من الضروري أن يتسع صدر إخواننا النواب لصوت المواطنين، مهما علا أو انخفض ذلك الصوت، وألا تستفزهم الانتقادات الحادة من طرف بعضهم، بل يجب أن يتفهم النواب حجم المعاناة التي يعاني منها المواطن البسيط جراء صعوبة العيش في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والراهنة، فصراخ الناس أيها النواب على قدر الألم.
ليست هنالك من عداوة بين الناس ونوابهم، ولو كانت هنالك من عداوة، لما تجشم المواطن عناء الذهاب لصناديق الاقتراع من أجل انتخاب النائب، بل كل ما في الأمر، أن بعض الناخبين من المواطنين لم تعجبهم الآلية التي انتهجها بعض الإخوة النواب في معالجة القضايا الاقتصادية التي تمس معيشتهم، فعبروا بطريقتهم العفوية عن امتعاضهم ورفضهم لمنهج أولئك النواب، وعليه لا يستحق المواطن أن يجرجره النواب في المحاكم بسبب كلمة أبداها بطريقة بريئة لم يقصد منها أي نوع من الإهانة أو الاستنقاص بشخص النائب، بل كل ما في الأمر، أنه كان يريد أن يوصل صوته للنواب بطريقته البسيطة، وعليه لا يستحق ردود الفعل القاسية.
يجب على الإخوة النواب أن يتسع صدرهم للانتقادات ولكل ما يمكن أن يكون محل نقد لأدائهم السياسي والتشريعي، على اعتبار أنهم غير معصومين من الزلل، ومن الممكن جداً أن يقوم الناخب ولو بعد حين من الزمان من إبداء رأيه في القضايا التي تحدد شكل مستقبله وقوت يومه، بل من حقه أن يقوم بتقويم النائب إذ اعوج مساره بالطريقة القانونية والأخلاقية المناسبة.
نكرر ونقول، لا يستحق المواطن البحريني أن «يزعل» عليه أعضاء مجلس النواب، بل يجب أن يتفهم الإخوة من النواب حجم المعاناة التي يشعر بها المواطن البحريني حين يتم الضغط عليه في حياته المعيشية، حتى لو كانت تلكم الضغوطات مشروعة ومبررة بسبب ما تمر به الدولة من ظروف مالية صعبة، بل على العكس من ذلك، إذ يجب على النواب أن يراعوا مشاعر الناس وحساسية موقفهم من لقمة العيش ونوع المستقبل الذي ينتظرهم.
نصيحتنا الأخوية لأعضاء مجلس النواب أن يسحبوا القضايا التي تم رفعها ضد بعض المواطنين الذين ربما عبروا بطريقتهم الخاصة عن رفضهم للأسلوب الذي اتبعه بعض النواب في معالجة الأزمة الاقتصادية الأخيرة من المحاكم، وأن يتعقَّلوا ويقدِّروا ظروف الكثير من المواطنين الأعزاء الذين يضعون مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات الشخصية الأخرى، فالبحرين في حاجة لأن يتكاتف الجميع من أجل معالجة قضاياهم المعيشية بطريقة وطنية، بعيداً عن «الشخصنة» ورسم العداوات غير المشروعة بين الموطنين والنواب، فالنائب أقسم على أن يقوم بخدمة الناس لا أن يقف ضدهم في وقت الأزمات. أتمنى أن يعمل الإخوة النواب بهذه النصيحة لأجل صالح الوطن ولصالحهم قبل مصلحة الناس، فالكلمة الطيبة خير وأبقى.
ملاحظة: نحن في كل الأحوال مع كل وسائل النقد المشروعة، لكننا بطبيعة الحال نرفض كل الوسائل الأخرى غير المشروعة كالشتائم والسباب والسخرية واستنقاص قدر الاخرين.