في أول يوم عمل بعد عودته سالماً من الخارج، شرفني صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء الموقر بلقاء هنأني فيه على حصولي على وسام آسيا للصحافة الرياضية.
الأمير خليفة حقق الكثير خلال الأيام الماضية خلال حراكه الخارجي على صعيد تعزيز العلاقات الخارجية، ودعوة دول «الآسيان» للتوحد، إضافة لإعادة المياه لمجاريها بين الشقيقة السعودية والصديقة تايلند، إضافة لأحاديثه المركزة على وحدة الخليج والمصير المشترك، خلال تقديمه واجب العزاء في فقيد الشقيقة قطر الأمير الجد خليفة رحمه الله.
لذلك أعتز بهذا الشرف الذي حظيت به، من رجل منح أحد أبنائه المخلصين جزءاً من وقته الثمين في أول يوم عمل، ليقدر له إنجازاً مقروناً باسم البحرين.
الصديق والزميل العزيز الأستاذ مؤنس المردي رئيس جمعية الصحفيين الذي نبارك له انتخابه مجدداً لرئاسة الجسد الرسمي الذي يمثل الصحفيين، قال لصاحب السمو إن هذا الإنجاز هو الأول من نوعه بالنسبة للبحرين، وأن فيصل هو أول إعلامي بحريني يحظى بهذا التكريم.
رد الأمير خليفة بحد ذاته وسام أفتخر به، قال بأن الوسام يستحقه فيصل، فهو ابن لنا، ومن رجال البحرين المخلصين، وسجل عطائه الإعلامي الوطني يشهد له، ولا يحتاج لشهادة الناس، تكفيه شهادة بلاده، والأهم بأن إنجازه أهداه للبحرين.
نعم يا صاحب السمو، البحرين هي المهمة، وهي الأساس، وهي التي نعمل لها، سواء أكان الإنجاز يحققه فيصل أو غيره من أبناء الوطن المخلصين، الأهم هي البحرين، هذا الكيان الذي نحن ذرات تراب فيه، بتجمعنا وتحلقنا ووحدتنا وإخلاصنا له، نكون جميعاً في وحدة واحدة، نكون تربته ونكون صلابة أرضه.
الأمير خليفة هو «الأب الروحي» لكتاب البحرين المخلصين وللأسرة الصحفية الوطنية، يكفي كلامه الدائم عن الصحافة، ويكفي قوله بأنه «واحد منا»، وأنه أول من يقرأ ما نكتبه من الصباح ويتفاعل معه، وفي كل لقاء يوجه بداية الشكر للأستاذ العزيز أنور عبدالرحمن أكبرنا سناً وخبرة وحرفية في العمل الصحفي، يشكره على ما يقدمه مجمل الصحفيين الوطنيين، ويذكر بالاسم حضور مجلسه من الإعلاميين فرداً فرداً.
في مجلس يوم أمس تكلم الأمير خليفة بخطاب يعكس أولويات المرحلة، تحدث عن وحدة الخليج العربي وضرورتها، وكيف أننا اليوم وبعد الاستهداف السافر الذي استهدف قبلة المسلمين، كيف أننا اليوم لا يقبل منا أبداً التمثل بالأقوال فقط، بل لا بد من إتباعها فوراً بالأفعال.
وجه كلامه المباشر للدكتور عبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي الذي كان متواجداً، وكيف أن سموه يترقب اليوم موقفاً خليجياً بالأفعال تجاه الاستهداف الذي طال المملكة العربية السعودية، مشدداً على أنه ليس استهدافاً لدولة واحدة، بل هو استهداف للكيان الخليجي والعربي والإسلامي برمته.
أما السعودية الشقيقة الكبرى، فلها دائماً نصيب في كلام «أسد البحرين»، مواقف المملكة معنا، ومع الخليج ومع العرب والمسلمين كلها أمور لا ينكرها إلا جاحد، في المقابل المخلصون والعادلون هم الذين يرون في السعودية أساساً إسلامياً وعروبياً لهم، يرونها القبلة التي نلتف حولها، هي تحتضن قبلة المسلمين، وهي بذاتها كدولة قبلة العرب والمسلمين في وحدة مواقفهم، وفي قوتهم وفي عزمهم وحزمهم.
إن كنت تريد أن تعرف الوطني والمخلص لقوميته ودينه، فعليك أن ترى موقفه من السعودية، قالها الأمير خليفة بن سلمان بصريح العبارة «من يحب البحرين يحب السعودية»، وهي جملة تختصر الكثير، فيها من حنكة الأمير ما يطول في كتابته المقام.
* اتجاه معاكس:
عميد السفراء في البحرين الشيخ عزام الصباح سفير الكويت الشقيقة، كان يوم أمس جالساً على يمين الأمير خليفة، في تقدير عزيز تكنه البحرين لدولة الكويت ولسفيرها، هذا الرجل الطيب رفيع الأخلاق وصاحب المواقف المشرفة.
كلام السفير عزام بحد ذاته يخلق لدى السامعين عزماً من نوع خاص، يصنع لديك الثقة بأن وحدة أهل الخليج ستظل درعاً من الصعب اختراقه، وأن الجميع في مركب واحد.
الشكر لهذا الرجل المحب للبحرين، وندعو الله بأن يعزز وحدة أهل الخليج العربي وأن ينصرهم دوماً على من يكيد ويتربص بهم.