ينشغل المصريون والعرب على وجه الخصوص بموضوع الحروب، وخاصة أن العديد يسمع دائماً عن حروب الجيل الرابع والخامس وغيرها، والسؤال الذي يطرح نفسه هل ما تشهده دولهم تدخل في نطاق الحروب أم شيء آخر؟ من خلال هذه المقالة نعرض لسمات الحروب الجديدة.
فقد تناولت العديد من الكتب والأبحاث موضوع الحروب الجديدة على يد باحثين متخصصين في هذا الشأن، أبرزها: كتاب «الحروب القديمة والجديدة» للباحثة السياسية الأمريكية مـاري كـالدور، وكتاب «الحروب الجديدة» للباحث السياسي الألماني هيرفرايد مونكلر، وكتاب الباحث الأمريكي المختص في العلاقات الدولية يشوع غولدشـتاين «كسب الحرب على الحرب» وغيرها. وتوصلت هذه الكتب وتلك الدراسات إلى انتهاء الأطر التقليدية للحرب التي حددها Clausewitz أحد أهم المنظرين في هذا المجال، في كتابه «في الحرب» الصادر عام 1832م.
وأشارت إلى أن الحرب الجديدة لها سمات جديدة مختلفة عن الحروب التقليدية، أبرزها:
أولاً: أنها حروب داخلية، تنفذ داخل الدول ذاتها، وبالتالي نلاحظ عدم وجود جيوش نظامية مواجهة لبعضها بعضاً.
ثانياً: المعركة والمواجهات تتم بين «فاعلين من غير الدول»، يكون الأطراف فيها من سكان الدولة ومواطنيها.
ثالثاً: أنها أكثر انتشاراً وخطورة، لاسيما مع إمكانية امتدادها إلى الدول المجاورة سواء بتعدي أحد الأطراف في الدولة الواقع فيها الحرب على حدودها أو مواطنيها أو رغبة من الدولة أو الدول المجاورة للتدخل فيها لحسم الحرب لصالح طرف على حساب طرف آخر.
رابعاً: أنها حروب دائمة، فمن يدخل فيها قد لا يتمكن من الخروج منها أو تخطيها وإعادة بناء الدولة مرة أخرى.
خامساً: تتم في دول تعاني من انقسام مجتمعي حاد، إذ تتداخل فيها الروابط القبلية والعرقية والدينية والعائلية وغيرها.
كما هو الحال في الصومال وتشاد والسودان واليمن والكونغو الديمقراطية وغيرها.
وبالتالي فكرة إخضاع المجتمع تحت السيطرة والوصاية السياسية انتهت، وكأنها حرب الكل ضد الكل والكل خسران فيها.
سادساً: أنها حروب تدار عن بعد، من خلال الصراع بين القوى الكبرى على بسط السيطرة والنفوذ على العالم.
ومن مصلحتها إضعاف الدول والشعوب الأخرى.
فعلى سبيل المثال، الولايات المتحدة الأمريكية أكثر دول العالم إنفاقاً على التسليح الذي بلغ حوالي 596 مليار دولار، بحسب تقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام 2016.
وفي النهاية، حاولت أن ألفت انتباه القراء الأعزاء إلى سمات الحروب الجديدة، حاملاً في مضمونها رسالة إلى كل مصري وعربي مخلص لبلده، حافظوا على بلادكم.
*كاتب وأكاديمي مصري