تناولت في المقال الماضي المنشور يوم الجمعة الموافق 9 سبتمبر 2016، روح السياسة وفوائدها، وتطرقت إلى أهمية الإقناع، سواء في نشر الحقائق المعروفة أو الحديثة، ويغطي هذا المقال العوامل الأساسية للإقناع، وعناصره.
يقوم الإقناع بالأساس اعتماداً على العاطفة، وهذا لا يعني تغييب العقل كلية، وللإقناع أربعة عوامل، تساهم في إدخال الفكرة إلى قلوب وعقول الآخرين، وهي:
أولاً: النفوذ، يوحي إلى النفوس بأمر ما ويلزمها به، فالناس تعتقد أن التصرفات والقناعات الصحيحة هي الناتجة عن الأشخاص الذين يتمتعون بالتأثير داخل المجتمع.
ثانياً: التأكيد، دون برهان، والذي يعفي من المجادلة، فعلى سبيل المثال، تقول «متأكد أننا قادرون على»، أو تقول «سوف نجتاز تلك المرحلة أو أنا متأكد من إخلاصكم».
ثالثاً: التكرار، الذي يجعل المرء يسلم بصحة الأشياء المؤكدة، وهنا يكون الشخص حريصاً على ألا يمل أو ييأس أبداً. ويمكن أن يستخدم التكرار بعدة صور، منها، تكرار الكلمات في بداية الجمل، مثل: «عندما كنت كذا.. كنت كذا»، و أفهم كمسؤول، وأفكر كمسؤول وأعمل كأحد المواطنين»، أو أن تتكرر بعض العبارات من حين لآخر، لتؤكدها في ذاكرة المستمع. فعلى سبيل المثال، أبراهام لينكولن لم يمل ولم ييأس رغم فقد والدته وثلاثة من أبنائه وأخته وصديقته، وفشله في التجارة وسوق العمل، وخسارته في 8 جولات انتخابية منفصلة، قبل أن يتم انتخابه رئيساً للولايات المتحدة.
رابعاً: العدوى النفسية، التي يتحول بها اليقين الضعيف للفرد إلى يقين قوي، وهي تساهم في الانتشار بسرعة كبيرة، فالناس يعتقدون أن التصرفات والقناعات الصحيحة هي التي تعبر عنها الجماعة.
وعناصر الإقناع كثيرة، منها: إقناع بفعل البيئة، وإقناع بالصحف والمجلات، والإقناع بالإذاعة والتلفزيون، وإقناع باللجان الخفية، وإقناع بالإعلانات، وإقناع بتأثير المصلحة الشخصية، وغير ذلك من أوجه للإقناع. وفي عالم السياسة قد تستخدم أكثر من وجه، فقد تحتاج لاستخدام الصحف والمجلات والتلفزيون والإعلانات وتأثير المصلحة الشخصية في آن واحد. كأنك تقدم على عمل كبير فتحتاج إلى استخدام أكثر من وجه للإقناع حتى تحقق هدفك دون ملل أو كلل.
ما أحوجنا في العالم العربي للإقناع، سواء على مستوى الفرد أو على مستوى الأسرة أو على مستوى الجماعة أو مستوى القيادة، حتى نعيد التواصل بين القيادة والجماهير، فالإقناع سيحقق فوائد كثيرة، أبرزها، عودة الابتسامة إلى وجه العرب. أيها العرب مارسوا الإقناع وتجنبوا القهر تسحروا قلوب شعوبكم.
كل عام ومملكة البحرين قيادة وحكومة وشعباً بخير وسعادة بمناسبة عيد الأضحى المبارك.