أثار إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة قبل فترة استحداث وزارة للسعادة استغراب الكثيرين بشكل عام والباحثين والمهتمين بالشأن الإماراتي بشكل خاص. ونسي أو تناسى البعض أن يوم 20 مارس من كل عام يوم عالمي للسعادة، وذلك منذ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة له في 28 يونيو 2012.
وبالتالي أصبحت السعادة المؤشر الإيجابي الوحيد الذي تقاس عليه الحالة الشعورية لمختلف شعوب العالم. ومدى هناء المواطنين ورفاهيتهم الشخصية. كل ذلك في ظل انتشار الإرهاب والعنف الجسدي والروحي، وما يجتاح العالم من أزمات اقتصادية واجتماعية وحضارية، فما هي السعادة؟ وما هي مؤشرات السعادة عالمياً؟ ومن هي الدولة الأسعد عالمياً؟ وما هو موقع الإمارات على مؤشر السعادة؟
عرف العديد من الفلاسفة منذ القدم السعادة، فعلى سبيل المثال، عرفها أرسطو «باعتبارها هبة من الله يحصل عليها عندما يسير في طريق الفضيلة والخير، وهي هدف البشرية الحقيقي». أما أفلاطون فرأى أن «السعادة في سلامة النفس وليس في سلامة الجسد، وهي في فضائل الحكمة والشجاعة والعفة والعدل، ودون اشتراط عنصر الفضيلة لتحقيقها».
وفي ما يتعلق بمعايير مؤشر السعادة، فأبرزها: شعور الإنسان بأن له هدفاً في الحياة، رغم الضغوط والأعباء اليومية، والأمن الغذائي ووجود مأوى ووجود نية للهجرة من عدمها ومستوى الرفاهية المالية، ومدى وجود مشاركة ودعم مجتمعي ومستوى التعليم والصحة والتنوع البيئي والثقافي والمستوى المعيشي، وتمتع الأفراد بحرية الرأي والتعبير دون أي ضغوط أو ممارسات تعسفية تحد من نشاطهم الفكري والسياسي، وتوافر مجتمع مدني قوي ومدى الاستعداد للعمل التطوعي ومساعدة الآخرين، وانخفاض معدل الفساد والفقر في المجتمع، ومدى الثقة في الانتخابات والمؤسسات المحلية.
وتعد الدنمارك الدولة الأسعد على مستوى العالم، تليها النرويج ثم سويسرا فهولندا ثم السويد. أما عربياً فقد تصدرت الإمارات الشقيقة المركز الأول عربياً بحصولها على المرتبة الـ28 في قائمة الدول الأكثر سعادة في العالم. ولهذا السبب استحدثت الإمارات وزارة للسعادة مهمتها السعي نحو تحقيق السعادة والإيجابية في العمل وفي الحياة اليومية.
وأظن في الختام، قد فهم الكثير من القراء الأعزاء لماذا استحدثت الإمارات وزارة للسعادة، بينما اعتبرها غير المدركين لحقيقة الأمر أنها مجرد ترفة أطلقت في حينها، لكن الآن تمت معرفة سبب الاستحداث، وعلى الآخرين في الدول الأخرى البحث عنها وفي ما وراءها عندهم.
* أكاديمي مصري