رغم أن المرأة العربية في هذا العصر دخلت مجالات كثيرة وتولت مناصب قيادية عديدة إلا أن بعض المجالات لم تخضع لقيادة المرأة رغم إيمان المجتمع بقدرات ومهارات المرأة في كل جانب ومجال، مثل وزارة الداخلية أو قيادة الجيش أو منصب المحافظ في المحافظات المختلفة.
وفي الدول ذات الحكم الجمهوري لم تتول المرأة العربية منصب رئيس الجمهوية بعد، فقد اكتفت بعض السيدات بلقب السيدة الأولى في البلاد، واكتفت بعض النساء أيضاً في العصور العربية في العهد الاموي والعباسي وما تلا من عهود، اكتفت بأن تتوارى وراء الستار لتحكم البلاد عن بعد بقيادة زوجها أو أبيها، ولا شك في أن المرأة العربية قادرة على ان تتولى منصب رئيسة وزراء، وهذا العهد أظنه ليس ببعيد.
تيريزا ماي هي ثاني امرأة تتولى رئاسة الوزراء في بريطانيا بعد مارغريت تاتشر التي لقبت بالمرأة الحديدة لأنها كانت رئيسة وزراء حازمة في تطبيق السياسات كما لقبت أيضاً بصاحبة المعجزات السياسية والأرقام القياسية، وتعدت شعبيتها حدود بريطانيا وتم انتخابها لرئاسة الوزراء ثلاث مرات متعاقبة، وتأتي هذه الشعبية لتاتشر الحازمة لحاجة بريطانيا لمثل هذه القيادات حتى وإن كانت امرأة، فمادام القائد يقود البلاد إلى النهضة والتطور والازدهار لا ضير بأن تحكمهم امرأة، كذلك الحال بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فهيلاري كلنتون تقف وقفة اللبؤة لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ليعطي الشعب الأمريكي درساً بأن الرئاسة يمكن أن تكون للرجل الأبيض والأسود كما يمكن أن تكون للمرأة، ورغم أن سياسة البيت الأبيض واحدة ومعروفة بالنسبة لنا في الشرق الأوسط كان من كان في الرئاسة، إلا أن المرأة قد تكون لربما وأقولها لربما تكون أكثر حنكة وتبصراً بعد أن قاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما وجورج بوش الابن العالم إلى حروب وإرهاب.
أول امرأة تولت منصب رئيس وزراء في العالم الحديث هي سيريمافو باندرانايكا حيث ترأست حكومة سيريلاناكا ثلاث مرات، أما أنديرا غاندي فهي ثاني امرأة تتولى منصب رئاسة الوزراء في الهند أيضاً لثلاث فترات متتالية حيث كانت أنديرا غاندي امرأة ذات شأن قوي قادت الهند إلى القوة والتطور في جميع المجالات، أما بنظير بوتو فهي أول امرأة في بلد مسلم تتولى منصب رئيس الوزراء، ولكن لو عدنا إلى الوراء قليلاً إلى أزمنة كانت فيه المرأة تباع وتشترى وكانت تمثل العبء على الأسرة والمجتمع. كان ظهور المرأة الحاكمة آنذاك يمثل المرأة الحديدية مثل الملكة بلقيس ملكة سبأ والملكة حتشبسوت إحدى أشهر الملكات في تاريخ الحضارة الفرعونية التي تميز عهدها بأمور كثيرة؛ فرغم قوة الجيش وعدده إلا أنها كانت تأخذ من تنمية العلاقات الدولية خصوصاً المعاهدات والبعثات التجارية مساراً آخر للسلام وهذا لا شك في أنه يأخذ منحنى ومنعطفاً جميلاً ومهماً في التنمية والازدهار فالقوة الاقتصادية لا تقل شأناً عن قوة الجيش وهذا ما تميز به عهد الملكة حتشبسوت.
الشعب والمجتمع بحاجة إلى قائد يقود بلاده إلى الرفعة والتطور، فالمرأة إن كانت تؤتمن على تربية أبنائها وتعليم وتربية الطلاب في المدارس في المراحل الأولى، إذن هي بالتأكيد محل ثقة في أي منصب تعتليه، فالمرأة تمثل جميع المجتمع وليس نصفه، وأحسب أن المرأة في كل موقع هي امرأة حديدية.