أنت مصدوم، أعرف.. فمن ذا الذي يستر سوءة ولي الفقيه بعد اليوم وبعد أن ظهر على حقيقته، وأن شعار «الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود» ما هي إلا شعارات زائفة وتلوين وإفك وخداع، لا تملك من البريق ما يجذب إلا الأنعام، الذين لا يسمعون أو يعقلون، غير أن الخداع مهما استمر فلا بد له من أن ينتهي، والشعار مهما أغرى فلا بد له من الانكشاف.
فعلاً برافو ولي الفقيه.. لقد ضحك عليكم، يالغبائكم.. في ظل هذه الحقيقة الموثقة لا بد من البحث عن أسباب السعار الذي أصاب الكيان الإيراني المحتل، والذي يتناقض في مضمونه بشكل صارخ مع مبادئ ولي الفقيه، بل وقيم ومبادئ الثورة الفارسية الخمينية، وبعيداً عن محفوظات ببغاوية من نوع «لا محبة إلا بعد عداوة»، و»المصالح تغلب الشعارات» وخلافه، لا بل من الضروريات الاقتناع والتسليم أن نظام ولي الفقيه البائس والموروث من عهد الخرابة المسمى بـ «الثورة»، نشل عقول البسطاء من الناس وضحك لأكثر من ثلاثة عقود على ذقون أتباعه ومرتاديه ومقلديه.
لكن أين المتأملون المتدبرون؟ وأين أصحاب العقول اللبيبة المتفكرة؟
لقد سكت كبار المرجعيات الشيعية هنا عن صنميات ثلاثة عقود من الخداع الشامل، وأكبر عملية استعباط واستغفال مارسها نظام العمائم عن عمد وتخطيط ضد التابعين، وتابعي التابعين، وكأنهم قرروا أن يصموا أذنهم حتى لا يقروا أو يعترفوا أن ولي الفقيه استخدم عقولهم طوال هذه المدة، ثم وبعد أن فرغ منها وحقق غايته، ألقي به في زبالات أحياء الاحتضار.
أو ربما الغاية من هذا السكوت هو مواصلة لعبة احتكار الحديث باسم الدين وحاملي أختام التكفير ومفاتيح الجنة لزيادة أعداد القطيع الذي يتبعهم بلا هوداه ولا عقل.. ولكن هل هو ولي فقيه بالفعل؟
أعوذ بالله.. إن كان ولياً فهو -بالتأكيد- ليس فقيهاً، فهل الفقيه في الدين يمارس ويدعم الإرهاب، ويعيث في الأرض الفساد، ويقتل ويستبيح دماء الأبرياء، ويثير القلاقل ويشيع الفتن والنعرات الطائفية بين المسلمين، ويتأمر على جيرانه العرب طمعاً في إعادة الحكم الفارسي، ويحول المذهب الجعفري الذي يتسم بالسماحة والوسطية والاعتدال إلى مذهب حاقد على شركائه في الدين والوطن، ويجعل من أتباعه مكنات تفجير وميليشيا قتل وآلات تدمير.
هل أخلاق ولي الفقيه تقوم على الكذب والخداع والنفاق والازدواجية والانتهازية والفُجر في الخصومة والطعن في أمهات المؤمنين وصحابة رسول الله؟!
قالها عميد المنبر الحسين ومات بعدها بشهور قليلة: «ولاية الفقيه أكذوبة لا علاقة له بالفقه الشيعي»!، بل أشد من الأكذوبة، هو ولي الشيطان..
هل بلغ بنا الغضب حد اتهامه بالشيطنة ونزع عنه الفضيلة؟
بالتأكيد، فنحن لا نقول إلا ما نرى من هذه الفاشية الدينية، فلم نر منها إلا الغدر والخداع والتآمر، ونقض المواثيق والعهود وعدم احترام سيادة الدول وحسن الجوار، وانحدارا في هاوية دعم وتمويل الإرهاب بلا ذرة من ضمير ولا لحظة من تردد!
أما مرضى الفصام الوطني ومحترفو الخيانة والعمالة وعشاق الإرهاب ومستبيحو أرواح الأطفال الرضع والآمنون، ممن يدعون بأنهم يقتدون بأخلاق آل البيت، فيما هم يطبقون أخلاق مسيلمة ومبادئ أبي لهب وفجر أبي جهل، فنقول لهم وبمنتهى الأريحية؛ لا يوجد دولة في العالم استسلمت للإرهاب، وإذا وجد، فبالتأكيد لن تكون البحرين.
شاء من شاء وأبى من أبى وخان من خان.