سوريا تقع في قلب منطقة الشرق الأوسط، حيث إن المخططات الإرهابية بالمنطقة تنطلق من تلك الدولة ويتم بها عملية تدريب وتصدير الإرهاب، ولكن حسب المؤشرات الحالية يبدو أن نظام بشار الأسد قد وقع عقد تمديد العمل في سوريا لدى الدول المسيطرة على العالم.
إذ إن جميع الأحداث التي خلال الأيام الماضية مثل محاولة الانقلاب في تركيا وسقوط ضحايا في حادثة دهس في فرنسا وغيرها من الأحداث تأتي ضمن خطط تمديد عمل النظام الجائر في سوريا، حيث إن إبقاء أجهزة الإعلام بعيدة عنه هو أمر سيجعل له طريقاً للشرعية.
للأسف فإن جميع الأحداث تذهب لصالح إبقاء نظام الأسد بسوريا، فلا يمكن الإبقاء عليه من دون خلق أزمات مفتعلة، حيث إن الدول التي تضررت من جراء وجود بشار هي من جرت فيها العمليات الإرهابية والانقلابية بمعنى أن من يدير تلك العمليات هو نفسه الذي يرعى النظام، ولا سيما أن الدول التي تدعي بأنها تحارب الإرهاب هم الذين يبحثون عنه لضرب من يقف ضد هذا النظام الجائر بحق البشرية والإنسانية جمعاء.
وأصبحت اليوم الفضائيات والدبلوماسيات العربية والدولية تبحث في قضايا أخرى غير نظام الاسد في سوريا، بل بات الملف السوري من الملفات التي لا يتم تداوله بكثرة لأنه محاط بمجموعة من الدول المساندة له نظراً لمصالحها التي ترتبط به مما سيعطي لها هيمنة أكبر ونفوذاً أعلى وحلفاء مميزون يخدمونهم بالأموال والطاقات وخير مثال التحالف الروسي الإيراني والروسي الأمريكي الذي يهدف لتنفيذ مراحل المخطط التقسيمي لمنطقة الشرق الأوسط.
الخطط تحاك وهدير المحركات الدبلوماسية يعلو على مدار الساعة نترقب الأحداث وما يجري في دولنا ولا تعلم الشعوب أن كل هذه المحركات اليومية هي من ستقضي على مستقبلها ومستقبل الأجيال القادمة، فدول الخليج العربي حالياً أمام تحدٍ قوي يواجهها بكل تلك المخططات بالمنقطة، فإعلان الاتحاد الخليجي أصبح ضرورة ليست ملحة بل حتمية، حيث إن الشعوب الخليجية تراقب مصيرها يومياً عبر وسائل الإعلام الغربية التي دوماً ما تعطي للعرب أخبارها السلبية، وسط تعمق التحاليل الإخبارية للفضائيات المعادية التي تستند على دلائل مصطنعة ولا تمس للواقع بشيء.
غياب التصعيد الخليجي تجاه القضايا التي تجري في شمال الشرق الأوسط سيعطي مجالاً لتمديد عقد عمل نظام بشار الأسد في سوريا ويجعله شرعياً، بل أن تنظيم كداعش سيرجع لأخذ أنفاسه مرة أخرى لمعاودة العمل نظراً لكون الأحداث الجديدة بالدول كتركيا وبعض الدول الأوروبية من شأنها أن تجعل العالم يغفل عن الشأن السوري والمد الإيراني وتدخلاتها ومؤامراتها ضد دول الخليج العربي.
فعلاً الشعوب العربية والخليجية تنظر إلى تلك الأحداث على أنها مقدمات لشيء آت، فهي لا تعلم نهاية كل هذه السيناريوهات التي يقوم بها اللاعبون الدوليون الأساسيون، ولكن أتوقع أن ذلك سيعطي صحوة لدولنا للالتفاف حول نفسها والتمعن في أن ما يجري هي دروس للطريق نحو الاتحاد وخلق تحالفات مصيرية على مختلف المستويات، لحمايتها من الأطماع الغربية التي تستهدف عروبتنا وإسلامنا.