أثناء دخول الوفود التي حضرت من 14 دولة عربية للمشاركة في أحد المؤتمرات وكان من ضمن البرنامج، لقاء حاكم إمارة من الإمارات العربية المتحدة، وبعد سلامهم عليه مع تقديم أسمائهم وأسماء الدول التي جاؤوا منها، وأول ما جلس الحاكم سأل «أين الأخت التي ذكرت أنها من مملكة البحرين؟»، ثم أخذ باهتمام يسألني: «كيف حال أهلنا؟ البحرين بلد عزيز علينا وبيننا وبينه تاريخ عريق وعلاقات ممتدة منذ الماضي، ففي السابق كنا نذهب إليه -يقصد أهل الإمارات والعلاقات التجارية حيث كان تجار الإمارات وأهلها يزورن البحرين لتجارتهم وأعمالهم- واليوم قد يكون الحال تبدل وتغيرت الأمور وتبقى البحرين بلداً عزيزاً علينا ولا ننسى خيره».
كان واضحاً من حديثه اهتمامه بالبحرين وأوضاعها الأمنية ومكانة البحرين في قلبه، لدرجة أنه سأل عن «جامعة البحرين وعين عذاري!»، أمام أجيال حالية قد لا تحضرها ملامح البحرين التاريخية، وفي الوداع ومع تقديم الشكر له على مواقف الإمارات الشجاعة مع البحرين منذ بداية أزمتها الأمنية، أكد حرص الإمارات على أمن البحرين واستقرارها، لنكتشف أن من وقفنا أمامه لتمثيل البحرين، هو من سيمثل لنا وطننا الغالي، من خلال حديثه واهتمامه وأن «بحريننا» حاضرة معنا وأمامنا!
تلك هي البحرين في قلوب حكام وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، فـ»البحرين»، بحر الإمارات المحبة للبحرين، وبحر البحرين المحبة للإمارات الشقيقة، دوماً وأبداً، وهذا الموقف يعكس متانة العلاقات البحرينية الإماراتية واهتمام قيادتها بدعم أمن واستقرار البحرين.
«رب ضارة نافعة»، لعل أزمة البحرين الأمنية قد زادت من دعم العلاقات البحرينية الإماراتية، قوة ومتانة، أمام حرص قيادتهم الدائم، وحث أبنائهم على الدفاع عن البحرين، لذا فالأفراح التي تعيشها الإمارات اليوم وأعيادها الوطنية هي أفراح شعب البحرين، «فأفراحهم أفراحنا والعكس صحيح»، وهو ما نراه من احتفال أبناء الإمارات بالمقابل باليوم الوطني البحريني فالبيت سيكون دائماً «متوحداً».
إن ذكرى اليوم الوطني الإماراتي الرابع والأربعين وتمسك القيادة والشعب في الحفاظ على أفراحهم وإشاعة الأجواء الوطنية السعيدة مهما زادت الأتراح يؤكد أن قافلتهم الوطنية مستمرة، فالإمارات فقدت ما يقارب الـ153 شهيداً -رحمهم الله- للدفاع عن أمن دول المنطقة، «70 منهم استشهدوا في اليمن»، وهي بذلك تعتبر أكثر بلد عربي في الوقت الحالي قدم أبناءه للاستشهاد في الأوطان العربية، فداء للإسلام والعروبة، ونصرة لهما، فهي بلد الشهداء والتضحية، كما أن قيادة الإمارات حفظها الله دائماً وأبداً سباقة في مواقفها الخليجية والعربية، ولعل أزمة البحرين وموقف الإمارات منها خير دليل على مكانة البحرين في قلب قيادة وشعب الإمارات الشقيقة.
السياسة الخارجية للإمارات تؤكد دائماً أنها تعتبر كل العرب أبناء الإمارات وأنها تعتبرهم أسرة واحدة وجب الدفاع عنهم، لذا ليس مستغرباً أن تحتل المرتبة الأولى عالمياً كونها أكبر بلد منح المساعدات الإنسانية خلال الأزمة اليمنية، لتقديمها ما قيمته 188 مليون درهم كمساعدات غذائية عاجلة، و314 مليون درهم قيمة المساعدات الإنسانية ككل من كهرباء وطاقة وغذاء.
من يتصفح اليوم تاريخ هذه الدولة الكبيرة بعطائها سيجد أنه مقابل كل التحديات الأمنية والإقليمية الحاصلة إلا أنها لاتزال مصرة على تخطي الصعوبات ومجابهة التحديات لنيل النجاحات المستمرة، والوصول للأرقام المتقدمة في كافة مجالات التنمية، وأنه كما البيت الإماراتي متوحد وواحد، فإنهم لا يقبلون إلا أن يكونوا رقماً واحداً في كل شيء. شعب الإمارات الشقيق ليس أسعد شعب من ناحية ما أظهرته إحصائيات مؤشر السعادة الدولي، حينما احتلت المرتبة الأولى على المستوى العربي، والـ14 عالمياً فحسب، وإنما أيضاً أسعد شعب عربي في عطائه ووطنيته العربية الإسلامية، إنهم يدركون مرتبة الشهداء عند الله، لذا فهم رغم فقدان أبنائهم رحمهم الله يفتخرون بنيل هذه المراتب العظيمة في الإسلام، هم باختصار أبناء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، الذي علمهم أن يكون خيرهم دائماً للناس «زايد».
* إحساس عابر:
- شعب الإمارات الشقيق كما حكامه في التعامل مع شعب مملكة البحرين، دائماً ما نلمس منهم الاهتمام والسؤال ومتابعة الأحداث الأمنية أولاً بأول والحمية في الدفاع عن شرعية البحرين وأمنها.
- الإمارات قصة نجاح عربية وشعب البحرين مع مواقفها وخطواتها ضد أعدائها.