تعودنا من قبل “انقلاب 2011” على محاولات الكذب والفبركة التي تمارسها الجماعات الانقلابية والكارهون للوطن، لدرجة بتنا لا نصدق حتى أي “كلمة صدق” تصدر عنهم، فالكذاب بحق بلده، هو كذاب في كل شيء.
رأى العالم بأسره، بالأخص من له عقل حر غير مؤدلج، رأى كيف أن البحرين تعرضت لتشويه صورة ممنهج، كان هدفه التأثير على الخارج بحيث يتم التصوير له بأن البحرين مرادف حالها لما يحصل في سوريا والعراق.
رأينا كيف وضعت صور مفبركة لحوادث في المغرب العربي في صحف بحرينية وقيل يومها بأنها أحداث حصلت في البحرين!
رأينا صنوفاً من الكذب في وسائل الإعلام فاق كل التوقعات، صرخ بعضهم بأن الجثث ملقاة على الشوارع بآلاف مؤلفة، وهي كذبة دحضها حتى تقرير لجنة تقصي الحقائق، وصرح بعضهم بأن هناك استهدافاً دينياً للناس، والحقيقة تقول بأن مناصب الدولة العليا فيها من جميع المذاهب والطوائف وحتى مراكز الشورى، إضافة لما أفرزته الانتخابات.
حجة الشخص الضعيف دائماً حينما يتم اكتشاف مخططاته، وحينما يتم فضحه، وحينما يثبت جرمه، حجته دائماً تتحول إلى المسلك الديني، يحاول إقحام الدين في كل شيء، يحاول أن يصور بأن هناك حرباً قائمة بين مشركي قريش والمسلمين، والمخجل أنه يقول هذا الكلام في بلد إسلامي، دستوره يؤكد على ذلك، وكتاب الله مصدر من مصادر التشريع، ومساجد الله لكلا الطائفتين السنية والشيعية تملأ القرى والمدن.
لذلك فإن السكوت عن “الهرطقة” الأخيرة أو بالأصح “الكذبة” الأخيرة الصادرة من 4 شخصيات مارست التحريض ومناهضة البلد والنظام والقانون فيه، تسمى “بيان العلماء” هو سكوت مرفوض من قبل المخلصين لهذا الوطن، المؤمنين بدين الإسلام، هذا الدين الذي لا يمكن اختزاله في شخوص، فالله واحد أحد لا شريك له، ولا أحد يمثل الدين كشخص سوى الرسول صلوات الله عليه المكلف بنشره ودعوة الناس له، فهو من يوحى إليه الوحي.
عموماً، بيان “الكذب” القصير جداً بكلماته المحدودة، أراد من خلال الموقعين ومن ضمنهم المسقطة عنه جنسيته وكيل خامنئي إيران في البحرين عيسى قاسم، أرادوا من خلاله إيهام الناس بأن البحرين كدولة تمارس “تضييقاً دينياً” عليهم كعلماء يمثلون “شيعة البحرين” الكرام.
بيان فيه من “استغفال البشر” خاصة الأبرياء الكثير، بيان فيه “هرطقة” باسم الدين، حينما يقوم أشخاص باختزال الدين والمذهب بهم، وكأنهم أنبياء مرسلون، ويتهمون الدولة بأنها تحارب الدين والمذهب، فقط لأنها أثبتت على أحدهم تجاوزاته على القانون، أثبتت عليه تهم التحريض والدعوة لسحق رجال الأمن، وتهمة تقسيم المجتمع وشرخ باستخدام الطائفية، ودعوة “الحسينيون واليزيديين”، وفوق ذلك اتخاذها إجراءات قانونية بحق جمعه المال بطريقة مشبوهة، وتعاملات أكثر شبهة، تربطه بجهات خارجية من ضمنها إيران التي تناصب البحرين العداء الصريح.
لذلك، فإن هذا البيان لا يجب السكوت عنه، لأن هدفه تشويه حقيقة الوضع الراهن في البحرين، هدفه النيل من قيادة البلد، وهدفه الانتقاص من القانون والطعن في القضاء.
البحرين لم تعادِ الدين أبداً، ولم تناصب أي مذهب العداء، والمذهب الشيعي الذي يحاول هؤلاء المنصبون أنفسهم “أوصياء” عليه وعلى المنتمين له، لم تحاربه الدولة بل على العكس، له المكانة المحفوظة ولرجال الدين الوطنيين الذين يمثلونه الحظوة والمكانة الرفيعة حتى في مجالس القيادة والحكم، وهناك ما يشهد بذلك ويوثقه من أدلة وبراهين وثوابت.
البحرين كقيادة هي من الداعمين دوماً عبر مكرمات جلالة الملك حفظه الله للمواكب الحسينية وشعائر عاشوراء، من خلال التموين وفتح الباب الواسع لممارسة الشعائر بحرية دون قيود، وذلك احتراماً للدين والبشر.
بالتالي من يريد اليوم أن يصور البحرين بأنها قامعة للحريات الدينية، فقط لأنها حاسبت أشخاص “يرتدون رداء الدين” ويستغلونه بتهم جنائية مدنية، هو يمارس “محاولة يائسة” لكسب تعاطف أجنبي لن يقدم أو يؤخر شيئاً في مضي الدولة لتطبيق القانون.
إن كان عيسى قاسم يقول بأنه رجل دين، كان حرياً به من الأساس ألا يتحول لرجل سياسة يلبس رداء الدين، كان حرياً عليه وهو يعتلي المنبر أن يتكلم بخطاب ديني لا خطاب سياسي فيه من مناهضة الدولة الكثير، وفيه من التحريض ما هو أكثر.
إن كنتم تتحدثون عن قمع الحريات الدينية ومحاربة الناس في مذاهبهم، رجاء لا تقوموا بإسقاط صورة نظم أخرى على البحرين، عل بعض الغافلين الجاهلين يصدقونكم.
كلنا نعرف من هي الدولة الطائفية التي تحارب الناس في دينها ومذهبها، هي “قبلتكم” الأولى وسيدة قراركم، هي إيران التي لن تجد في طهران مسجداً واحداً للإيرانيين السنة.
ناهضوا الدولة وأعلنوا الحرب معها، بل تحدثوا بكل قوة وجسارة، وحينما “حق الحق” وجاء تطبيق القانون، بدأ التباكي، ووصل اليأس لمحاولة استغلال الدين للمرة المليون.