الأصيل لا ينسى فلسطين فهي القضية الأم ولن نضيع كل هذه السنوات من نضال الشعب الفلسطيني البطل.
وفي السياق نفسه، قدم راشد الجاسم الباحث التاريخي وعضو ائتلاف شباب الفاتح عرضاً تاريخياً لمواقف الشعب البحريني التاريخية في مناصرة القضية الفلسطينية منذ عام 1948 وامتدح الموقف الشعبي البحريني في رفض زيارة الوفد الصهيوني للبلاد.
وقال الجاسم نود تنبيه هذا الجيل بأن الشعار الذي ردده الفلسطينيين من رام للبحرين شعب واحد لا شعبين ليس استهلاكاً فالبحرين هي العمق العربي والإسلامي.
بدوره، قال ممثل الجمعية الإسلامية «يسعدني ممثلاً عن الجمعية الإسلامية أن نشارك في هذه الفعالية التي يقيمها تجمع الوحدة الوطنية تعبيراً عن بقاء وثبات موقف شعب البحرين المنسجم مع موقف أمتنا الثابت تجاه أي شكل من أشكال التعامل مع الكيان الصهيوني.
وجدد موقف الجمعية الإسلامية في رفض كل أشكال التعاون والتعامل والتطبيع مع هذا الكيان الصهيوني المغتصب المجرم.
كما جدد التحية للشعب الفلسطيني البطل الذي قدم الأنفس والنفائس وبذل التضحيات من أجل كرامته وكرامة هذه الأمة.
وشهدت الندوة مداخلات عبر فيها الحضور عن قلقهم من توجهات التطبيع في الدول العربية وطالبوا بإعادة فتح مكتب مقاطعة البضائع الإسرائيلية بالبحرين.