دائماً ما قلنا وكررنا بأن صورة البحرين الحقيقية هي أنصع وأفضل وأوضح مما يراه الغرب، خاصة أولئك الذين تصلهم الصور المضللة والحقائق التي لا تسمى حقائق، بسبب غلو المغالطات فيها، وتعمد الفبركة في مضامينها.
وقلنا مراراً أيضاً، بأن الحراك على المستوى الخارجي لا يجب أن يكون بأسلوب «الدفاع» عن البحرين عن طريق دحض المعلومات المغلوطة فقط، بل الحراك يبدأ عبر المبادرة بالتحرك بشأن «تعريف» العالم بما هي البحرين، وما حققته من منجزات طوال هذه السنوات في عديد من المجالات الحضارية والإنسانية، والأهم ما هو المشروع الإصلاحي لجلالة الملك وماذا غير في شكل وهوية البحرين.
المشكلة أن هناك من يرى بأن الأمور انتهت بفشل الانقلاب الآثم الذي استهدف البحرين، وهناك من يعتقد بأن الأمور عادت لطبيعتها بمعنى ألا استهداف سيطال البحرين في القريب، وهذه قراءة بريئة جداً لواقع فيه أطراف معادية، وخونة في الداخل، وخناجر غدر، هي تعمل ليل نهار على تشويه صورة البحرين.
اليوم كثير من الغربيين الذين فهموا ما حصل في البحرين بشكل صحيح، ورأوا الحقيقة المجردة بأم أعينهم، ومن وصلت لهم الصور والشواهد والفيديوهات التي تعكس واقع البحرين الحقيقي دون تضليل وفبركة، هؤلاء جميعهم فهموا ما الذي تواجهه مملكة البحرين من عدوان واستهداف خارجي، ومن عمليات إرهابية تدفعها ممارسات تحريض وتأجيج من أطراف يفترض بأنها تمثل جزءاً من جسد العمل السياسي، لكنها آثرت العمل بأسلوب «قطاع الطرق» و»الخاطفين» الذين يسعون لاختطاف بلد بأكمله، وحكمه بأسلوب «الإنابة» عن المستهدف الخارجي لنا المتمثل بإيران، حالهم كحال العراق الذي بات ولاية إيرانية بالفعل.
في الدفاع عن البحرين، أنت لا تحتاج لأن تكذب، ولا أن تزور، أو تبالغ، أو تلعب في الحقائق وتستبدل الواقع بآخر مغلوط، مثلما يفعل الانقلابيون والكارهون للبلد، بل مجرد سرد ما حققته البحرين وهو أمر متجسد على الأرض، يمكنك بأن تري العالم كيف أن هذه الدولة صغيرة المساحة فيها من الإنجازات الكثير، وأنها مستهدفة من زمرة أشرار، هدفهم ليست تلك الشعارات الديمقراطية التي يرددونها، ولا حقوق الإنسان التي يدعون الدفاع عنها، ولا العدالة والإنصاف المجتمعي، بل هدفهم الكرسي ومسك زمام الأمور، في نزعة احتلالية صريحة.
اليوم هناك دروس وممارسات واقعية لدينا على الأرض، كلها تقدم لأي مواطن مخلص لهذه الأرض نموذجاً في كيفية الدفاع عن البحرين، لكن ليس من موقع «الدفاع»، بل من موقع «الواثق» من بلاده، المؤمن بما حققته من إنجازات.
أبلغ الأمثلة الحية تلك التي تصدر عن جلالة الملك حفظه الله نفسه، من خلال خطاباته، سواء الارتجالية أو المقروءة، خلال مقابلاته مع المجموعات المختلفة في الداخل البحريني، أو مقابلاته مع المسؤولين الغربيين والوفود الزائرة.
فقط ادرسوا خطاب جلالة الملك، تمعنوا في مضامينه، اقرؤوا السطور وافهموا ما بين السطور، وتفكروا بعقلانية في المعلومات التي تتضمنها كلماته، ستجدون أقوى نموذج يمكن اعتماده حينما نتحدث عن البحرين، وحينما ندافع عن بلادنا وعن مكتسباتنا. البحرين لا تملك شيئا تخفيه، سياسة ملكها وحكومتها واضحة وضوح الشمس، بل العكس، الانقلابيون والخونة هم من يملكون عشرات الأمور ليخفوها عن الغرب وعن إعلامهم، أولها ارتباطهم الفعلي بالمتآمرين الخارجيين على البلد مثل إيران التي تأتي على رأس القائمة، يخفون طائفيتهم وعنصريتهم وممارساتهم التحريضية وتهكمهم بالبشر وتطاولهم على رجال الأمن وعلى القانون.
لقاء جلالة الملك أمس الأول مع وفد أعضاء البرلمان الأوروبي يأتي في نفس السياق الذي نتكلم فيه، تمعنوا في خطاب ملكنا، ماذا قال بشأن إنجازات البحرين في حقوق الإنسان؟! ماذا قال بشأن مكاسب المواطن البحريني؟! ماذا بين لهم بشأن ما حققته المملكة في إطار المشروع الإصلاحي من منجزات؟!
كلام يتضمن شواهد عديدة وتفعيلاً على الأرض، ففي ملف حقوق الإنسان هناك أكثر من منظومة ومؤسسات وجهات معنية بتعزيز هذه الثقافة، ومعنية بالدفاع عن حقوق البشر، وكثير من الوفود الغربية زارت هذه الجهات، وعرفت حقيقة الوضع الإنساني في البحرين، وأنصفت بلادنا بعدم «انخداعها» بما يروج له الكذابون والمفبركون.
الإنجازات العديدة في ملفات الإصلاح السياسي والنماء الاقتصادي والحياة الاجتماعية وتمكين المرأة، كلها أمور أوردها جلالة الملك، وشواهدها قائمة وحية على أرض الواقع، والبحرين مفتوحة لكل عادل ومحايد وعقلاني ليرى بعينه صحة ما نقول، دون مبالغات ودون مساحيق تجميل.
الواثق من نفسه يعرف ما يقول، لا يحتاج للكذب والتدليس مثلما يفعله الانقلابيون وإعلامهم الأصفر، الواقع موجود على الأرض، وهذه الحقائق هي التي يجب أن يعرفها العالم الغربي عبر تحركات جادة لتعريفهم بما هي البحرين وماذا فيها وما تحقق في إطار المشروع الإصلاحي وماذا استفاد المواطن البحريني من ذلك على كافة الصعد.
فقط أقول تمعنوا في خطابات رجل البحرين الأول جلالة الملك، واعرفوا كيف تتكلمون بلغة الإنسان البحريني الواثق.