في مشاركته المتميزة بالمنتدى العربي الأول لحقوق الإنسان الذي عقد في المنامة السبت الماضي تحت عنوان «التهديدات الإيرانية للأمن الإنساني العربي» لفت المستشار الكويتي الدكتور فهد الشليمي إلى مجموعة من النقاط المهمة منها أربع تستدعي وقفة أولها أن مشكلتنا ليست مع الشعب الإيراني الطيب المسالم ولكن مع النظام الإيراني وحكومة الملالي «أغلب الشعب الإيراني يرفض هذا النظام الذي تسبب في إعادة إيران إلى الوراء وأدخلها في مشكلات مع الجيران ومع كثير من دول العالم»، وثانيها أن المادة 154 من الدستور الإيراني تجيز لإيران التدخل في شئون الدول الأخرى «نص المادة «تعتبر جمهورية إيران الإسلامية سعادة الإنسان في المجتمع البشري كله قضية مقدسة لها، وتعتبر الاستقلال والحرية وإقامة حكومة الحق والعدل حقاً لجميع الناس في أرجاء العالم كافة، وعليه فإن جمهورية إيران الإسلامية تقوم بدعم النضال المشروع للمستضعفين ضد المستكبرين في أية نقطة من العالم، وفي الوقت نفسه لا تتدخل في الشؤون الداخلية للشعوب الأخرى»، وإن لم يكن معلوماً كيف أن بإمكانها أن تقوم بكل هذا من دون أن تتدخل في الشؤون الداخلية للشعوب الأخرى»، وثالثها أن علينا ألا نسمح للطائفي الصغير الذي بداخلنا أن يعمينا عن الوطنية «هذا للأسف ما صرنا نعاني منه اليوم بعد كل هذه المتغيرات التي شهدتها المنطقة ولاتزال». أما النقطة الرابعة والتي ينبغي أن تعطى مساحة أكبر من الاهتمام فهي أن الأخطاء في الأنظمة الخليجية موجودة ولكن من حق هذه الأنظمة علينا كمواطنين خليجيين أن نبرز حسناتها وأفضالها علينا
فيما يخص النقطة الرابعة قال الشليمي معلقاً إنه يكفي أن هذه الأنظمة هي التي وفرت لنا التعليم الذي أوصلنا إلى مرحلة صرنا فيها قادرين على استخدام التكنولوجيا التي صار البعض منا للأسف يوظفها سلاحاً ضدها بدل أن يعبر من خلالها عن الامتنان. طبعا الشليمي لا يدعو إلى عدم التنبيه للأخطاء والسكوت عنها و»الطبطبة» على الحكومات الخليجية فهو يعتبر هذا واجباً، ولكنه يدعو إلى عدم التنكر لما قامت وتقوم به هذه الحكومات من أعمال لولاها لما تمكنا من التواصل مع العالم ولبقينا في آخر الصف «عملياً العالم لا يعتبر دول مجلس التعاون من دول العالم الثالث».
نحن إذن أمام دعوة ملخصها أن عليكم أن تكونوا موضوعيين، فمقابل الأخطاء التي لا يمكن إنكارها ولا تنكرها الحكومات نفسها قدمت الأنظمة الخليجية للمواطيين الخليجيين الكثير مما يستوجب الشكر والثناء، والكثير مما يفترض ألا ينسوه وأن يكون سبباً في عدم الانحياز ضدها خصوصاً وأن الآخر الذي يدعو إلى «التمرد» عليها لا يستطيع أن يقدم شيئاً مما قدمته هذه الأنظمة في زمن قياسي.
كل خليجي يسافر إلى الخارج وخصوصاً إلى الدول التي تعتبر نفسها ثورية وديمقراطية ومدافعة عن حقوق الإنسان ويتعرض أثناء سفره إليها إلى مشكلة مهما كانت صغيرة لا يجد أمامه سوى الإقرار بأن من ينتقد الأنظمة الخليجية يظلمها وأن من يروج لتلك الدول ويسعى إلى رفع شأنها يظلم نفسه.
كثيرة هي المنجزات التي حققتها الأنظمة الخليجية لمواطنيها في كل المجالات، وأي مقارنة بينها وبين ما وفرته أو توفره الأنظمة الأخرى التي ترفع تلك الشعارات الرنانة لمواطنيها هي في صالح الأنظمة الخليجية، بل إن المقارنة نفسها تكون ظالمة وغير موضوعية، فما تحقق للمواطنين في دول مجلس التعاون يحلم المواطن الإيراني أن تحقق له حكومته معشاره، وما يتمتع به المواطن الخليجي اليوم هو بالنسبة للمواطن الإيراني مثلاً ضرب من الخيال.
كثيرة هي الشواهد التي تدعم فكرة ورأي الشليمي، وكثيرة هي المنجزات الخليجية التي يتمتع بها المواطن الخليجي وتستحق الثناء.